جواهر
حبها للمهنة وحاجتها الاجتماعية دفعاها لولوج مهنة الرجال

“أمال” أول امرأة تشتغل في إصلاح الهواتف النقالة بالبويرة

أحسن حراش
  • 3412
  • 13
ح.م

تشتغل السيدة أمال صاحبة 37 عاما مهنة تصليح الهواتف النقالة بأحد المحلات العتيقة وسط مدينة البويرة، حيث دفعها حبها لمثل هذا النوع من المهن إضافة إلى حاجتها في ظل ظروفها الاجتماعية القاهرة لخوض مهنة يعتبرها الكثيرون حكرا فقط على الرجال .

تقربنا إلى محل السيدة أمال الذي تشتغل فيه كعاملة فقط في إصلاح الهواتف النقالة، بعد أن شدنا الفضول لمعرفة أسباب اختيارها لهذا النوع من المهن، حيث كشفت لنا في حوارها معنا بلغة بانت عن ثقافة واسعة وسلاسة في الحديث، عن حبها لهذه المهنة منذ الصغر، فقد كانت تحاول مداعبة أي جهاز يقع أمامها، مشيرة إلى قيامها بعدة تجارب علمية في هذا الخصوص منها اختراع جهاز منبه ضوئي بالنسبة لفئة الصم البكر وهي لا تزال بالطور المتوسط .

من أجل تطوير طموحها فقد ولجت أمال صاحبة المستوى النهائي مركز التكوين المهني قصد الحصول على ديبلوم في التخصص ومعرفة مزيد من التقنيات، وهو ما مكنها أكثر من التحكم في التخصص الذي أحبته وأرادت من خلاله كما قالت العمل مع العنصر النسوي بالخصوص، باعتبار أن الهواتف النقالة عنصرا خصوصيا قد يدفع الكثير من النساء إلى الامتناع عن إصلاحه بمحلات رجالية .

كما اضطرت الظروف الاجتماعية القاهرة السيدة أمال إلى الاشتغال منذ 11 سنة في هذا المجال، خاصة وأنها تعيل أسرة مكونة من 4 أفراد وزوجها يعاني من مرض عقلي، معترفة في حديثها بأن الأمر ليس بالسهل لكنها تكافح من أجل التوفيق بين كسب ثقة زبائنها الذين اعترفوا كلهم بتفانيها وبين احتياجات أسرتها وأولادها .

ووجهت أمال رسالة للمرأة مفادها ضرورة التمسك بالهدف والسعي وراء تحقيقه بتصور معلوم ومسار مرسوم، إضافة إلى توجيه نداء للسلطات المحلية قصد مساعدتها في الحصول على رخصة محل وسط المدينة على غرار المحلات الممنوحة للشباب، وذلك قصد تمكينها من إعالة أسرتها وتطوير مهنتها التي جعلت منها المرأة الوحيدة في هذا المجال بالولاية، خاصة وأنها تحمل الشهادة العلمية في التخصص وحاجتها الاجتماعية، في انتظار استجابة السلطات لها في القريب العاجل .

مقالات ذات صلة