-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمريكا.. تنقلب على بايدن وعلى الجميع!

أمريكا.. تنقلب على بايدن وعلى الجميع!

كلما مرّت الأسابيع والأشهر منذ السابع من أكتوبر، تاريخ انطلاق الشرارة الأولى لمعركة “طوفان الأقصى”، كلما ازداد تخبط الإدارة الأمريكية والصهيونية وعجزتا عن إيجاد مخرج للفخ الإستراتيجي الذي أوقعتهم فيه هذه المعركة التاريخية.

في اليوم الأول منها، سارع بايدن ومن معه للكيان في محاولة للظهور بموقف المواسي والمؤيد والصهيوني أكثر من الصهاينة لضمان ورقة هؤلاء ودعمهم في الانتخابات الرئاسية القادمة.. وكذلك فعل وزير خارجيته الذي لم يتردّد في التصريح بأنه إنما قدم ليس بصفته تلك، للوقوف إلى جانب هؤلاء، إنما كيهودي يشعر بما يشعرون.. وتبعهم في ذلك قادة غربيون آخرون من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من دول الحلف الأطلسي، جميعهم سارعوا لكسب ودهم، ظنّا منهم أنهم القوة المتحكّمة في المنطقة والقادرة على خدمة مصالحهم على جميع المستويات.

وتمر الأسابيع والأشهر، ويتأكّد للجميع اليوم أن الكيان لم يتمكّن من تحقيق أي من أهدافه: لا العسكرية، ولا السياسية، ولا الإستراتيجية.. ولا هو حافظ على قدرات الردع لديه. كل شيء انهار في بضعة أشهر، وبدا على حقيقته مهزوما مدحورا بلا رؤية ولا أفق، يعيش حالة يأس لم يعرفها أبدا طيلة احتلاله لفلسطين. لقد أصبح مهدّدا من قبل قوى بدون مستوى الدولة في المنطقة. “حزب الله” شمالا، والجيش اليمني جنوبا، والمقاومة في العراق شرقا.. أما على مستوى الدولة، فإيران باتت  الولايات المتحدة سيدته تفاوضها من خلال وسطاء لكي لا توسّع نطاق الحرب، وهو ما فعلته في الرابع عشر من أفريل ولم يتمكّن الكيان من القيام بأي رد.. وأخيرا بدأ حلفاؤه من المطبّعين يتخلون عنه تدريجيا، البحرين راجعت موقفها من اليوم الأول لمعركة “الطوفان” وهو يختمر أكثر، والإمارات رفضت المشاركة في تسيير معبر رفح، وأخيرا، مصر التي انضمّت إلى جنوب إفريقيا في دعواها المرفوعة لمحكمة العدل الدولية متهمة الكيان بالإبادة الجماعية.. أما قيادة المقاومة في داخل غزة والقطاع، فكان ردها المفحم ميدانيا، حيث عادت بقوة أكبر تدك حشوده في كل مكان عاد إليه وكأنها لم تمس بأذى، أما الضربة القاضية، فكانت من الداخل الأمريكي!

لأول مرة في تاريخ التحالف الأمريكي – الصهيوني منذ 75 سنة من الاحتلال، 56% من الناخبين  الديمقراطيين المحتملين يعتبرون ما يقوم بها الكيان في غزة إبادة جماعية، ونسبة عالية من الشباب تعلن رفضها للكيان ذاته وتطالب بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر بقوة أكبر لم يسبق لها مثيلا.. جاء هذا في استطلاع للرأي أعده المركز الأمريكي zeteo.com  نهاية الشهر الماضي الذي نقدّم منه بعض الخلاصات:

– 55 % من الأشخاص المستجوبين الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما، و44 %من الناخبين السود، و48 % من اللاتينيين، يعتبرون ما يقوم به الكيان إبادة جماعية.

– 70 % من الناخبين المحتملين يؤيدون وقفا فوريا لإطلاق النار، وتصل النسبة إلى 83 % عند الديمقراطيين و65 % عند المستقلين، وحتى الجمهوريين المتزمتين للكيان الأغلب منهم أيّدوا وقف إطلاق النار بنسبة 56 %… مما يعني أن الرئيس الأمريكي اليوم هو في ورطة بحق، وأن أمريكا تنقلب  عليه بحق، وستنقلب عليه أكثر في الأيام والأسابيع القادمة وقد تمنعه من العودة إلى البيت الأبيض في أغلب السيناريوهات المحتملة..

يدل هذا أن الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان في غزة، إنما هي بديله الوحيد عن الهزيمة لعله يقوم بتطهير عرقي شامل غير بعيد عن الضرب بالقنبلة النووية، وإلا، فإن انهزامه المؤكّد اليوم على أرض المعركة قد بدا يتجلى على صعيد تصدّعه الداخلي، وتفكّك المجتمع الصهيوني وشكّه في إمكانية العودة إلى مستوطناته في الشمال والجنوب، وأخيرا وليس آخرا يتجلى أكثر في ذلك التبدّل الواقع في عمق المجتمع الأمريكي ضده وضد وجوده، مدعّما بحركة طلابية واسعة في أمريكا والغرب غيّرت، لأول مرة، الصورة المزيّفة التي يسوّقها الكيان عن نفسه واستبدلتها بالصورة الحقيقية التي باتت رائجة في العالم اليوم: الكيان هو الصهيونية والصهيونية هي الإبادة…

وذلك ما يجعل أمريكا تنقلب بحق ليس على بايدن فقط، بل على الجميع أيضا…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!