جواهر
يتحججن بقلة إمكانياتهن المادية

أمهات يتنكرن لأبنائهن بعد الطلاق ويتنازلن عن حق الحضانة

جواهر الشروق
  • 45776
  • 42
ح.م

في مفارقة عجيبة غريبة، لا يقبلها العقل ولا الغريزة البشرية، تتخلى كثير من الأمهات عن رعاية أبنائهن بعد حدوث الطلاق، وهي حالات بدأت في البروز والانتشار بشكل لافت يستدعي النظر والتمحيص فيها، فالأم التي كانت تبذل المستحيل بالأمس وتتحمل كل الإهانات والمعاناة من أجل الاحتفاظ بفلذة كبدها والبقاء بقربهم تحولت ولأسباب مادية بحتة إلى أول من يتخلى عنهم.

يقول المثل “ليس اليتيم من لا أب له بل اليتيم من ليس له أم” لأنها الحضن والحصن المنيع الذي يحمي الأطفال من كل شر، لكن للأسف بعض أمهات اليوم  تجردن من المشاعر والأحاسيس، ويحاولن تبرير فعلتهن بعدم قدرتهن على تحمل مسؤولية الأبناء لوحدهن، سيما مع القوانين المجحفة التي لا تنصفهن بحسب قولهن وقيمة النفقة الهزيلة لمن استطاعت إليها سبيلا.

محمد، كما أراد أن يرمز لاسمه، أب لثلاثة أطفال وجد نفسه إثر خلاف مع زوجته أمام مسؤولية رعاية أبنائه لوحده بعد أن تنازلت طليقته عن حق الحضانة لأنها ببساطة- كما قال- قررت مغادرة البلاد والهجرة إلى بلد أوروبي للعيش هناك مع والديها المغتربين، وهو الأمر الذي طالما رفضه وتطور إلى خلاف ليحدث الطلاق في النهاية.

سمير أيضا مثال حي آخر حيث دخل في نزاع قضائي مع زوجته وكان يعتقد أنها لن تفرط في أبنائها وستفعل المستحيل لطلب الحضانة الكاملة، غير أنه تفاجأ بها تغادر البيت وحدها قبل إتمام عملية الطلاق موكلة إليه مهمة رعاية أبنائه الأربعة وكلهم ذكور.

وحسب قول سمير، فإن عائلة زوجته رفضت استقبال الأبناء وخيرته بين إرجاع زوجته أو تحمل مسؤولية أولاده كاملة، وهو الأمر الذي وافقت عليه الزوجة كليا.

وتحاول النساء بهذه الطريقة الضغط على الزوج والتنغيص عليه والانتقام منه حتى لا يهنأ بعيشه بعد الطلاق، سيما أن أغلب الرجال يعيدون الارتباط بامرأة أخرى ويتناسون مسؤولياتهم تجاه أسرتهم الأولى.

وفي غمرة كل هذا الصراع يدفع الأطفال الثمن باعتبارهم ينشأون بعيدا عن حنان الأم ومسؤولية الأب ورعايته، وهو ما يؤثر على نفسيتهم  وقد يسبب لهم اضطرابات في كبرهم تؤثر فيهم بشكل سلبي.

أروقة المحاكم شاهدة على عديد القضايا من هذا النوع هي فعلا لم تستفحل بعد، لكن المختصين الاجتماعيين والقانونيين دعوا إلى دق ناقوس الخطر بشأنها لأن الأم أفضل حاضن لطفلها وهو ما قد يجد الحل له صندوق النفقة الذي يجري التحضير للاستفادة منه قريبا.

مقالات ذات صلة