جواهر
فضفضة

أنا حساسة وزوجي لا يعترف بالرومنسية!

عطاء الله أمينة
  • 4875
  • 16
أرشيف

أنا امرأة حساسة جدا، وعاطفية جدا، ومتزوجة من رجل لا يعترف بالعاطفة والحنان والرومانسية بين الزوجين.

هو مهمل لي جدا عندما أمرض لا يعالجني، وكلما أتحدث معه لكي يعالجني يرد بالسكوت، أو اتهامي بالتقصير بنفسي، أو مغالطتي، أو بالصياح، وهو وضعه المادي سيء.

نحن على هذا الحال منذ 10 سنوات، وقد أصبت بمرض الاكتئاب والقلق، وخصوصا أني بغربة.. لغته ليست لغتي، أتمني كلمات الحب منه، ولكنه دائما يتعذر، أو يصيح علي أو يقول احمدي الله غيرك يتمنين الزواج.

هو دائم الانشغال عني بالنت وبالأخبار، والتلفاز، والهاتف.. من أول ما يرجع للبيت من العمل إلى أن ينام بالليل. يحب أن ينام لوحده، وأنا أنام مع أولادي.

لولا أني أخاف الله لتعلقت بأي رجل يسمعني كلمات الحب التي أنا محرومة منها، مترددة لا أستطيع تركه بسبب أولادي، ومستقبلي مجهول.

أخاف من العيش لوحدي، ولا استطيع الجلوس معه، وهو دائم الانتقاد لي بشكل كبير، ولا يهديني أي هدية ولو أهديته أي شيء يرفضه بغلظة وكلام جارح.

 أفيدوني، جزاكم الله خير، ماذا أعمل؟

حكيمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

شكرا أختي حكيمة على مراسلتنا و ثقتك بنا سأحاول الرد حسب معطيات التي أرفقتها في رسالتك لأنها لا تحتوي تفاصيل كثيرة.

إن تغير معاملة الزوج لزوجته يقلب حياة الزوجة النفسية رأسا على عقب، ويرى المختصين أن من هؤلاء الأزواج نوعان:

نوع من الأزواج تتغير معاملته مباشرة بعد الزواج، والنوع الثاني من الأزواج تتغير معاملته بعد مرور سنوات من الزواج. وما النوع الثاني سوى امتداد تدريجي للنوع الأول الذي يكتشف بعد الزواج مباشرة.

إن هذا الارتباط ليس ممتعا كما كان يعتقد، أو كان يتوقع من الزوجة أن تتعرف على عيوب شخصيته، لكنها لم تفلح في ذلك لأنها كانت مستمتعة بالأيام الجميلة التي تعقب الزواج، ليقع اللوم عليها في نظر الزوج من جهة، وقع الإحباط في نفسها هي بسبب تغير معاملة الزوج لها عما كانت عليه خلال السنوات الأولى من الزواج.

وسأضيف نوعا ثالثا لك لتكون فكرة أوضح وهو الذي غالبا يكون منبثقا عن نوعين سابقين ولكن ابتعد قليلا حيث وجد خيارا آخر أي امرأة أخرى ربما أجادت استغلال وضع من الأوضاع ودخلت حياته لذلك مطلوب من منك أختي حكيمة:

أولا: مصارحة زوجك كون التواصل يبقى نقطة الحسم بين الزوجين وكثيرا ما نهمل التواصل الهادئ وهنا أركز على نقطة حديث وليس عتاب أو الاتهام بل إيضاح أن هناك مشكلة في العلاقة قد تؤدي لمشاكل أكبر فلابد من إفراغ القلوب والتحدث بما يشغلكما، وتحسيس الزوج بالاهتمام أين أنك تودين أن تحاولا معا لمس الحب السابق وتعديل الأشياء السلبية التي من الممكن أن تكون سبب قطع الشغف بينكما.

ثانيا: الحرص كل الحرص على توفير جو المرح و الاهتمام والرعاية قدر المستطاع، حتى لا تكون شكوك وكآبتك سببا أخر منفر لتواجد زوجك.

حاولي أختي البحث مع نفسك عن مواطن التغير التي قد يكون زوجك قد شعر بها مع عدم انتباهك بسبب ضغوط المسؤولية.

عزيزتي حكيمة العلاقة الزوجة سلسلة مترابطة تكمل بعضها: الجانب العاطفي الوجداني.. الجانب الجنسي البيولوجي.. الجانب الفكري الاجتماعي. وأي فتور أو خلل يصيب إحدى هذه الحلقات الثلاث سيؤثر سلبا على العلاقة الزوجية عموما، لذلك مطلوب وبجدية البحث عن بؤرة الخلل ومن ثم السعي لعلاجها، وقبل ذلك التماسك والتصرف بحكمة عوض العتاب والشك وتحويل الحياة الزوجية إلى جحيم إرادي.

وأضيف لا تنشغلي بفكرة هل فعليا تعرف بأخرى أو هل توقف عن حبي. بما أنه زوجك فعليك المساهمة في عودته للبيت والكفاح لأجل بيتك، والأهم حاولي الانفتاح على نفسك وإشغالها بما يساعدك على طرد الأفكار السلبية قومي بأعمال تحبينها وأنشطة حتى لو كنت ماكثة بالبيت استثمري في وقتك فالتركيز كثيرا في فكرة ما خاصة سلبية سيجلب لك طاقة سلبية ويضخم أي موقف يحدث بينكما.

أعلم أن الضغط كبير جدا عليك ولكنك أهل لهذا، ستنجحين إن كنت تثقين بزوجك ونفسك وحبك له وإن تأزم الأمر يفضل استشارة من هم أعقل وأكبر ، مع تمنياتي لك بالتوفيق وبحياة زوجية سعيدة.

الأخصائية النفسانية: عطاء الله أمينة

مقالات ذات صلة