-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أنترنت الوطنية.. هل نستفيد من تجربتي الصين وروسيا؟

أنترنت الوطنية.. هل نستفيد من تجربتي الصين وروسيا؟
ح.م

يُتَوقَّع أن تتقاسم الصين عالم “انترنت” مع الولايات المتحدة في حدود سنة 2028، حسب تصريح المدير التنفيذي السابق لغوغل “إيريك شميت” بعد أن أصبحت شبكتها الخاصة للبحث مثل baidu.com والفيديو youku.com مواقع تنافس “google” و”youtube”، بل أن هذين المحركين الأخيرين أصبحا مضطرين لاستخدام خوارزميات تمنع انتقاد نظام الحكم في هذا البلد حتى لا يُمنعا من التعامل مع الصين. ولعل مَرَدُّ هذا إلى كون الصين تقدمت بخطوات عملاقة عن الغرب في المجال التكنولوجي. فقد أعلنت في ديسمبر الماضي عن اختراعها لحاسوب Jiuzhang تفوق سرعته 10 مليار مرة حاسوب غوغل السريع Sycamore، كما طلبت من الاتحاد الدولي للاتصالات في أفريل الماضي قَبول تسجيل بروتوكول انترنت جديدNEW IP، لم تجد الدول الغربية ما تنتقده به سوى أنه يساعد الأنظمة “التسلطية”! ولعل هذه القفزات التكنولوجية العالية هي التي جعلت بُلدانا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وجزئيا فرنسا تمنع المتعامل “هواوي” الصيني من أن تكون له يد في شبكات الجيل الخامس من الهواتف خوفا على أمنها القومي.

أما روسيا فإنها تُطوِّر باستمرار محركها الشهير يانداكس yandex لكي ينافس “google”، حتى أصبح يغطي أكثر من 60 بالمائة من حاجات مواطنيها. كما تطور شبكتها الخاصة للتواصل الاجتماعي vk.com لتشمل كلا من أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان وبقية العالم بما في ذلك البلدان العربية والإسلامية.

وتعمل إيران على تطوير شبكة خاصة بها تُسمى شبكة انترنت الوطنية بمتصفحاتها ومواقعها للتواصل الاجتماعي وبريدها الإلكتروني غير المرتبطة بالشبكة العالمية. وتأمل من خلال المجلس الأعلى للفضاء السيبراني الإيراني أن تكون هذه الشبكة نواة لأكبر ///منها تضم العالم الإسلامي. واعتبرت الدول الغربية هذا الخيار منافيا للديمقراطية وحقوق الإنسان، وشنت حملة واسعة على إيران باعتبارها الحلقة الأضعف ضمن مجموعة الدول التي تسعى للخروج عن هيمنة الانترنت الغربية.

ويوجد اليوم اتجاه صاعد يؤيد إقامة شبكات أنترنت وطنية كما أسلفنا، أو لتكتلات كبرى، كما طرحته ألمانيا على الاتحاد الأوروبي للخروج عن الهيمنة الأمريكية، أو ما تقوم به حاليا مجموعة دول “البريكس”وإمكانية توسيع تجربتها إلى عدد من الدول الافريقية… كما أن هناك من طرح فكرة إنشاء شبكات تواصل اجتماعي خاصة بالأطفال بمعزل عن انترنت العالمية (الكيان الاسرائيلي)، وقس على ذلك…

كل هذا يجعلنا نطرح السؤال التالي: ما موقعنا نحن؟ هل سيبقى هاجسنا الأول هو زيادة تدفق انترنت دون طرح سؤال عن محتوى ما يصلنا، ودون البحث عن انعكاس ذلك على صعيد أمننا الوطني وتماسكنا الاجتماعي والسياسي؟ كيف نؤمِّن معلوماتنا؟ وكيف نتصرف في حالة عداء سيبراني علينا؟ كيف ستتحرك قطاعاتنا في حالة قطع الانترنت العالمية عنا، أو اضطرارنا لقطعها لسبب من الأسباب؟

أتصور أنها أسئلة جوهرية تتعلق بأمننا القومي وينبغي طرحها استباقيا، ذلك أن زمن ترك الأمور على عواهنها، كالاكتفاء بالنظر إلى الجانب الإيجابي اليوم في انترنت ومواقع التواصل الاجتماعي دون الانتباه للمخاطر، من شأنه أن يكون في غير مصلحتنا الوطنية.

لن أدعو أن نكون في مستوى الصين أو روسيا، ما أبعدهما عنَّا! ولكني فقط أشير، أن شابا يمنيا يسمى “ماجد الجعماني” أطلق في سنة 2014 شبكة تواصل اجتماعي يمنية سماها “أودل” لولا الحرب! وأن الرئيس “دونالد ترامب” بعد أن أُغلقت في وجهه جميع مواقع التواصل الاجتماعي سيُطلق خلال أسابيع شبكته الخاصة… أليس بإمكاننا أن نكون بينهما؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!