الشروق العربي
الزوجة العنيدة:

أنثى لا تخضع بالقول ولا تحب الترويض

صالح عزوز
  • 9780
  • 3
ح.م

 يعاني الكثير من الأزواج، من نساء عنيدات، قد يصل العناد عندهن إلى درجة تهديم سقف بيوتهن وهن لا يبالين.. فهذه الزوجة لا تخضع للزوج بالقول، مهما حدث. هي حال حالة اجتماعية ونفسية، سواء كانت طبعا فيها أم سلوكا مكتسبا من المجتمع، بحكم الكثير من الظروف، إلا أنها أوصلت الكثير من العلاقات الزوجية إلى نهايتها، أو بقيت تتأرجح بين المشاكل والتشققات، وزالت مع مرور الوقت حلاوة هذه العلاقة، فأصبحت مجردة من لبها الحقيقي، وهو الحب والحنان الأسري.

إن هذا السلوك، سواء كان مكتسبا أم فطريا في المرأة، يكون في الغالب حائلا وسببا مباشرا في فشل علاقة المرأة، ليس بزوجها فحسب وفي أسرتها الصغيرة، بل حتى في كل علاقاتها الاجتماعية، سواء مع الأصدقاء المقربين أم أصدقاء العمل، فهي في الغالب تختار العناد على الخضوع لأي كان، لأن الخضوع، في اعتقادها، هو الفشل أو التنازل عن حقها في الرأي، والنقض في شخصها.

 لما كان حديثنا عن تأثير هذا السلوك، على علاقتها بزوجها لكي نحدد زاوية الدراسة، فإن المرأة العنيدة في الغالب سوف تجد رجلا عنيدا أمامها، وهي طبيعة في البشر، حتى إن الرجل عامة يحب تلك المرأة العنيدة، لأنه يرى في تكسير عنادها فخرا له.. لذا، نادرا جدا ما تستوي العلاقة بينهما، أي العلاقة الزوجية، لأن الرجل حينما يجد زوجته عنيدة، يصبح هو أكثر عنادا منها، ولا يتنازل عن حقه، الذي يعتبره مشروعا بحكم الذكورة والقوامة. لذا، مهما طالت هذه العلاقة بينهما، ففي الغالب تنتهي، وهي من الأدلة الدامغة على أن المرأة العنيدة، مهما كانت سواء جميلة أم ثرية أم قوية شخصيا، فهي الخاسر الأول في علاقتها بغيرها.

لم العناد؟

يتساءل الكثير منا: لمَ كل ذلك العناد من المرأة ؟حتى إنك في بعض الأحيان تراها تدافع عن نفسها بشراسة زائدة، لكن الكثير من المختصين في السلوكات، وكذا الحالات النفسية، يعتقدون أن العناد قد يكون حالة تربت عليها المرأة منذ الصغر. والأمثلة على ذلك، أن الكثير من الأطفال يشتد عنادهم كلما تحصلوا على ما يريدون. لذا، مع مرور الوقت، تصبح هذه الطريقة بمثابة وسيلة لتحقيق المكاسب والرغبات، فيتكرر هذا معهم كلما أرادوا شيئا، لأن الوالدين لم يستطيعا كسر هذا العناد، عن طريق الرفض، وهو الوسيلة الأقرب إلى تعديل هذا السلوك عندهم، كما أن هذا السلوك أصبح عند الكثير من النساء بمثابة سلاح تدافع به عن نفسها، وهذا بعدم الخضوع والتنازل، الذي تراه ضعف شخصية، فهي في الغالب لا تجد وسيلة مادية أو معنوية تستطيع فرض نفسها بها. لذا، تلجأ إلى العناد، وقد يكون العناد عند المرأة مأخوذا من شخص قريب إليها، سواء كان من عند الوالدين أم الأخوات. لذا، ترى فيه صفة حميدة، مادام متعلقا بأحد من أسرتها، أي تقليد الأقربين.

هي ليست حالة مرضية، تعاني منها المرأة، تحتاج دواء أو استشارة نفسية، تحتاج منها فقط النظر إلى الخلف، وما يتركه هذا السلوك في حياتها وعلاقاتها بغيرها، الذي يكون في الغالب حطاما، لتعرف هل هو إيجابي أم سلبي.

مقالات ذات صلة