أوباما لسلال: ما فهمناكمش!
يبدو أن السلطة عندنا ممثلة في حكومة الباطرونا، لم تتعلم الدروس من الماضي، ولا تزال تمارس “مهامها” مهما كلفها الأمر من سكوت وتغطية ونفي على بعض الأحداث، من دون أن تكلف نفسها متاعب شرح وتفسير وتوضيح ما لا يفسر! كل ما يمكن أن تقوم به إذا لزم الأمر هو النفي!
هذا ما دأبت السلطة على فعله منذ أيام الواحدية الحزبية، وصولا إلى سلطة التعدد في الواحدية! (والدليل أن حزبا واحدا لا يزال هو نفسه عينه يحكم! فبعدما كان يرى بعين واحدة، وضع نظارات عمي ليرى بعينين (الأفلان والأرندي)، من دون أن يعني أنه يرى أصلا!).
الضجة التي أثارها الإعلام الأمريكي حول استثمار الجزائر لنحو 260 مليار دولار في مشروع ديترويت الأمريكية المفلس، قابلتها الحكومة بالنفي وفقط! فيما ذهب نائب حداد إلى النفي بنفس الطريقة مع تبرير ما لا يمكن تبريره، حتى ولو كان الخبر لا أساس له من الصحة! فقال أن الصحافة الأمريكية شوهت الخبر الذي جاء على لسان الوفد بسبب الرطانة بلغة عربية وفرنسية في بلاد الإنجليزية الأمريكية!
نحن لا نريد أن نؤكد الخبر أو ننفيه، لكن الحكومة وممثلها عليهم حينما ينفوا أن يعطوا التبرير والتوضيح والشفافية اللازمة ولا يكتفوا بالتكذيب! لأن هذا احتقار للرأي العام وتسفيه لكل وسائل الإعلام بما فيها الأمريكية التي لا يمكن أن تعتمد على مجرد كلام عام وحديث لرجال أعمال لا يعرفون التحديث بلغة إنجليزية أو فرنسية أو عربية.. ولا يعرفون سوى رطانة لا يفهم منها أحدا شيئا!..هؤلاء من يحكمون البلاد اليوم يريدون أن يتحكموا فيها إلى الأبد، وهم لا يتحكمون حتى في لغة ألسنتهم!
نمت على هذا الموقف الساخر من ممثل حداد الذي كان من الأحسن أن لا يبرر وأن يسكت، لأجد نفسي ممثلا للباطرونا في أمريكا، أقول ما لم يفهمه الأمريكان في ندبة صحفية، أنا الذي لا أحسن حتى الدارجة! ألثغ اللسان، ووقواق، وعقون، أخرج كلمة واحدة في ربع ساعة وأخرجها معوجة العنق، مكسرة الأضلاع، يضيف إليها هم طاقم فمي الذي لم يبن على أساس صلب، فراح يرتج كلما أخرجت حرفا من بين الأرتاج!.. ورحت أعمل على التكلف بالفرنسية والعربية الفصحى مع الدارجة:
“أحنا هنا باش.. نعملوا بالنووي (أقصد “نعمل بنية”) ونفجروا على مدينة ديترويت (أقصد “نفرجوا” على..). إن شاء الله على كل حال محسوب يعني لابد كيما نقولوا، نخدموا باش الشباب نتعنا يجيوا عندكم من عندنا يديروا الإهراب، يهربوا باش يديروا فيكم “الخدمي” (الخدمة)! “البومبة” نتاع الغاز يجي حتى لعندكم (أقصد “أنبوب”..) ونخدموا معكم “اللواطة” (السيارات!) ونديروا كيفكم ونقوم بالنووي نتاع التسلح (أقصد: نقوم بنية الإصلاح) في كل شيء! ونوليوا دولة وحكومة واعرة! غولة! نثوروا بلادنا (نطوروا…) ونمسحوا إسرائيل (“نسمحوا لأسرائيل”) ونديروا السلام مع بوشوارب في الشرق نتاع الأوسط نتاع العرب نتاع المسلمين. نديروا “الزيليكسيون نتاع الفوط نتاع الانتخاب” نتاع الديمقراطية في إسرائيل وفلسطين تربح هي وإسرائيل الماتش ويخرجوا “كيت”
لم أعد أعرف ماذا كنت أهدر وأقول..
.. وغدا، كانت الصحافة الأمريكية لا تزال حائرة في الترجمة، لكن الجزائر كانت في الصباح محاصرة من طرف كل الأساطيل الأمريكية بدعوى أننا ننوي إعلان الحرب ضدها كما فعلنا معها أيام الأتراك!
شفتوا الجهل اللغوي والفكر وين يوصل؟.. للحرب!
وأفيق: آيما على فضائحنا في ماريكان! لا عربية لا فرنسية لا إنجليزية؟!