الجزائر
باحثون ومختصون يدقون ناقوس الخطر

أوروبا تستخدم ملف الهجرة و”الحراقة” للضغط على الدول الإفريقية

الشروق
  • 1635
  • 2
ح.م

أكد باحثون ومختصون من عدة دول إفريقية، الثلاثاء، أن المهاجرين الأفارقة لا يشكلون تهديدا لأوروبا، وأغلبهم يساهمون في تنميتها ونهضتها، وإنما هناك من يسعى لتسريب معلومات خاطئة حول هذه المسألة من خلال شن حملة لأغراض “غير معلنة” في وقت تستعد الجزائر لاستقبال الندوة الدولية الثانية للمنظمات الإفريقية العضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة تحت شعار “إشراك إفريقيا في مواجهة أزمة الهجرة” ما بين 19 و21 نوفمبر الجاري.
وقال الباحثون المشاركون في جلسات اليوم الثاني من الندوة الدولية الثانية للمنظمات الإفريقية العضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة تحت شعار “إشراك إفريقيا في مواجهة أزمة الهجرة”، والتي ينظمها البرلمان الإفريقي بالشراكة مع الجمعية الوطنية للتبادل بين الشباب ومجموعة مبادرة المذكرة 2063 بالمركز الدولي للمؤتمرات، إن مسألة الهجرة وخصوصا من إفريقيا أضحت وسيلة ضغط تستخدمها أوروبا في جميع المناسبات، ووصل الحد إلى غاية تحميل الدول الإفريقية مسؤولية الحد من المهاجرين دون البحث عن أسباب الهجرة والظروف المحيطة بها، ودون أي اعتبار للأزمات التي تعانيها هذه الدول.
وأكدوا في ذات السياق، أن البحوث التي تجري بصفة دورية حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية في إفريقيا، أثبتت أن “المهاجرين الأفارقة لا يشكلون تهديدا لأوروبا بعكس المعلومات التي تسعى جهات معينة لتسريبها عبر عدة قنوات ووسائل إعلام لأغراض غير معلنة”.
وأوضحوا أن من بين 36 مليون مهاجر إفريقي، 29 مليون هاجروا أو نزحوا داخل إفريقيا ولم يتعدوا حدود القارة “وهذا أمر مهم”، بينما هاجر 7 ملايين أي ما يمثل 20 بالمائة بينهم 5.5 ملايين يمثلون أطباء ومهندسين وطلبة وعمالا وغيرهم إلى أوروبا بطريقة شرعية، فيما يبقى 1.5 مليون مهاجر غير شرعي أي ما يمثل 0.3 بالمائة وهو رقم “لا يمكن أن يشكل تهديدا لأوروبا في أي حال من الأحوال”.
كما أشارت الإحصائيات، المقدمة من قبل الباحثين المشاركين في الندوة، إلى وجود 8 ملايين بطال من أصل إفريقي 7 ملايين منهم متحصلون على شهادات 80 بالمائة منهم يبقون في إفريقيا ومليون يهاجر إلى أوروبا، وهو ما يعكس عدم صحة المعلومات التي تقدمها الدول الأوروبية.
وتستقبل إيطاليا 7 بالمائة من المهاجرين الأفارقة بينما تصرح في وسائل الإعلام بوجود 24.6 بالمائة، وتستقبل البرتغال 6.2 بالمائة وتصرح بـ20.6 بالمائة، وتستقبل اليونان 8.4 وتصرح بوجود 20 بالمائة وتستقبل ألمانيا 8.8 وتصرح بوجود 13 بالمائة من المهاجرين على أراضيها، بحسب الإحصائيات التي توصلت إليها البحوث الإفريقية.
وقال المشاركون إن استطلاعات الرأي التي شملت عددا كبيرا من المهاجرين الأفارقة أثبتت أن الأغلبية يهاجرون لأسباب أمنية واقتصادية، حيث إن 83 بالمائة منهم يبحثون عن الأمن والعمل، وشدد الباحثون على أن الحل لجميع أزمات القارة الإفريقية يبدأ من العنصر البشري من خلال إعطاء الأولوية للتكوين والتنمية “عبر التعبئة وتضافر الجهود بين دول شمال إفريقيا وجنوبها، بعيدا عن أي طرف أجنبي عن القارة، القضاء على الفقر والعنف ومواجهة التغير المناخي والأمراض، البحث عن حلول للنزاعات، الحكم الراشد واعتماد التنمية المستدامة لأنه إذا توفرت هذه الشروط لن يضطر الأفارقة للهجرة”.
وكان رئيس البرلمان الإفريقي للمجتمع المدني، جون كلود كيسي، قد أكد، الاثنين — في أشغال اليوم الأول من الندوة الدولية الثانية للمنظمات الإفريقية العضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة — أن مطالب الاتحاد الأوروبي بإنشاء مراكز عبور للمهاجرين غير الشرعيين، حيث يتعرضون للإهانة والاضطهاد وغلق الحدود “ليس حلا لأزمة الهجرة إذ لا يمكن كبح رغبة الشاب الإفريقي في البحث عن حياة أفضل وإنما لابد من تطوير إفريقيا عبر التنسيق بين جميع الشعوب”.

مقالات ذات صلة