رياضة

أوقفوا بطولتنا المنحرفة

ياسين معلومي
  • 2221
  • 0

انتهت منذ أيام بطولتنا المحترفة بقسميها الأول والثاني، والتي كانت بردا وسلاما على بعض الأندية التي توجت سواء باللقب أو حظيت بمشاركة قارية، وأدخلت بعض الأندية الأخرى جحيم حسابات السقوط، رغم الأموال الكبيرة التي أنفقت، وعمل الكواليس الذي لم يمنع هذه الفرق من “شبح” قد يضربها لسنوات، وقد يهوي بها إلى الدرجات السفلى، ما لم يستفق مسيرو هذه الأندية لإعادتها إلى مكانها الحقيقي عاجلا..

هي مخلفات قد يحفظون درسها، وتجعلهم يهتمون أكثر بفرقهم، على حساب مصالحهم الشخصية، بعد أن تركوا ذلك المناصر البسيط في حيرة من أمره، يلجأ إلى اللقاءات الأوروبية التي تجلب له متعة وفرجة يستحيل أن يجدها في بطولة انحرفت منذ سنوات عن مسارها الصحيح. 

عندما يقترب الموعد الرسمي للقاءات المنتخب الوطني، نتأكد أن بطولتنا المحترفةالتي ينشط فيها ما يقارب 540 لاعب، عاجزة عن تقديم لاعب واحد بإمكانه اللعب في التشكيلة الوطنية، رغم الملايير التي تمنح لهم، وتجبر اتحادنا الكروي على الذهاب إلى أوروبا من أجل إيجاد لاعبين جاهزين لتقمص الألوان الوطنية، رغم أننا نقر أن هناك قليلا من المحليين من يملك القدرة والإمكانات على التواجد في التشكيلة الوطنية، لكنهم مهمشون لأسباب لا يعرفها سوى الطاقم الفني لـالخضر، وأصحاب القرار.

لا أرى جدوى في إجراء بطولة وطنية، الهدف منها تحديد بطل وفقط، وأندية غير مهيكلة لا تقدم أي شيء للمنتخب الوطني المجبر علىاستيرادلاعبين من الخارج، سوى لعب منافسة يعرف الجميع في الجزائر أن البطل ووصيفه والأندية النازلة إلى الأقسام الدنيا، يحددها عامل الكواليس، الذي أصبح يهيمن على كرتنا المسكينة، إلى درجة أن المواطن البسيط أصبح يعرف نتائج المقابلات قبل أن تلعب، ويعلم أيضا بأن المسؤولين عن هذه الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر، عاجزون عن إيجاد حلول للرشوة التي تهدد مستقبل كرتنا، فكم من قضايا الرشوة الذي أصابت كرتنا تموأدهافي المهد، وأمام أعين الجميع، وأصبح المناصر البسيط يعرف أن كل الأندية تبيع وتشتري دون حسيب ولا رقيب.. والخاسر الأكبر هو كرتنا، التي أصبحت تتخبط في مشاكل كبيرة لا توجد لها حلول، ما لم يعد النظر في السياسة الكروية في الجزائر، وبالضرب بيد من حديد كل من تخول له نفسه التلاعب بمشاعرنا ومشاعر المناصر البسيط الذي ينتظر طيلة الأسبوع لمشاهدة فريقه المفضل يبيع كرامته بحفنة أموال..

هذه الحقيقة المؤلمة يعرفها الجميع، لكن لا حياة لمن تنادي، أمام صمت رهيب وغير مفهوم لمسؤولينا، تاركين الحكام يبيعون ويشترون، فهل يعقل أن حكما،موظف عاديفي حياته اليومية، يكسب الملايير ويشتري العقارات وأفخم السيارات..؟، ألا يحق لهيئتنا الكروية فتح تحقيقات عن هؤلاء المرتشين، الذين أفسدوا منظومتنا الكروية.

أتمنى أن يعاقب كل مسير أو حكم يتلاعب بنتيجة مباراة، ونزج به في السجن ليكون عبرة للآخرين، ولأني أعرف أن ذلك سيكون من المستحيلات في بطولتنا تسيطر عليها الرشوة العنف والتلاعب بمشاعر الجزائريين.

مقالات ذات صلة