الجزائر
معظمهم يحرصون على إطلاق أسماء المتوفين:

أولياء يطلقون أسماء مركّبة على مواليدهم الجدد تفاديا للخلاف

الشروق أونلاين
  • 10654
  • 12
الأرشيف

مازالت تسمية المواليد تحدث قلقا في العائلات الجزائرية. ففي الوقت الذي تفضل فيه الأمهات اختيار أسماء عصرية وحديثة للطفل، يحرص الأهل وبالتحديد الآباء على تسمية المولود الأول على أحد الوالدين المتوفين بغية إبقاء الاسم، وهو ما شجع على ظهور أسماء مركبة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

أعاد رفض محكمة فرنسية طلب عائلتين لتسمية مولودتيهما الجديدتين باسمينوتيلاوفريزبحكم أن الأسماء التي تعبر عن الألوان والفواكه والعلامات التجارية ممنوعة في المحاكم الفرنسية جراء الضرر النفسي الذي قد تسببه للأبناء مستقبلا، موضوع التسميات المعتمدة في الجزائر إلى الواجهة. وهو ما تفتقده الحالات المدنية والتي تعتمد الكثير من التسميات الغريبة والقديمة دون البحث في معناها وتأثيرها على الطفل، وهو ما سمح بظهور الأسماء المركبة  قصد إرضاء الطرفين. 

 وفي هذا الصدد، تقول إحدى السيدات إنها لطالما كانت ترفض أن تطلق على ابنتها الصغيرة اسم حماتهاتفاحة، والتي لم تتفق معها يوما.

 وهو ما سيجعلها تتذكر معاناتها مع حماتها كلما نادت على ابنتها، زيادة على أن العصر قد تغير وأن اسم الفاكهة قد يشكل لها عقدة نفسية أمام مثيلاتها في وقت تحمل فيه أخريات أسماء عصرية، ولإنهاء الخلاف توصلوا إلى إطلاق اسم مركب ليضاف إليه اسم أسينات. 

  وليس المشكل مطروحا بالنسبة إلى البنات فقط بل حتى الأولاد يتم إطلاق أسماء أوليائهم عليهم. تحكي إحدى السيدات أن حماها توفي منذ سنوات، وعندما اكتشفت أنها حامل من جنين من جنس ذكر قرر زوجها أن يطلق عليه اسم والدهعياش“.

وهو ما رأته الزوجة غير مناسب لطفل ولد في 2013، ففي الوقت الذي يحمل فيه أشقاؤه الأكبر منه سنا أسماء تميم، آسر، أنفال، يكون الأصغر منهم سنا الأقل حظا.

وما تشتكي منه أغلبية السيدات أن الآباء يفضلون أن ينفردوا بالتسمية، فبالرغم من أن الأم هي التي تحمل الجنين 9 أشهر وتنتقي له أفضل الأسماء غير أن الأب وعند توجهه إلى مصلحة الحالة المدنية يطلق الاسم الذي يراه مناسبا دون مراعاة للأم أو مستقبل الطفل، وهو ما يتوجب على الدولة الجزائرية أن تمنعه برفض إطلاق أسماء قديمة أو أسماء حيوانات وفواكه وألوان، على المواليد الجدد.

غير أن أحد موظفي مصلحة الحالة المدنية في إحدى البلديات شرق العاصمة كشف لنا أن التسميات في الجزائر تخضع للمزاج والأحداث السياسية والدولية بل وتتأثر حتى بالمسلسلات التركية والهندية والكورية، وهناك العديد من الأسماء الغريبة التي يرفض تسميتها إذا كانت غريبة فمرة رفض تسمية إحدى الفتيات بزهرة الحياة الدنيا ودخل في خلاف مع والدها، مضيفا أنه حتى الأسماء المركبة موضة استحدثها الأولياء في العشر سنوات الأخيرة للتوفيق بين خياراتهما، مردفا أنه خلال الأيام الماضية وبعد إساءة الجريدة الفرنسية إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أطلق معظم الأولياء اسم محمد على أبنائهم أما حاليا فأسماء لاعبي الفريق الوطني وهكذا.

وفي هذا السياق، أكد أستاذ الشريعة وعضو المجلس الإسلامي الأعلى، شيكات كمال، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم ينه عن الأسماء الأجنبية إذا لم يكن لها معنى غير مستحب، وواصل الشيخ شيكات أن التسمية بأسماء الملائكة كجبريل وميكائيل أو إطلاق اسم ملاك جائز لعدم وجود نص قرآني أو حديث نبوي يحرم هذه التسميات، بل نهى فقط عن إطلاق أسماء لها مدلول سلبي. وقد عمد إلى تغيير بعض الأسماء كحزن الذي حوله إلى سهل.  

مقالات ذات صلة