جواهر

أيها الزوج .. لا تكسر المزهرية

نادية شريف
  • 2258
  • 6
ح.م

استوقفني خبر طريف يقول أن المرأة اليابانية تتعامل مع زوجها بلغة الزهور، فإذا قصّر في جانب تراه ضروريا لاستكمال سعادتها، كأن ينسى مثلا أن يطبع قبلة على جبينها في الصباح قبل أن يمضي إلى عمله، ذكّرته بهذا التقصير من خلال تصرّف راق يتمثل في وضع زهرة تميل برأسها إلى اليسار في المزهرية الموجودة في مدخل الباب، بينما إذا امتلأت نفسها بالرضا عليه، و الاشتياق اليه، أهدت المزهرية زهرة حمراء مرفوعة الهامة، ويبدو أن الزوج يفهم هذ الرسائل ” المشفرة” -رغم أن الخبر لم يأت على ذكر هذا الامر- فيبادر إلى استدراك خطئه في الحالة الأولى، أو يبتهج برؤية الزهرة الحمراء التي تحمل له بشائر الرضا في الحالة الثانية.

بعد أن قرأت هذا الخبر، فكّرت أن أسقط هذا السلوك على الازواج الجزائريين، وتصورت ماذا سيحدث لو أن الزوجة وضعت زهرة ذابلة في مزهرية موجودة بالقربمن الباب، ولست أدري لماذا تشوشت هذه الصورة في ذهني بسرعة، مثلما ينقطع الارسال فجأة عن إحدى القنوات، وبدل أن أشاهد كيف يتصرف الزوج وهو يرى الزهرة الذابلة، شاهدت طفلا صغيرا ينتزعها من المزهرية و بعد أن يشتمها وقد تغضّن جبينه، يمزقها بيديه و يرفسها بقدميه، حاولت أن أتخطى هذه الصورة التي تبعث على الاحباط، وركزت في الزوج وهو ينظر إلى الزهرة التي تميل برأسها إلى اليسار، وقلت في نفسي ترى ماذا سيفعل؟ وإذ بالارسال ينقطع ثانية، ووجدت نفسي أشاهد محطة أخرى تعرض صورة امرأتين تمران قرب المزهرية فتقول إحداهما: ” ياخي وردة ياخي ذابلة كي سعدي وعدي” فترد عليها الثانية: ” زيّهم زي ورد لوكان اسيّقو عتبة الباب المدودة ماشي خير”،هذه المرة قرّرت أن استحضر صورة الزوج، رغم تطفل الافكار الجانبية، و بالكاد تمكنت من التركيز في هذه الصورة، و إذ بالزوج يطرق الباب طرقا عنيفا بعد أن شاهد الزهرة الذابلة، و ما إن تفتح زوجته الباب و هي تعتقد أنه انتبه إلى خطئه، حتى تفرقع خدها صفعة قوية، وقبل أن تعرف السبب، يبادرها بالقول ” وشنهي سيرك عمار اللي راهو في الباب”، وفي صورة أخرى يكسر المزهرية وهو يتوعد: ” المرة الجاية نكسّرها على راسك” بعد هذه الصورة القاتمة، قرّرت أن أغلق ” المحطة” و أكف عن خلط الواقع الياباني بالخيال الجزائري.

مقالات ذات صلة