رياضة
كان فقيرا في طفولته ولا يتناول الطعام مدّة يومَين

إبراهيموفيتش: لأن إسمي عربي فقد تعرّضت للعنصرية في السويد

الشروق أونلاين
  • 8669
  • 8
ح. م
زلاتان إبراهيموتش

كشف نجم الكرة السويدية زلاتان إبراهيموتش عن معاناته العنصرية، في بلد اسكندنافي يُصنّف ضمن خانة الدول المتقدّمة اجتماعيا والراقية انسانيا.

وينتمي زلاتان إبراهيموفيتش (36 سنة) إلى أب مسلم من البوسنة والهرسك وأم نصرانية كاثوليكية من كرواتيا، وهما بلدان انشقّا عن جمهورية يوغسلافيا الفيدرالية مطلع التسعينيات. وقد سافرت أسرته إلى السويد عام 1977، لِتستقرّ هناك شمال أوروبا.

وقال زلاتان إبراهيموفيتش: “أشعر في السويد أن أهله (السكان الأصليون) لم يهضموا بعد تفوّقي الكروي. دائما يتهجّمون عليّ، ولا أحد يقف إلى جانبي. لو كان إسمي أندرسن أو سفانسن، لَحدث العكس. إنها العنصرية ولو بِأسلوب ضمني وأقلّ حدّة”.

ومعلوم أن البوسنة والهرسك كانت جزءا من أقاليم الدولة العثمانية، كما أن شعوب البلقان – التي اعتنقت الإسلام – تنطق الأسماء العربية بِلكنة مُميّزة كونها ليست عربية، وبالتالي فإن إسم “زلاتان إبراهيموفيتش” هو مرادف لـ “السلطان إبراهيم”، مثلما يُسمّى مواطنه والناخب الوطني الأسبق “وحيد خليلوزيتش”، وهو إسم عربي لا غبار عليه (وحيد + خليل)، ولا علاقة له بـ “حليلوزيتش” أو “هليلوزيتش”، لأن البوسنيين ينطقون الإسم بـ “خليلهوزيتش”.

وأضاف زلاتان إبراهيموفيتش في أحدث مقابلة إعلامية أدلى بها لِقناة “كنال+” الفرنسية: “في بداية مشواري الكروي بِالسويد ولدى فئة الأواسط، وخلال حصّة تدريبية، تعرّضت لِإعتداء خشن من أحد الزملاء، فضربته. وبعدها أبلغ هذا اللاعب والده الذي كان ضابط شرطة في سلك الأمن السويدي. فطلب من لاعبي الفريق الإمضاء على عريضة والضغط على إدارة النادي من أجل طردي. كنت منبوذا، لِنقل كبشا أسودَ. لا أحمل ملامح السويديين، وكنت أعمل 10 أضعاف زملائي السويديين، عسى أُحظى بِالقبول والإستحسان”.

وضعية اجتماعية بئيسة

وصعد زلاتان إبراهيموفيتش إلى فئة الأكابر عام 1999، مرتديا زيّ نادي مالمو السويدي، وبعد عامين احترف في فريق أجاكس أمستردام الهولندي. وفي عام 2001، استهلّ مشواره الدولي مع منتخب السويد.

وذكر المهاجم الحالي لِفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي مثالا آخر عن العنصرية، وقال إنه كان يتجوّل في أحد الأحياء الراقية للعاصمة السويدية ستكهولم، فصرخ أحدهم في وجهه: “ماذا تفعل هنا يا فتى؟”، وأشار “إبرا” إلى أنه كان يشعر بِأنّه أجنبي، ولم يكن مسموحا لِفئة معيّنة من الناس، حتى المشي في طرقات شوارع العاصمة السويدية!

وعاد إبراهيموفيتش إلى طفولته البائسة، وقال إنه كان يتناول وجبة طعام واحدة في اليوم، وأحيانا تمتدّ الفترة إلى يومَين، بِسبب فقر أسرته. وأضاف أن فريق مالمو السويدي للأواسط كان بِصدد خوض دورة كروية، وطلبت إدارة النادي من كل لاعب أن يُسدّد مبلغا ماليا للمشاركة فيها، فاضطرّ والده إلى تغطية التكاليف من خلال “التضحية” بِميزانية الإيجار (البيت)، وبعد شهرَين من ذلك دفع مبلغ الإيجار من خلال “التضحية” بِنفقات الطعام! ولم يستطع النجم الكروي السويدي مواصلة الحوار، بِسبب تأثّره النفسي حتى دمعت عيناه.

ويُصنّف النقاد وأهل الإختصاص زلاتان إبراهيمويتش على أن أفضل لاعب في تاريخ الكرة السويدية. حيث نال 3 ألقاب بطولة إيطاليا مع الإنتر، وآخر مع ميلان آسي، ولقب “الليغا” مع برشلونة الإسباني وأيضا كأس العالم للأندية مع “البلاوغرانا”، وتتويجات أخرى لا يتّسع المقام لِذكرها بِالتفصيل.

مقالات ذات صلة