الجزائر
اعتبروا إعادة فرضها تخبطا غير مبرر

إجبارية الكمامة في السيارة تعيد الجدل في أوساط الجزائريين

كريمة خلاص
  • 5720
  • 16
ح.م

أعاد قرار الوزارة الأولى القاضي بإجبارية ارتداء الكمامة داخل السيارات الجدل في أوساط الجزائريين الذين لم تدم فرحتهم طويلا بعد إلغاء هذا القرار منذ أيام قليلة. وأكد بيان للوزارة الأولى صدر الاثنين الماضي أنّ ارتداء الكمامة لسائقي السيارات والركاب المرافقين لهم، أصبح إجباريا، وذلك في إطار التدابير المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا، غير أن أغلبية الجزائريين وجدوا أنفسهم في حيرة من أمرهم وسيطر مساء الأمس جدل كبير واستفهامات عديدة في هذا السياق حول الحالات التي يطبق فيها القرار، خاصة إذا كان السائق لوحده أو مع عائلته.

وعم النقاش واسعا في أوساط الجزائريين، الذين استفاقوا على حتمية الكمامة مجددا، وهو ما جعلهم يدخلون في نقاشات واسعة في العالم الافتراضي، خاصة مع فرض غرامة مالية ناهزت قيمتها مليون سنتيم “10 آلاف دج”، والخوف من سحب وثائق السيارة أو رخصة السياقة.

وكتب البعض على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “المشكل ليس في السيارة وإنما عند الخروج من السيارة، فالتجمعات الكبيرة والازدحام نراه عند قضاء الناس حاجياتهم من المحلات ومختلف الفضاءات الضرورية.”

وكتب آخر متسائلا: “هل يجب لبس الكمامة وأنا وحدي في السيارة أم مع عائلتي، لأنني سمعت عن أشخاص قيدت في حقهم مخالفة عدم لبس كمامة”.

وأوضح المختص في الصحة العمومية، فتحي بن أشنهو، أن ارتداء الكمامات في السيارة للشخص الذي يكون بمفرده أو مع أبنائه وزوجته ليس له أي تبرير من الناحية العلمية، معتبرا الأمر بمثابة عقاب على الحصيلة المرتفعة المسجلة في الأيام الأخيرة الماضية.

وأضاف المختص أن قاعدة القواعد لمواجهة هذا الفيروس القاتل والخطير هي الالتزام بالحجر الصحي والتدابير الوقائية، مثل ارتداء الكمامة في الأماكن العمومية وعدم المصافحة وغسل الأيدي جيدا والحفاظ على مسافة الأمان والتباعد الاجتماعي.

وبحسب المختص، فإن الشخص لما يكون لوحده لا يتعرض لخطر العدوى من غيره لوجود المسافة الأمنية التي تفصله عن الآخرين.

وكشف بن أشنهو عن تسجيل حالات عديدة لمواطنين أصيبوا بالحساسية جراء ارتداء الكمامة، منتقدا الطريقة العشوائية التي يتم بها بيع وإنتاج بعض الكمامات التي تتم في مسارات غير صحية، حيث قال: “ليس كل من هب ودب يسمح له بإنتاج وبيع الكمامات، كما أنه يجب أن نتابع بدقة المادة المصنوعة منها وصلاحية الكمامة في حد ذاتها، وكذا المطاط الذي تربط به، الذي يعد ضارا للأذنين”.

وأردف بن أشنهو: “ليس المهم أن يرتدي المواطنون كمامة، بل المهم أن يرتدوا كمامات فعالة تحميهم وتضمن سلامتهم، وليس للتمويه على الحواجز الأمنية وعدم الوقوع تحت طائلة العقوبة”.

ولفت المختص الانتباه إلى إشكال مهم يتعلق بضبابية الرؤية بالنسبة إلى السائقين أو المواطنين الذين يرتدون النظارات. وهو ما قد يسبب لهم مشاكل جمة على الطرقات وفي الشوارع، داعيا إلى مراعاة الأمر والنظر في المسألة من جميع جوانبها، وعدم الاكتفاء بإصدار الأوامر فقط.

ويرى الدكتور بن أشنهو أن الحجر الصحي عبارة عن مرحلة تهيئنا للمرحلة المقبلة، وهي الخضوع للاختبارات والتشخيص الموسع للمواطنين، بالإضافة إلى مباشرة البحث الوبائي بعد تشخيص الحاملين للفيروس قصد عزلهم والتعرف عليهم.

وفي الأخير، أفاد بن أشنهو: “إننا ندفع في الجزائر ثمن عدم إقرار صحة وقائية طويلة المدى، ولو أننا ساهمنا في زرع تربية صحية لكان لنا اليوم مواطن يفهمنا”، مستغربا كيف لبعض المواطنين تكذيب وجود فيروس تحاربه البشرية جمعاء”.

واعتبر المتحدث الوباء امتحانا لنا فشلنا فيه وعرّى كثيرا من الحقائق، غير أنه لا يجب العودة إلى العادات القديمة”.

مقالات ذات صلة