إجراءات استباقية للديوان الوطني للتطهير لتفادي خطر الفيضانات
إيمان بن عيسى: تعزيز عمليات التنظيف الوقائي مسؤولية الجميع
يستعد الديوان الوطني للتطهير، تماشيا مع التعليمات الأخيرة لوزير الداخلية ووزير الموارد المائية، إلى ولاة الجمهورية، لاتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة الفيضانات المحتمل حدوثها خلال الأسابيع والأشهر القادمة، حيث تم اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الاستباقية لضمان السير العادي لمنشآت التطهير خلال تساقط الأمطار والوقاية من أخطار الفيضانات المحتملة.
أكدت رئيسة الخلية المركزية للاتصال بالديوان الوطني للتطهير، إيمان بن عيسى، لـ”الشروق”، قيام مؤسستها بعدة حملات وقائية لتطهير وتنقية قنوات الصرف الصحي، والبالوعات ومجاري المياه، حسب البرنامج المسطر الذي اعتمد عليه الديوان، بإعطائه الأولوية لبعض النقاط السوداء والأماكن الأكثر عرضة للفيضانات، بداية من ولاية المسيلة التي شهدت بداية شهر سبتمبر الماضي فيضانات أنذرت بتكرار سيناريوهات سابقة، كفيضانات باب الوادي بالعاصمة، شهر نوفمبر 2001، وهي الذكرى الأليمة التي تأبى مفارقة مخيلة الجزائريين، مؤكدة في ذات السياق، أن الديوان قد وضع نظام تدخل خاص، في حال حدوث اضطرابات جوية، بتسخيره كل الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة، مستعدة على مدار 24 ساعة / 24 ساعة للتدخل الفوري والسريع، لإزالة الإنسدادات، وتسريح البالوعات لجريان مياه الأمطار، حيث يدخل النظام حيز التطبيق فور تلقي الديوان نشريات جوية خاصة، مع استمرار عملية التأهب خلال مدة صلاحية النشرية.
وأشارت رئيسة خلية الاتصال بالديوان الوطني للتطهير، أن الحملة تهدف إلى وضع حلول استباقية من خلال عقد شراكات مع المجتمع المدني والكشافة الإسلامية الجزائرية، ومصالح الأمن، من خلال توزيع مطويات، تنذر بعواقب الرمي العشوائي للنفايات المنزلية والصلبة، في مجاري مياه الصرف الصحي، والأودية، التي قد تتسبب في حدوث فيضانات، علاوة على التحسيس الجاد بضرورة تعزيز عمليات التنظيف الوقائي التي يقوم بها الديوان بانتظام، بداية من منتصف شهر أوت، معرجة في نفس السياق، أن الديوان يسعى حاليا، مع بداية حملته تحسبا لوقوع فيضانات جراء سقوط الأمطار الفجائية، بتعبئة وحداته وتجنيد كل موارده البشرية والمادية، من أجل مباشرة عمليات تنقية الأحراش والبالوعات، والمجمعات المائية، على غرار شبكات الصرف الصحي من أجل استخراج النفايات الصلبة المتراكمة.
وأضافت محدثتنا أن الديوان سيقوم بتحديد كل النقاط السوداء للشبكات التي تشكل مناطق حساسة وعرضة للفيضانات، من أجل رصدها في حالة سوء الأحوال الجوية، كما يقوم حاليا بفحص المعدات ومنشآت محطات الرفع، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، للتأكد من نجاعتها.
ونوّهت المسؤولة ذاتها بأن الحماية من الفيضانات هي مسؤولية الجميع، مؤكدة أن الديوان يسهر على تقديم خدمة عمومية، وينتظر مساعدة المواطنين والمجتمع المدني، مذكرة أن هناك وعي وطني وجمعوي، ظهر جليا بولاية المسيلة، التي جعلها الديوان انطلاقة لحملته التحسيسية لتجنب حدوث فيضانات غير متوقعة، وأضافت أن مهام الديوان الأساسي هو الوقاية، بعد عملية التنبؤ من طرف مصالح الأرصاد الجوية.
ويستعمل الديوان، حسب مسؤولة خلية الاتصال، شبكة تطهير وطنية يفوق طولها 58 ألف كلم، وأزيد من 530 محطة ضخ ورفع المياه المستعملة، كما يقوم بتسيير 164 محطة لمعالجة المياه المستعملة.