الرأي

“إدلب” مواجهة أمريكية روسية!

ح.م

العالم يترقب بين ساعة وأخرى، بدء الهجوم المتوقع على مدينة إدلب في سوريا، هجوم أعدت له القوات الروسية بالتنسيق مع الجيش السوري النظامي، سيكون كارثيا وفق القراءات الأولى، والتحذيرات التي أطلقها كبار المسؤولين في العالم.

 إدلب آخر المعاقل التي تتحصن بها المعارضة المسلحة، ولا مكان بديل لها، يمكن أن يعيد تواجدها، وكل المفاوضات التي جرت لمنع معركة غير متكافئة، فشلت، وأطراف المفاوضات لم يكن بينها سوريا، أو ممثلا للمعارضة، فالمتحكمون بالمشهد الراهن قوى كبرى، يخوض الوكلاء عنهم المعارك المسلحة، ويتحمل المدنيون وحدهم خسائرها البشرية والمادية.

إدلب مدينة تأوي 3 ملايين نسمة، لم تجد لها مأوى تلجأ إليه، ولم يحدد لها المتحاربون، طرقا لخروج آمن، وهذا ما سيزيد من هول الكارثة.

والمعارضة المسلحة، لا خيار لها سوى الاستسلام، أو الموت بقذائف الطيران الروسي، فهدف المعركة المرتقبة، إعادة بسط نفوذ النظام الرسمي عليها، بأي ثمن.

معركة إدلب المنتظرة بين ساعة وأخرى، هي معركة مواجهة حقيقية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، تختلف فيها الأدوات والوسائل المستخدمة من قبل القوى المتحاربة.

أدوات روسيا المهيمنة على الأرض السورية، عسكرية تنوعت صنوفها، لها شرعية وجود منحها إياها النظام السوري، أما أدوات أمريكا فهي معارضة مسلحة، أغلقت حولها كل المنافذ، ومديات أسلحتها لا تصل لمستويات ارتفاع الطائرات الروسية المقاتلة، ووسائلها إعلام قادر على تأليب الرأي العام العالمي، ونظام عقوبات لن يطال غير النظام الروسي.

تدرك روسيا، حجم ردود الفعل على عمليتها العسكرية المدمرة، فسعت إلى استباقها، بتحذير شديد اللهجة لدول غربية، ستؤلب الرأي العام العالمي ضدها، وتهيئ المجتمع الدولي لفرض عقوبات عليها وعلى حليفها النظام السوري.

سيرغي لافروف، بدى منفعلا قبل معركة إدلب المنتظرة، وهو يدعو الدول الغربية إلى عدم “اللعب بالنار”.

فهو يزعم أن المعارضة المسلحة، سترتب سيناريو هجمات بالأسلحة الكيمياوية في إدلب، لتحميل روسيا والنظام الروسي، مسؤولية استخدامها.

هذا ما دعا النظام السوري، إلى الشعور بالخوف من عقوبات دولية ستحاصره عقب الهجوم على أدلب، ولم تملك روسيا من وسائل لتطمينه، سوى إطلاق تحذيراتها للدول الغربية من فرض مثل هذه العقوبات.

أما شكل العقوبات التي تخشاها سوريا بنظامها السياسي، هي هجوم عسكري أمريكي يستهدف معاقل النظام نفسه، ويقطع مفاصله، بعد عملية “إدلب” لا تستطيع روسيا منعه، أو الرد عليه، فالكل يدرك استحالة المواجهة الأمريكية – الروسية المباشرة، لما تحمله من مخاطر على الأمن العالمي.

وبينما تستعد روسيا والنظام السوري عسكريا لاستعادة إدلب، تستعد الولايات المتحدة الأمريكية، دبلوماسيا لمواجهة الموقف بإرسال مبعوثها المكلف بالملف السوري، في جولة إلى “إسرائيل” والأردن وتركيا، لإبلاغها بالرد الأمريكي على أي هجوم سوري كيمياوي، غير آبهة بالتهديد الروسي.

” إدلب ” آخر معاقل المعارضة المسلحة، فهل ستكون آخر معارك الإبادة فيها، بعد فشل الأمم المتحدة والدول المعنية في منع اندلاعها؟؟

مقالات ذات صلة