-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لعبة القط والفأر متواصلة بين الجزائر وباريس

إستثمارات تسيل لعاب الفرنسيين وقنابل سياسية تسيل عرقهم

الشروق أونلاين
  • 7938
  • 5
إستثمارات تسيل لعاب الفرنسيين وقنابل سياسية تسيل عرقهم

أحداث شهدتها الأيام الأربعة الأخيرة، كشفت أن العلاقات الجزائرية الفرنسية، أكبر بكثير من أن تتضرر من إلغاء الجزائر لزيارة رسمية كان مرتقبا أن يقوم بها وزير خارجية باريس، برنار كوشنير، خلال الشهر الجاري، وبينت أن ما يحدث من حين إلى آخر على محور الجزائر ـ فرنسا لا يعدو أن يكون مجرد سحابة صيف عابرة، رغم ثقل الملفات العالقة.

  • ففي الوقت الذي أكد فيه وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، عن تأجيل برنار كوشنير لزيارة الجزائر التي كانت مقررة الشهر الحالي، راسما صورة سوداوية حول العلاقات الثنائية، جاءت يومية “لوفيغارو” المعروفة بقربها من اليمين الحاكم بزعامة الرئيس نيكولا ساركوزي، لتؤكد أن الزيارة ألغيت ولم تؤجل، بعد أن رفض الطرف الجزائري استقبال رئيس الدبلوماسية الفرنسية، على خلفية عدد من الملفات في مقدمتها فرض باريس تدابير رقابية إضافية على المسافرين الجزائريين، لتضاف إلى ثقل الماضي الاستعماري.
  • وبينما راح أفضل المتفائلين من المتتبعين للعلاقات الجزائرية الفرنسية، يرسمون لوحة سوداوية حول مستقبل العلاقات الثنائية، تفاجأ الجميع باتجاه العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وباريس، نحو التوطيد، بالرغم من التداخل المعهود بين كل ما هو سياسي واقتصادي، إلى درجة أن بعض المتتبعين عبروا عن تفاجئهم من الطابع الاستثنائي الذي يتحكم في ترموميتر العلاقة بين الجزائر ومستعمرتها السابقة. 
  • ففي ظل هذا التوتر السياسي وقعت كل من سوناطراك وسونلغاز، على عقود مع ثلاثة مجمعات فرنسية قدرت قيمتها بملايير الدولارات، وهو أمر كشف عن خصوصية قد لا تميز سوى العلاقات بين الجزائر وباريس، مفادها أن السياسة ليست بالضرورة تتحكم في الاقتصاد، أو على الأقل، هذا ما تم استخلاصه، من الاتفاقيات المذكورة.
  • فسوناطراك، وفي ذات اليوم الذي خرج فيه وزير الطاقة ليوضح موقف الوزارة من الفضائح التي طالت عددا من إطاراتها، وقع مديرها الجديد بالنيابة، عبد الحفيظ فغولي، وبحضور وزير الطاقة شكيب خليل، على عقدين لاستكشاف النفط بجنوب البلاد، الأول مع العملاق “غاز دو فرانس”، فيما كان العقد الثاني مع المجمع الفرنسي “توتال”، بقيمة إجمالية تفوق الثلاثة ملايير دولار في المجموع مع احتمال ارتفاعها، حسب ما جاء على لسان الأمين العام لسوناطراك.
  • يوما بعد ذلك، تمكن مجمع فرنسي آخر من الفوز بصفقة جديدة في الجزائر، مع ثاني أكبر مؤسسة في البلاد، ممثلة في شركة سونلغاز، ويتعلق الأمر بالمجمع “فرنيي”، الذي ظفر بعقد إنجاز أول محطة لإنتاج الطاقة من الرياح بقيمة 417.3 مليون دولار، على حساب المجمع الألماني “مان فيروستال”، وأمام أنظار وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل.
  • وإذا كان قرار إلغاء زيارة كوشنير يعبر عن عمق امتعاض الطرف الجزائري من طبيعة تعاطي باريس مع عدد من المطالب، يأتي في مقدمتها تمادي السلطات الفرنسية في الهروب إلى الأمام، بشأن جرائم الماضي الاستعماري، ومشروع حكومة فرانسوا فييون، المتعلق بالهجرة والهوية، وهو المشروع الذي لقي استهجانا من حكومات الدول التي لها جاليات بفرنسا، يضاف إلى ذلك القرار الذي فاجأ السلطات الجزائرية، والمتمثل في فرض رقابة استثنائية على المسافرين الجزائريين في المطارات الفرنسية، لا تختلف عن تلك التي فرضت على رعايا دول تعاني من الظاهرة الإرهابية.
  • وحتى وإن لم تؤكد الحكومة الفرنسية خبر إلغاء زيارة كوشنير، عندما علقت على الأمر قائلة بأن الأمر لا يتعدى أقوال صحف، إلا أن تأكيد مراد مدلسي للإذاعة الوطنية على الأقل بتأجيل هذه الزيارة، يؤكد أن غيوما تلبد سماء العلاقات الثنائية، وأن للجزائر مؤاخذات على الطرف الفرنسي، ومطالب ينبغي التعاطي معها بإيجابية، غير أن الاحتجاج بإلغاء زيارة رسمية، لا يمكن أن يؤتى أكله إذا لم توظف الجزائر أوراق الضغط الناجحة، مثل ورقة النفط والغاز، التي تبقى أفضل عصا يمكن أن ترفعها الجزائر في وجه باريس لحملها على إعادة الحق المهضوم لأصحابه. 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • algerien

    يا حكام قادرو رواحكم يقادروكم الناس

  • Djamel Eddine

    Doit -on assumer que le scandal de SONATRACH n'est qu'une guerre de clans de loyaute aux companies francaises et americaines qui prennent l'algerie comme leurs champs de bataille pour se partager le gateaux? Donc si c'est le cas, je ne vais plus lire les journaux algeriens qui ne nous revelent pas les vraix dessous des nos scandales et veulent nous faire croire qu'il ya une guerre contre la corruption, alors qu'en fait ce n'est qu'une guerre de clans francais et americains execute par des algeriens qui parait'ils regardent aux plus offrant qui peut remplire leurs compte en suisse et du plus garant a leurs postes de travail. De la rigolade comme d'habitue ! dans Mikey Mouse country Allah Yahdi l'elite et les journalistes qui ne voie pas plus loin que le bout de leurs nez. inchallah."Le meilleur complice de la corruption, est bien notre indifference"...

  • جزائري قح

    بينما تقوم فرنسا بإستثماراتها الدائمة و الإستراتيجية (صناعات السيارات و الطائرات...) في المغرب و تونس، فإنها في الجزائر تـقوم ببناء مجمعات الطاقة و الأشغال العمومية الضخمة مقابل أموال ضخمة و دون أي نقل للتكنولوجيا.
    أعتقد أن القابلية للإستعمار عند مسؤولينا مازال قويا أو أن إتفاقيات إيفيان مازالت سارية.

  • karim

    لمذا لا تقل أن الجزائر تابعة لفرنسا و لن تجرأ على قول كلمة لا لفرنسا فيما يخص الخبزة الفرنسية في الجزائر.
    نعم هذا واضح و لا مجال للكذب على الشعب , فرنسا تحكم الجزائر اقتصاديا لأن الحركى التابعين لفرنسا مازالو يعملون في الحكومة الجزائرية

  • walid love algeria

    donner des marchés aux français est une grave erreur ! vous devriez changeait sa contre des formations pour algeriens ou des visas... parce que l'argent on ne le voit jamais ; avec le 3dess a 180da; le cafe a 140.... ou va l'algerie !
    le bon dieu vous surveille ,on rigoleras au paradis nchallah ! honte a vous