-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يتهمون رئيس حكومتهم بالاستبداد.. إسبان يحذرون:

إصلاح العلاقات مع الجزائر لضمان غاز بأسعار أقل

محمد مسلم
  • 14341
  • 0
إصلاح العلاقات مع الجزائر لضمان غاز بأسعار أقل

لم تتوقف مطالب السياسيين الإسبان لرئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، الداعية إلى الإسراع في تصحيح علاقات بلاده المتضررة مع الجزائر منذ أن قرر تغيير موقفه من القضية الصحراوية بدعمه مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام المغربي، قبل نحو خمسة أشهر.

ودعا الأمين العام لحزب الشعب، أكبر أحزاب المعارضة، كوكا جامارا، حكومة سانشيز، بأن “تعيد توجيه” العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر من أجل ضمان وصول الغاز الطبيعي القادم من الجزائر والذي تراجع بشكل كبير بعد اندلاع الأزمة بين البلدين، من 41 بالمائة في العام المنصرم، إلى الربع فقط بداية من ماي المنصرم، وفق تقارير إعلامية إسبانية، من بينها صحيفة “إل كونفيدونسيال”.

وجاءت هذه الدعوة في ظل نقاش محتدم في إسبانيا والاتحاد الأوروبي، حول إجراءات يجري التحضير لها بشأن كيفية التعاطي مع الأزمة الراهنة التي يشهدها قطاع الطاقة، والتي تسببت فيها العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وكذا إمكانيات استغلال الطاقة النووية كبديل مؤقت لمحاصرة التبعية الأوروبية للغاز الروسي.

حزب “فوكس”: لا يمكن تعريض رفاهية الأمة للخطر بدبلوماسية فاسدة

ويتخوف السياسيون الإسبان من أن يستمر الغضب الجزائري من حكومة بيدرو سانشيز، في الوقت الذي يقترب موعد مراجعة أسعار الغاز في العقود المبرمة بين البلدين، ومن ثم إقدام الطرف الجزائري على فرض أسعار بمستويات عالية وفق ما هو حاصل حاليا على مستوى الأسواق العالمية، ومن ثم تكبد المواطن الإسباني أعباء جديدة، تتسبب فيها حكومة بلاده.

ولم يكن الحزب الشعبي هو الوحيد الذي زاد من وتيرة الضغط على حكومة سانشيز، فقد رافقه حزب معارض آخر، “فوكس”، الذي هاجم بدوره الحكومة لعدم أخذها في الاعتبار احتياجات الشعب الإسباني في سياستها الطاقوية.

ووصفت النائب ميريا بوراس، المكلفة بملف الطاقة في حزب “فوكس”، في حوار لموقع “إل ديبات”، السياسة الطاقوية لحكومة سانشيز بـ”الانتحارية”، فضلا عن كونها “تتعارض مع مصالح الدولة الإسبانية”، وتحدثت عن “الحاجة الملحة للتغيير الفوري لسياسة الطاقة التي وافقت عليها الحكومة الائتلافية”.

وشددت ميريا بوراس على أهمية الحفاظ على علاقات دبلوماسية جيدة مع الدول التي تعتمد عليها إسبانيا في التزود بالغاز، وخصت بالذكر الجزائر، باعتبارها كانت المزود الأول لبلادها بالغاز العام المنصرم، قبل أن تتدحرج منذ الاندلاع الأزمة بين البلدين إلى المركز الثالث، من حيث ترتيب الموردين، كما طالبت الحكومة بتنفيذ خطة طوارئ للطاقة لضمان إمدادات الطاقة بأسعار معقولة، وهذا لا يمر إلا عبر استرضاء الجزائر التي تحضر لمراجعة أسعار الغاز في الاتفاقيات الثنائية.

وقالت ميريا بوراس: “يجب أن نعتني بالعلاقات الدبلوماسية مع الشركاء الاستراتيجيين وعلى رأسهم للجزائر، التي كانت تشكل ما بين 40 أو 50 بالمائة من الغاز، لأن مسار اقتصادنا يعتمد عليه، وإذا أغلقوا حنفية الغاز، يمكن أن يكون لذلك تأثير هائل وعواقب وخيمة علينا”.

وأضافت بوراس “نحن في حزب فوكس كنا نحذره منذ شهور. سألت بنفسي وزير الخارجية (خوسي مانويل ألباريس) كيف سيضمنون أن الجزائر ستحافظ على علاقات جيدة مع إسبانيا حتى لا ترفع الأسعار أو تقطع تدفق الغاز إلينا. قالوا إن كل شيء كان يسير على ما يرام عندما لم يكن كذلك. إذا تنازلت عن الصحراء للعدو الرئيسي للجزائر وهو المغرب وتحالفت معها. سيكون لذلك تأثير فوري على الجزائر، شريكك الاستراتيجي”.

ومضت معلقة على قرار مدريد إعادة تصدير الغاز نحو المغرب رغم التحذيرات الجزائرية: “نفس الشيء مع الغاز. قامت إسبانيا بإعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز، وإرسال الغاز الذي استوردته إلى المغرب. الحكومة الإسبانية قالت إنه ليس الغاز القادم من الجزائر، لكن الجزائر قد تعتقد أن مدريد تخدعها. عندما نصل إلى السلطة، سنضمن العلاقات مع الشركاء الذين تعتمد عليهم إسبانيا في رفاهيتها”.

وحذرت النائب عن حزب “فوكس” لا يمكن تعريض رفاهية الأمة وتنميتها للخطر بسبب العلاقات الدبلوماسية الفاسدة. خدمت هذه الحكومة المصالح المتقلبة لسانشيز، المستبد. عند وصولنا، سيكون التركيز على الإسبان وعلى مصلحة الأمة، فوق أي مصلحة خاصة أو حزبية أخرى”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!