الجزائر
الخبير الأمني والعقيد المتقاعد عبد الحميد العربي الشريف لـ "الشروق":

إفراغ البنوك ونهب المال العام فعل عمدي مع سبق الإصرار والترصد

نوارة باشوش
  • 7313
  • 18
ح.م

قال الخبير الأمني والعقيد المتقاعد عبد الحميد العربي الشريف إن ما أقدمت عليه رؤوس الفساد من خلال إفراغ البنوك ونهب المال العام يعتبر فعلا “عمديا مع سبق الإصرار والترصد”، مؤكدا فرضية “دفع البلاد إلى الإفلاس ورهن الجزائر لقوى أجنبية”، داعيا الجزائريين إلى وضع ثقتهم في المؤسسة العسكرية للخروج من النفق والعبور إلى انتخاب رئيس للبلاد.

وأوضح العربي شريف لـ”الشروق” في تعليقه على آخر خطاب لنائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي قال إن “هؤلاء المفسدين استعمار ثان”، وتساءل “ما معنى أن يتم إفراغ البنوك من الأموال”، الفريق أحمد قايد صالح، كان على صواب باعتبار أن المؤسسة العسكرية تحوز معلومات مؤكدة عن المخططات الدنيئة لأفراد العصابة الذين عاثوا فسادا في البلاد.

وقال المتحدث: “لو نطرح السؤال.. من أفرغ البنوك..؟”، فإن الجواب هو كالتالي “أفرغت البنوك بأوامر من إطارات جزائرية من شاكلة الوزير الأول والوزراء الذين تقلدوا عدة مناصب إدارية وتجربتهم الدنيا في الإدارات كانت 35 سنة، حيث شغلوا أمناء عامين، ولاة وغيرها من المناصب، وبالتالي لا أحد يشك في قدراتهم، وعليه، فإن هؤلاء الذين دفعوا البلاد بتواطؤ مفضوح إلى حالة إفراغ البنوك والعبث بطاقات الأمة، كانوا على دراية تامة بما يفعلونه ويعرفون مسبقا خطورته وانعكاساته لذلك يعتبر “فعلا عمديا مع سبق الإصرار والترصد”.

وفيما إذا كان هدف العصابة إفلاس البلاد لتمرير مخطط لإبرام صفقة مع دوائر أجنبية للاحتماء بها؟ قال محدثنا، إن كل المؤشرات تؤكد أن هذا العمل لا يعطي إلا تفسيرا واحدا وهو دفع البلاد إلى الإفلاس ورهن البلاد لقوى أجنبية من أجل كسب ودها.

واليوم ما تقوم به مؤسسات الدولة لمحاربة الفساد يضيف العربي شريف، “هناك من يريد “تهوينه”، ولكن عندما تكون على اطلاع حقيقي بالخلفيات والتعمق في هذا الملف، فإنك تدرك أن هناك خطرا كبيرا على الأمن القومي ويرهن اقتصاد البلاد واستقلالية القرار عند قوى خارجية بعد إضعاف الجزائر.

وأوضح الخبير الأمني، أن عددا من الدول الأجنبية خاصة فرنسا يزعجها كثيرا الانتقال السلس والديمقراطي الحاصل في الجزائر والخروج من تبعيتها، داعيا إلى التحلي بالفطنة والحكمة وتجنب الوقوع في فخ بعض المؤامرات الداخلية التي تحاك ضد مصلحة الحراك قصد إدخاله في نفق العنف والفتنة وهو ما نبه له نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش في خطاباته.

مقالات ذات صلة