إقصاء الشعب

لم يعد الشعب يهمه تعديل الدستور الأخير بقدر ما أصبح يشغل باله كيفية توفير اللقمة لأولاده، و آل بيته،و هذا ما هو واقع الآن،بعد أن راوغته السلطة،و لم تسمع رأيه في قضية مسودة تعديل الدستور الأخيرة.

مقابلة الجزائر مع فلسطين في كرة القدم،كانت لها قيمة أعلى من قيمة تعديل دستور البلاد،بل تجاوب معها الشعب،و رافقوا المنتخب الفلسطيني من المطار إلى ملعب 5 جويلية،و هتفوا بقضية فلسطين و رفعوا أعلامها في كامل المدرجات.

الشعب فهم أن السلطة تلعب وحدها،و تحكم وحدها،و تقسم المال العام وفق ما تراه هي أما المواطن البسيط فهو وحده من يطبَّق عليه القانون و تجرَّب فيه التعليمات،و لا يشرك إلا في الاستحقاقات السياسية التي تريدها السلطة “كتوابل” إضافية زيادة في “بنَّة” الطعام السياسي لا غير.

حتى الترويج للدستور الأخير تم بطريقة عرجاء و مبهمة، لدرجة أن مادة ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد لم يوضح للشعب ما يقصد باللغة الأمازيغية، هل هي “الميزابية أم القبائلية أم الشاوية”،و بأية لغة ستكتب حروفها؟

بقي أن نشير أن خياطة قانون دستور وفق مقاس طول و حجم بعض الأشخاص و الرؤوس لا يمكن أن يفيد البلاد و لا العباد في شيء،إنما يزيد من تعميق الهوة بين الأطراف السياسية و الشعبية إذا ما أخذنا المادة 51 المتضمنة تحريم و إقصاء مزدوجي الجنسية من تولي مناصب هامة في الدولة ،حتى و لو كانوا من خيرة إطارات الجزائر