-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إما ملائكة أو شياطين

إما ملائكة أو شياطين

نتكلم اليوم عن الإجماع، عن التوافق، عن الوحدة عن التآخي وما إلى ذلك من الأهداف النبيلة التي نتوق إليها جميعا لكي نُجنِّب بلدنا ونُجِّب أنفسنا أيّ مصائب قادمة لا قدر الله، وذلك أمل في حد ذاته ينبغي أن نتعلق به مهما كان ضئيلا.. إلا أنه علينا أن نعلم أن تجسيد هذا الأمل يحتاج إلى نقلة نوعية في خطابنا السياسي في جميع المستويات.. كلنا معنيون اليوم بإيجاد المُناخ الفكري والمعنوي قبل السياسي لتحقيق مثل هذه الغايات. لا يمكن لأي مِنَّا أن يتنصل من مسؤوليته مهما كانت درجة هذه المسؤولية “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” (من الحديث الشريف).

 لم يعد مقبولا، ولا ملائما اليوم أن نستمر في ذلك الخطاب الذي إما يضع الناس في صفة الملائكة أو يضعهم في صفة الشياطين. وأحيانا إما في صف الآلهة أو في صف الوحوش على حد تعبير أرسطو. الإنسان ليس إلها ولا وحشا، وليس ملاكا أو شيطانا، إنما هو كائن اجتماعي وسياسي يسعى لأن يؤدي رسالته في هذه الحياة كبشر يتوق إلى الخير وإلى الفضيلة.

 خطابنا السياسي ينبغي أن يأخذ هذا المنحى ويجد نقطة التوازن المفقودة هذه إذا أراد بالفعل أن يبحث عن مخرج يكون في صالح البلاد والعباد. أما تلك الثنائية بين الملاك الذي كله خير أو الشيطان الذي كله شر فلا ينجرّ عنها سوى الحب الأعمى أو الكره المقيت، وكلاهما لا يخدم مشروعنا السياسي إذا كان لدينا مشروع ونريد بناء دولة بعيدا عن هذا اللامنطق المشين.

 

زمن السياسي ذي الصفحة البيضاء ناصعة البياض لم ولن يوجد، ودَفعُ الخطاب باتجاه تبييض صفحة هذا على حساب ذاك لن يحقق أيّ غاية.. المطلوب اليوم هو رفع شعار كل الناس أبرياء إلى أن يثبت العكس وكل التهم باطلة إلا إذا ثبتت بالدليل وفَصَل فيها القانون.. أليس من الأجدى لنا أن نُبقي أحكامنا مشروطة بحكم القضاء بدل أن تكون مطلقة هكذا تصيب وتخطئ من تشاء؟ أليس من واجبنا أن نستبدل أحكامنا المطلقة هذه بدعوتنا إلى تطهير القضاء حتى يقول كلمة الحق؟ أليس من واجبنا أن نبدأ من حيث ينبغي أن نبدأ، أن نجمع ونتوافق ونتحد أولا على أن نَخرج من صفة الأحكام المطلقة إلى صفة الأحكام المشروطة بحكم القضاء أو نكتفي بقول: الله أعلم، من هو أقرب إلى الشياطين ومن هو أقرب إلى الملائكة..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • بدون اسم

    الاجدر ان نعرف من يقودنا اولا ؟

  • conan

    وحين تلبس الشياطين لباس الملائكة وتتمثل بهم وتضع المساحيق على وجوهها وتاخذ الشرعية باسمهم تقتل البشر باسمهم وتتلاعب بحقوقهم وتسيطر على ارزاقهم وتصف جميع من يعارضها بالشياطين
    وتخرس الملائكة وتنسحب من الحياة خوفا على انفسهم ..
    حينها اعلم انك في الجزائر اوائل القرن الواحد والعشرين

  • الجزائرية

    العدل هو أساس الملك أو الحكم..و جهاز العدالة هو الأولى بالإصلاح ..نريد أن يتفق الجميع حول هدا المطلب ويقدم الكل تصورا في الموضوع و يرتب من أولويات بناء منظومة حكم سليم لتعزيز الثقة بين مكونات الأمة حكاما و محكومين.إن الله وحده عز وجل من يعلم بالنوايا لكن الأعمال هي التي تميز الإنسان الشيطان عن الملاك ولو أن هدا الأخير لا وجود له فالعصمة هي للأنبياء وحدهم لكن حجم الجرم يحدد كدلك مستوى التشيطن فينا.
    فهناك من يحتار الشيطان نفسه في أفكاره وأعماله الشيطانية و الشريرة.لا نملك إلا الدعاءبالهداية لنا

  • جزااااااااااائررررية حقة

    فعلا ،بارك الله فيك ،الله أعلم من الملاك من الشيطان ،لكن حتما وبإذن الله ستظهر الحقيقة ويظهر الحق.

  • بدون اسم

    "إذا فسدت شبكة العلاقات الإجتماعية تصاب الذوات بالتضخم فيصبح العمل الجماعي المشترك صعبا أو مستحيلا، إذ يدور النقاش حينئذ لا لإيجاد حلول للمشكلات، بل للعثور على أدلة و براهين" على حد تعبير مالك بن نبي رحمه الله في تحليله للمرض الاجتماعي...و هذا هو حال مجتمعنا اليوم للأسف؟

  • عبدالقادر :هدانا الله جميعا

    المصيبة ليس في الملائكة ولا في الشياطينن كل منه نعرف علمه و اهدافه وغياته وطبيعة اقواله و نتيجة افعاله واعماله.لكن البلاء والمصائب والنائبات و الخراب والدمار والدم والاعاقة والتشردكله ياتي من الذين يلعبون على الحبلين فهم يتظاهرون بثوب الملائكة لكنهم في الحقيقة اكبرالشياطين والكارثة ان عندنا منهم الكثير وخاصة في دواليب المسؤولية واقصد بهم الشياتين ورعاع المواطنين المنظمين في احزاب او منظمات او غيرهم الذين اين تميل الكفة يميلون.فهم اكبر الوطنيون واتقى الاسلامين واكبر العلمانيون.فما الحل يا محسنين؟