الشروق العربي
آباء يؤجلون الفكرة وأطباء ينصحون بالوقاية والاحتياط

إنجاب طفل في زمن الكورونا.. مغامرة

الشروق العربي
  • 1126
  • 3
ح.م

بات إنجاب طفل في زمن كورونا حلما، ومشروعا يحتاج إلى تخطيط وبرمجة دقيقة، بسبب حالة القلق والخوف من الإصابة بعدوى كورونا، وتأثير ذلك على نوعية التكفل بالحامل ومولودها، وكذا المتابعة الطبية على مدار 9 أشهر كاملة، في المؤسسات الصحية أو العيادات الخاصة، ما قد يسبب تعقيدات صحية للمولود ووالدته…

وتتردد العديد من النساء، لاسيما من سبق لهن الإنجاب، في الحمل من جديد، بسبب الأوضاع الصحية الاستثنائية، فيما غامرت أخريات، ممن تقدم بهن العمر أو من تزوجن حديثا، في ظل عدم تفهم الأزواج وعدم تقبلهم فكرة التأجيل.

نساء يتخوفن من الحمل في ظل كورونا

وتؤكد “فريدة. ق” أنّها تزوّجت منذ مدّة قريبة، لكنها أجّلت فكرة الإنجاب إلى غاية انجلاء الأوضاع الصحية الاستثنائية التي تعرفها الجزائر، لما تسمعه هنا وهناك من سوء تكفل بالحوامل والخوف من انتشار العدوى في الأوساط الاستشفائية.

وتضيف فريدة أن ما يتم تداوله عبر الإنترنت من حوادث تتعلق بتعرض حوامل للإصابة بكورونا وتردد الطواقم الطبية وشبه الطبية في التكفل بهن، جعلها تحسب ألف حساب قبل الإقدام على هذه الخطوة.

بدورها، أفادت “سمية. ل” بأنها ترغب في استقبال مولودها الأول في أجواء بهيجة وسعيدة، تشاركها فيها جميع العائلة والأحباب، وتدعو إليها الأصدقاء.. غير أن هذا لا يمكنه التحقق في مثل هذه الظروف. وأوضحت سمية أن قلقها الأول والأخير هو الخوف من أي تعقيد صحي قد يصيبها أثناء الحمل، نظرا إلى ضعف الجهاز المناعي للحامل، وتراجع ظروف التكفل بالمرضى في المستشفيات.

أما “فريال. م”، فأضافت أن التكفل بالحوامل في الحالات العادية سيئ للغاية، فما بالك في مثل هذه الظروف التي تعرف فيها مختلف المصالح ضغطا رهيبا.. وتشير فريال إلى كونها تتردد كثيرا في إنجاب طفلها الثاني، وتؤجل الفكرة منذ أشهر عديدة، حيث قالت: “أن تكوني حاملا في طفلك وسط تفشي وباء عالمي لم يتم اكتشاف علاج أو لقاح له، أمر ليس مريحا على الإطلاق، ومثير للقلق لك.”

الحوامل من الفئات المعرضة للإصابة وجهازهن المناعي ضعيف

يؤكد العديد من المختصين في طب النساء والتوليد أن الجهاز المناعي للحوامل ضعيف، ما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات التنفسية الفيروسية، بما في ذلك كوفيد 19.

ويوضح البروفيسور مشطوح، رئيس مصلحة طب النساء بالمستشفى الجامعي نفيسة حمود “بارني” سابقا، أن حالة قلق كبيرة تراود الحوامل اللواتي يقصدن مصلحته للمتابعة والكشف، يحاول المختصون التقليل منها، خاصة أنه إلى غاية الآن، لا توجد دلائل علمية أو دراسات تؤكد إمكانية انتقال العدوى من الأم إلى جنينها، غير أنه يفضل التريث في اتخاذ قرار الحمل في هذه الفترة الصيفية، التي يزيد فيها عادة عدد الولادات بما يجعل المصالح في حالة ضغط كبير.

وأردف مشطوح أن الإجراءات الوقائية الخاصة بالحوامل هي ذاتها الموصى بها لبقية الأشخاص والمرضى المزمنين، المتمثلة في ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وعدم الخروج إلا للضرورة وعدم التردد كثيرا على الأوساط الاستشفائية العمومية أو الخاصة.

مختصون يوجهون دعوات لتأجيل الحمل

رغم أنّ الدراسات العلمية الخاصة بتأثير فيروس كورونا على الحوامل لا تزال قليلة وغير مؤكدة، إلا أن العديد من المختصين يدعون إلى تأجيل فكرة الحمل في الوقت الراهن، حيث تم اكتشاف مضاعفات للفيروس قد تؤدي إلى تجلط في الدم، ما قد يؤثر على المشيمة التي تعد مصدر غذاء للجنين.

ويفيد البروفيسور خياطي مصطفى، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، بأنّ أفضل الحلول في الوقت الراهن قبل جلب لقاح لمواجهة فيروس كورونا، هو تأجيل الحمل، خاصة لمن سبق لهن الإنجاب، نظرا إلى التأثيرات الصحية الجسدية والنفسية على الأم ومولودها.

ودعا خياطي النساء إلى اعتماد وسائل منع الحمل الآمنة، التي لا تتوفر على مضاعفات جانبية، لأن الحمل في هذه الظروف يعد ضربا من المغامرة.

من جهتها، أكدت العديد من القابلات أنّ غالبية الاستفسارات التي تصلهم تتعلق بالخوف من الإصابة بعدوى كورونا، وعلاقة الإصابة بالجنين وكذا إمكانية الرضاعة الطبيعية.

مقالات ذات صلة