الجزائر
موغيريني ونائب رئيس البرلماني الألماني وقبلهم كونتي..

إنزال دبلوماسي أوروبي بالجزائر.. هل من خلفيات؟

محمد مسلم
  • 7997
  • 22
ح.م

إنزال دبلوماسي أوروبي في الجزائر خلال هذا الأسبوع.. هذا هو الوصف الذي يمكن تسويقه عما جرى ويجري خلال الأيام القليلة الأخيرة والمقبلة..
فقد أعلنت المفوضية الأوروبية، أن الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، ستتوجه إلى الجزائر، هذا الإثنين، في زيارة رسمية. المسؤولة الأوروبية ستلتقي بعدد من المسؤولين الجزائريين، وعلى راسهم الوزير الأول، أحمد أويحيى، ووزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل.
زيارة موغيرني، ووفق البيان الصادر عن المفوضية الأوروبية، جاءت بهدف “المشاركة في الاجتماع الثاني حول الأمن ومكافحة الإرهاب في المنطقة، ومناقشة مسار الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، وبحث سبل تكثيف التعاون في التجارة والاقتصاد، ومحاربة الهجرة”.
وفي اليوم ذاته، ستحل أيضا بالجزائر، كلاوديا روث، وهي نائب رئيس البرلمان الاتحادي الألماني (البوندستاغ)، في زيارة تدوم يومين، وفق بيان صادر عن السفارة الألمانية بالجزائر، وهي الزيارة التي أعقبت زيارة أخرى للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في سبتمبر المنصرم.
وقبل ذلك، كان رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، قد حل بالجزائر (الثلاثاء المنصرم) في زيارة رسمية، تباحث فيها مع نظيره الجزائري، احمد أويحيى، حول “العديد من المسائل ذات الاهتمام المشترك”، وفي مقدمتها الملفات الإقليمية وعلى راسها الأزمة الليبية، علما أن الجزائر وإيطاليا تربطهما معاهدة صداقة وحسن الجوار والتعاون تعود إلى عام 2003.
وفي سياق ذي صلة، أوفد الرئيس بوتفليقة، الوزير الأول أحمد أويحيى، لتمثيله، اليوم في باريس، في مراسيم إحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق بيان صادر عن الرئاسة، أكد أيضا أن أويحيى سيمثل الرئيس في منتدى رؤساء الدول والحكومات حول السلم.
ومنذ مدة ليست بالقصيرة، لم تشهد الجزائر هذه الحركية في علاقاتها مع جيرانها من الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط. فما خلفية هذه المستجد؟ وهل الأمر يتعلق بأجندة دبلوماسية معدة سلفا، أم أن هناك أمورا فرضتها معطيات ومستجدات؟
لا شك أن هناك معطيات ليست بالجديدة، غير أن هناك مستجدات برزت إلى الواجهة مؤخرا، منها ما صدر عن العاهل المغربي، محمد السادس، الذي دعا الجزائر إلى حوار لتجاوز سوء التفاهم الحاصل بين البلدين، وذلك بغض النظر عن خلفيات هذه المبادرة التي اعتبرها البعض مستفزة تستهدف إحراج الجزائر، كونها جاءت قبل بدء مفاوضات المغرب مع جبهة البوليساريو الشهر المقبل بجنيف السويسرية بحضور الجزائر وموريتانيا.
وإن لم يبد الطرف الجزائري موقفا رسميا بهذا الخصوص، بالرغم من مرور ما يقارب الأسبوع من إطلاق المبادرة، إلا أن “خرجة” المخزن قوبلت بترحاب من قبل منظمات دولية مثل الأمم المتحدة وإقليمية مثل الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، وهو ما يدفع للتساؤل حول ما إذا كانت زيارة الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قد أدرجت في جندتها الانخراط في المسعى المغربي؟
المسألة الأخرى وهي الانتخابات الرئاسية المقبلة، فالطرف الأوروبي والغربي عموما، لطالما رافعا من أجل انتخابات “نزيهة وشفافة”، معني بطريقة أو بأخرى بهذا الموعد، بالنظر لطبيعة العلاقة التي تربط الطرفين وتشعباتها، وعلى راسها قضية الهجرة غير الشرعية، التي تحولت إلى فتيل أزمة بين مكونات الاتحاد الأوروبي، جراء تباين وجهات النظر في كيفية التعاطي معها، ومن هنا يزداد اهتمام الأوروبيين بموعد الربيع المقبل.

مقالات ذات صلة