إنزال للمغتربين لقضاء العيد في الجزائر

صنع المُغتربون الجزائريّون الحدث خلال عيد الفطر، إذ عادوا جماعات وأفرادا إلى البلاد، وكثير منهم لم يزر الجزائر منذ أكثر من 10 سنوات، والسّبب هو التخفيضات اللاّفتة التي أقرّها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في تذاكر الطيران، ما جعلهم يستغلون الفرصة، للقاء عائلاتهم وأحبّائهم بالجزائر.

“أُختي المقيمة بفرنسا لم تنزل إلى الجزائر منذ 15 سنة كاملة، لدرجة لم نلتق بابنتها الوحيد أبدا.. وهذا هو أوّل عيد يجمعنا معها”.. هكذا عبرت نسرين القاطنة بحي سيدي عبد الله بزرالدة، عن فرحتها وعائلتها بقدوم الشقيقة المقيمة بفرنسا، ولأول مرة إلى الجزائر ثم زواجها هنالك مع مغترب مغربي الجنسية، ولأن وضعيتهم الاجتماعية كانت متوسطة نوعا ما، لم تقدر الشقيقة على زيارة عائلتها بسبب الغلاء الفاحش لتذاكر الطيران. لتتمكن أخيرا من تمضية 15 يوما كاملة مع والدتها المُسنة.
وبعدما أقر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تخفيضات هامة في سعر التذاكر، مانحا الفرصة للمغتربين لزيارة بلدهم، قرر الجميع زيارة عائلاتهم، خاصة وأن العطلة المدرسية في فرنسا تزامنت مع أيام عيد الفطر، عائلة أخرى قاطنة ببلدية برج الكيفان بالجزائر العاصمة، استقبلت ولأول مرة في عيد الفطر، أبناءها الثلاثة المقيمين والمتزوجين بفرنسا، الذين لم ينزلوا إلى الجزائر منذ قرابة 10 سنوات كاملة.
وفي هذا الصدد، اعتبر أستاذ الاقتصاد، نبيل بن زواق، أن تخفيض تذاكر الطيران، مبادرة أكثر من حسنة، لأن فوائدها عديدة، فزيادة على لقاء المغتربين بعائلاتهم المحرومين منها منذ سنوات عديدة، بسبب الغلاء في تذاكر الطيران، وفي ظل الوضعية الاجتماعية المتوسطة لغالبية المتواجدين في الغربة، بسب بغلاء المعيشة بالخارج، “فالمغتربون الذين سيدخلون بكثرة إلى الجزائر، سيجلبون معهم العملة الصعبة التي يصرفونها في بلادهم، وبذلك يساهمون في إنعاش الاقتصاد الوطني”.
ويقول المتحدث: “السوق الجزائرية، وفي ظل دخول الكثير من المنتجات خاصة الصينية والتركية منها، والمنعدمة في أسواق أوروبا، يجعل المغتربين يقبلون على الشراء بوتيرة مرتفعة بسبب الأسعار المناسبة، وهو ما يساهم في رفع الاستهلاك، وإنعاش الاقتصاد المحلي”.
ويُشير محدثنا إلى أن بعض الصناعات المحلية في بعض المنتجات تشهد تطورا في النوعية، وهو ما يجعلها تناسب متطلبات المغتربين، ويدعو الأستاذ إلى جعل أسعار تذاكر الرّحلات “مناسبة ومعقولة خلال جميع أيام السنة، وليس في مناسبة الأعياد فقط، وبالخصوص خلال العطلة الصيفية القريبة”.