-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إنطلاق سباق من دون … متسابقين

إنطلاق سباق من دون … متسابقين

وزير الداخلية يقول: إن استدعاء الهيئة الناخبة سيتم خلال الأيام القادمة، والأحزاب التي تسمّي نفسها معارِضة تطالب: بلجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات الرئاسية المقبلة، والحكومة تؤكد: إشراف القضاء على الرئاسيات، والوقت يجري بسرعة نحو المجهول، وبقي أقل من ثلاثة أشهر على الموعد الانتخابي الرئاسي، ولا أحد يعلم اسم المتسابقين نحو قصر المرادية، رغم أن غبار السباق قد ثار منذ أشهر عديدة، في شبه أولمبياد من دون متسابقين.

وعندما نصل المنعرج الأخير من سباق حاسم لا ميداليات ذهبية ولا كؤوس توّزع فيه، وإنما مصير بلد، ولا متسابق واحد حقيقي فيه، فمعنى ذلك أننا دخلنا نفقا مظلما لا نظن أن الشموع التي ستشعل فيه في الأسابيع القادمة، ستجعلنا نلعن الظلام كما يدعو المتفائلون دائما.

أكيد أن النظام يعلم ما يقوم به، وهو بصدد طبخ الأكلة التي سيلتهمها الشعب كالعادة، أو ربما لم يعد يهمّه حتى إعلام الشعب بالطبق الجديد، فما بالك بإعلامه بوصفة التحضير، لكن أن يبقى الذين يسمون أنفسهم بالمعارضين، لا يعلمون مصيرهم، وينتظرون إخراج النظام أوراقه ليكشفوا هم عن نواياهم، فمعنى ذلك أن الشعب هو آخر اهتمامات النظام والمعارضة في نفس الوقت، لأن الذي لا يعلم إن كان سيترشح للرئاسيات، أم ينسحب منها، هو بالتأكيد لم يجهز برنامج عمل للحملة الانتخابية، ولن نقول للعمل به بعد فوزه بالرئاسيات.

النظام يتابع المعارضة دون أن يتقدم خطوة للأمام أو خطوة للوراء، والأسماء المرشحة كبديل للرئيس الحالي من أمثال مولود حمروش أو علي بن فليس وغيرهما صامتة تماما، والمشهد بقدر ما يوصف بأنه الهدوء الذي تتبعه العاصفة أو صمت العقلاء، إلا أنه يوحي أيضا أن لا حل لهذا الجمود الذي تعيشه البلاد سوى بتحويل الجمود إلى أسلوب حياة، في بلد مازال برنامج حكوماته المتعاقبة، هي حلب لبقرة النفط، لأجل تخدير موضع الداء وليس لمعالجته.

وتبقى المشكلة الكبرى هي الاستقالة الشعبية التي يبدو أن لا تراجع عنها من المشهد السياسي في الجزائر، إلى درجة أن عامة الناس اهتموا بالجدل الدائر حول بقاء أو مغادرة مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم وحيد خاليلوزيتش، واهتموا بحظوظ المنتخب في التأهل إلى الدور الثاني من منافسة كأس العالم، ولم يهمهم أمر الرئيس القادم وتأهل الجزائر إلى دور إقتصادي أو اجتماعي ولو بسيط ضمن الدول، التي تتقدم من دون أن تمتلك الإمكانات التي تكتنزها الجزائر.

 

الحديث عن استدعاء الهيئة الناخبة، أو مراقبة الأجانب للانتخابات أو التواجد القوي للقضاة، يبدو من دون جدوى، أو على الأقل سابق لأوانه، لأن إدخال الجمهور كل هذه المدة إلى الملعب، دون أن يحضر المتسابقون، قد يؤدي إلى خروج المتفرجين إلى غير رجعة، وحينها ستتكرّر نفس الحكاية السابقة عندما جرى المتسابقون وغالبيتهم أرانب سباق في غياب الجمهور الحقيقي، الذي يمنح للميدالية أو الكأس التي يتوّج بها الفائز معدنها الذهبي الخالص.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!