-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إيماء 8 مغص

عمار يزلي
  • 2615
  • 5
إيماء 8 مغص

كلما حلّ يوم 8 مارس، يحل معه الحديث عن المرأة وحريتها، ويحل محله أيضا الحديث عن الحلال والحرام، حتى عاد 8 مارس “عيدا” يخطب بمناسبته في صلوات الجمعة، لتحليل ما يحلو للبعض تحريمه وتحريم ما يخلو للكثير تحليله، مع أن الحلال بيًّن والحرام بيًّن، إلا أن المشتبه صار أكثر عندنا من البيًّن، عملا بحق التأويل طمعا في التقرب إلى دار الدنيا هروبا من دار المأوى!

بعد يومين من اليوم، ستنزل بنات “Eve” إلى الشوارع والساحات والفنادق مع منتصف اليوم “تحررا” و”انعتاقا” من “سجن” البيت وسيطرة الرجل الزوج والأخ والأب، حاملة الورود، أو لنقل، محملة بالورود التي أهديت لها من طرف الرجل، ولن يكون في كثير من الأحيان عندنا الزوج أو الأخ! قد يكون الأبناء تجاه أمهاتهم، وهذا شيء جميل لو كان عملا يوميا وليس مناسباتيا وفي نصف يوم للتحرر! شيء آخر: تحرر لنصف يوم من الأسفل وليس من الأعلى!، مساء وليس صباحا!).

ليست أمريكا هي التي حررت المرأة، وبالضبط، تحرر المرأة من عبودية الرجل الأمريكي وخروجها للعمل ليس حرية لها، بل كانت بداية عبوديتها! فالرأسمالية المتنامية في هذا البلد، هي التي دفعت بالمرأة إلى الخروج طلبا للعمل والتحرر من قيود البيت في عز الفقر والأزمة. المرأة خرجت للعمل، لأنها كان يدفع لها ما كان يدفع للأطفال في العمل. إذن، فقد أخرجت و”حررت” لكي تُستعبد وتُستغل من قبل رجال وأرباب الأعمال، قبل أن تصل إلى الاستغلال الآن في كل المجالات وتستخدم كأجساد لمنطلقات تجارية رخيصة تبدو غالية! هذا هو رمز التحرر الأمريكي الغربي للمرأة التي يراد لها عربيا وإسلاميا وعالميا أن تحذو حذوها، فيما الإسلام، كان قد حرر المرأة قبلها بقرون!

نمت على هذه المعادلة، لأجد نفسي أعيش يوم عاد أخي الأكبر من فرنسا بزوجة فرنسية شقراء، ودخل على أمي بها ذات صباح باكر، ليجد أمي عند التنورة تنفخ في النار والدخان من حولها وهي بلباسها العربي القبائلي تجهد نفسها لتحضر القهوة للأب والأبناء. حضرت المقابلة واستذكرت اليوم منها هذه المقاطع. قفزت أمي لتعانق ابنها وتطلق زغرودة مدوية، لا يزال صداها عالقا في أذني.

في المساء، رحت أستمع لأمي وهي تعاتب أخي الذي جاء بهذه “بنو جيفة” (لم تكن تفرق بين النصارى واليهود، كانوا كلهم لديها “بنو جيفة”)، قبل أن تنشب حرب باردة بينها وبين “القاورية”: شكون هذا الشرويطة اللي جبتها معك؟ ما تخافش ربي وتجيب معك هذا الكافرة بالله..هذا الجيفة؟ فتسأل زوجة أخي عن ماذا تتحدث أمي، فيقول لها أنها ترحب بك على الطريقة العربية الإسلامية! لكن أمي تردف الكلمة على اللكمة: واش عجبك فيها؟ وهذا الخشب المكشوفين! ما تحشمش! أحنا نسانا ما يمشيوش ولا يخرجوا عريانات.. هذا كشفة..فضيحة جبتهنا! فيقول لها أخي ما تقوله أمي فترد “جانيت”: يخصك تتحرري من هذا الميزيرية. راني جبت لك جيبة وشال وسروال دجين! فيضحك أخي وتنهره أمي: تضحك آبارد القلب؟ واش راها تقول هذا المنحوسة.؟ فيقول لها ما قالت، فترد وهي تلوح بعصا تستعمله “لكرط” النار، أي لتحريك الجمر: خمسة وخموس في عينك..هذوك المعمشين ياوجه البتيخة نتاع العام!..نتحرر؟ أحنا حررنا بلاد!(وتضرب على صدرها!) حررنا بلادنا منكم ومن أمثالكم!.. وتجي أنت اليوم تحرريني.. أنت؟ باش بجيبة وسروال؟ وراحت تضرب على صدرها وتفتخر: أحنا بنات سيدي عبد القادر ولد سيدي محي الدين، أحنا اللي حررنا هذا الوطن، وحنا اللي ربي علانا بالدين والإسلام..الصلا والسلام على نبينا رسول الله..! والله لو ماجاني عيب حتى نعور لك هذا العينين الزرقين نتاع القطوطة المزعوطين! يالمصفارة.. يا وجه النفارة..يا عوجة الركالة يا العريانية بنت العريان.

هذا ما أتذكر من هذه الواقعة التي صادفت 8 مارس 1965، بعدها عادت، وعاد أخي وما عادت ..إلى اليوم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • مواطن صالح

    تعقب على صاحب منامات الوهراني وسرك عمار انت تهذي وبعيد عليك المقام
    شكرا لاستاذنا الفاضل عمار يزلي

  • عزوز

    ياسي الهادي لازمك تفهم بمخك .الكلام بالمعنى و الحديث قياس .سي عمار افهمناه في بداية التسعينات يوم كان يضرب بسوطه .

  • الهادي الغربي

    باينة باللي راك حفيت من الكتابة ،تقول اي شيئ وبالمناسبات فقط اصبحت مثل ائمة المساجد يتحدثون في خطب الجمعة بالمناسبات فمرة عن الاسراء والمعراج واخرى عن غزوة بدر وعن اول نوفمبر دون ان تفهم ما المغزى من الخطاب وكانك تستمع الى درس في التاريخ لاستاذ لم يحضر جيدا
    انت نفس الشيئ تريد ان تعطيه طابع فكاهي شعبي لكنك دائما تبتعد عن المغزى وتقول لتقول فقط

  • بدون اسم

    العيب
    في الحقيقة تلك هي الاجيال المتخلفة التي وضعت حجر الاساس لما وصلنا اليه من تخلف ليس ذنبهم انهم لم يدرسو الاداب و الاخلاق كل ما في الامر الناس معادن ..
    أحنا بنات سيدي عبد القادر ولد سيدي محي الدين، أحنا اللي حررنا هذا الوطن، وحنا اللي ربي علانا بالدين والإسلام..الصلا والسلام على نبينا رسول الله..! والله لو ماجاني عيب حتى نعور لك هذا العينين الزرقين نتاع القطوطة المزعوطين! يالمصفارة.. يا وجه النفارة..يا عوجة الركالة يا العريانية بنت العريان.
    حال الامة

  • بدون اسم

    لم تعد هي ... و لكن تعرت بنات و نساء الجزائريين كما تعرى رجالهم بسراويل "طايحة" تكشف مؤخراتهم و هم معتقدين أنهم في "قمة الحضارة"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟