الجزائر
في حلقة غنية بالمعلومات والشهادات بمناسبة ذكرى رحيلها الثالثة..

ابن الراحلة وردة: فرنسا حكمت على والدتي بالإعدام ولهذا هربت إلى لبنان

جواهر الشروق
  • 15347
  • 0
ح م
رياض نجل وردة الجزائرية

تمر الإثنين 3 سنوات على رحيل “أميرة الطرب العربي” وردة الجزائرية.. مرت الأشهر ومعها السنوات بسرعة، مع ذلك لازالت الراحلة وردة هي أيقونة الفن، والصوت الذي يذّكرنا بأجمل أغنيات الحب والوطن: “تحية لوردة.. لوردة مسا النور والهنا”، بهذا العنوان احتفل برنامج “بعدنا مع رابعة”، على تلفزيون “الجديد”، بالذكرى الثالثة لرحيل “الأميرة” في حضور ابنها رياض القصري وزوجته “يولاّ”، المنتج محسن جابر، الممثلة لبلبة، الناقد الفني جمال فيّاض.. فكانت حلقة دسمة بالمعلومات والشهادات، ارتأينا أن نختصرها في هذا الموضوع، تزامناوالذكرى الثالثة لرحيل الأيقونة وردة.

رياض: لن أكون موضوعيا في الحديث عن والدتي

البداية كانت مع ابن وردةرياض القصري، الذي غالب دموعه وهو يتحدث عنها قائلا: “لحظة الفراق صعبة جدا.. لن أكون موضوعيا في الحديث عن والدتي.. لقد كانت انسانةمليانةبالحياة وكتلة مـن الحنان. كانت صديقة وابنة بالنسبة لي، ويبقى من أجمل سماتها التسامح“. مضيفا أن الـراحلة كـانت محاربة للحياة، وشجـاعة، وصبورة فـي مواجهـة المرض، إذ استحملت الكثير من الوجع بعد عملية زرعة الكبد ومرض القلب ومشاكل الكلى بالإضافة لداء السكريمع ذلك تحملت وكافحت لتقدم لنا فنا جميلا“.


حققت أمنيتها .. بهذه الأغنية 

بخصوص أغنيةأيام، التي كانت آخر ما قدمته المرحومة وردة قبيل رحيلها في 17 ماي 2012، قال رياض: “هذه الأغنية سجلتها والدتي سنة 2010، لكـن ونظرا لمشاكل بين شركةروتاناوملحن الأغنية جعل الأخيرة خارج ألبوماللي ضاع من عمري“. وقبل وفاتها بفترة، أعجبت والدتي بفكرة تصوير الأغنية بـالجرافيكسوقالت لي أريدها أن تنزل للناس بهذا الشكل أي في شكل رسوم، لكن مخرج العمل قال لي: أنت مجنون.. أيعقل أن نصور أغنية لوردة ولا تظهر فيها؟.. لكن القدر كان أقوى منا ومنها فخطف الموت المفاجئ والدتي، ولهذاأصريت أن أحقق لها رغبتها“.


لم أكن يوما مُديرا لأعمال وردة

في المقابل، نفى رياض أن يكون قد لعب يوما دور مدير أعمال وردة: “عمري ما كنت مديرا لأعمالها.. أمي كانت ذكية جدا، فكانت هي من يختار أغانيها، والدليل بعد نجـاح ألبومبتونس بيكطلبت منها ألا تسجل أغنيةحرّمت أحبك، لأنني شعرت أنها لا تلائمها، لكنها تمسكت بها، والحمد لله أنها لم تسمع كلامي،لأن الاغنية كسّرت الأرض“. 

وعن أكثر الأغاني التي يحبها لوالدته، قال رياض: “أحب أغنيةمتغربةمن ألبومبحر الحبوهي من الأغنيات التي لم تشتهر كثيرا، أيضا من أحب أعمالها لديّ تلك التي قدمتها مع الموسيقار عمّار الشريعي خاصة أغنيةطبعا أحباب“.


لهذا السبب أرفض إنتاج مسلسل عن حياة والدتي 

كشف رياض القصري أنه يفكر جديا في تخصيص معرض لمقتنيات والدته يضم فساتينها وصورها وأشيائها الخاصة، وأيضا تسجيلاتها النادرة، مرجعا سبب رفضه إنتاج مسلسل حول حياتها بقوله: “لستُ رافضا للفكرة، ولكن حتى الآن لم أرى سيرة ذاتية حُوّلت لمسلسل نجحت. أنا مع إظهار الجانب الفني لوالدتي، لكن تشخيص حياتها في غرفة النوم مع زوجها فهذا ما أرفضه تماما“. وأماط رياض خلال الحلقة، اللثام، ولأول مرة، عن صدور حكم بإعدام وردة ووالدها من طرف المستعمر الفرنسي إبان الثورة الجزائرية: “لأنها كانت تغني للقضية الجزائرية، بينما والدهاأي جدي–  فقد صدر حكم بإعدامه، لأنه كان يخبئ السلاح للثوار في المطعم الذي كان يملكه، فاضطر الاثنان للهرب إلى لبنان تجنبا لتنفيذ الحكم“. 


محسن جابر: كانت تنشر البسمة والمرح في أي مكان تحل به 

من جانبه، وصف المنتج محسن جابر، مدير شركةعالم الفنومالك قنواتمزيكاالغنائية، علاقته بالراحلة وردة بأنها كانت انسانية جدا، لافتا بأنها: “قيمة وقامة وليس مجرد صوت قوي فقط.. كانت تسمع كلام رياض وتضع له ألف حساب وكأنه والدها وليس ابنها؟.. رحمها الله، كانت تنشر البسمة والمرح في أي مكان تحل به“.  

وروى محسن جابر مفارقة حين قال: “رغم تعاملي مع أصوات كثيرة ومهمة، وتاريخي طويل في صناعة الأغنية، إلا أني اشهرت بـمحسن بتونس بيكنسبة لنجاح هذه الأغنية، كاشفا أن وردة كانت متحمسة لتصوير أغنيةيا ليل، بينما هو كان يفضلحرّمت أحبك“.


وردة لم تكن متحمسة لأغنيةحرّمت أحبك

وأضاف جابر: “لكن عندما جهّزنا كل شيء، واستعدينا لتصويرحرّمت أحبك، تعّرضت وردة لوعكة صحية استمرت لفترة طويلة، فاضطررت لطرح الألبوم. والغريب أنه مرت أكثر من 3 أشهر من طرحنا للعمل ولم يحقق أي نجاح يذكر، مستطردا: “وقتها وردة عملت عملية تجميلية خفيفة، واطلت عبر برنامجليالي رمضانفي التلفزيون الفرنسي مع المنشط فريديريك ميتران، وبالصدفة غنتحرّمت أحبك، فقمت بمونتاجها وقدمتها للتلفزيون المصري وبعض المحطات فكسّرت الدنيا“.


هذه قصة بليغ مع وردة وأغنيةبودعك 

اعترف المنتج محسن جابر، أن أغنيتيالحب اللي كانوفاتت سنةاللتان سجلتهما الفنانة ميادة الحناوي كانتا رسائل حب من بليغ حمدي لوردة: “بعد طلاق وردة وبليغ فنيا وانسانيا، سافر بليغ إلى سوريا واكتشف صوت ميادة أنذاك، وظل يبعث من خلال صوتها برسائل غرام لوردة“. ولأول مرة كشف جابر قصة أغنيةبودعكالتي سجلتها وردة سنة 89 بعد ما كتبها ولحنها بليغ حمدي بأثينا في اليونان، قائلا: “لأن وردة التي اعتادت أن تتصل ببليغ لتهنئته بعيد ميلاده في كل مرة، حدث أن نسيت هذه المناسبة وهو بغربته في فرنسا، فكتب يخاطبها: “كتبتلك زي الليلة دي في يوم ميلادي غنوة لك تفكرك.. سنة حلوة يا جميل ده أنا عمري ما نسيتلك في الغربة مواعيد، وكان بليغ رحمه الله ينهار كلما سجل هذا الكوبليه“.

مقالات ذات صلة