-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ابن باديس وجيل “الواي واي”!

ابن باديس وجيل “الواي واي”!

يحاول البعض أن يهوّن من تلك الصّورة المفزعة لشباب يسخرون من تمثال الشيخ عبد الحميد بن باديس بوضع السيجارة في فمة أو الهاتف النقال في أذنه، ويقولون إن هذه السلوكات أخطاء عابرة من بعض الشباب المنحرفين، ولا يمكن سحبها على كل الجيل الجديد، ويستمرون في هذا التبرير المتفائل بالقول إن المشكلة تتعلق بالمكان الذي وضع فيه تمثال ابن باديس وسط الشّارع، وبالتالي كان عرضة لمثل هذه التصرفات الطائشة.

ليسمح لنا هؤلاء بالقول إنكم لم تفهموا رسالةشباب الواي وايالذين أرادوا أن يقولوا إن ابن باديس لا يعني لنا شيئا، وإن رسالته التي يدّعي الكبار فهمها لم يصلنا منه شيء، بل إنّنا نعرف ميسي ورونالدو أكثر مما نعرف ابن باديس، وفي أحسن الأحوال كانت رسالتهم تقول: “الإهانة التي صدرت منكم في حق الشيخ ابن باديس أقبح بكثير من تصرفنا مع التمثال“!

لا توجد إهانة أكبر من تصميم تمثال من الحجر للشيخ ابن باديس الذي أفنى حياته في إعادة بعث الأمة الجزائرية بعد أن طمس الاستعمار عناصر هويتها، ولا توجد إهانة أكبر من وضع هذا التمثال في الشارع، ثم من هذا الذي تفتق ذهنه عن فكرة تجسيد ابن باديس في تمثال حجري دون الرجوع إلى عائلته الصغيرة، ودون استشارة عائلته الكبيرة المتمثلة في جمعية العلماء المسلمين التي كانت آخر من يعلم بالموضوع.

ولا يمكن التغطية على الموضوع بأن التمثال كان هدية من البرتغاليين، على أساس أنه ليس من الحكمة رد الهدية، لكن كان على الأقل وضعه في مكان محترم داخل قاعة أو متحف حتى لا يتمالتشنيعبه بتلك الطريقة المتخلفة، التي أعطت انطباعا أن الجزائريين لا يحترمون رموزهم التاريخيين.

 

إنّ ما صدر عن الشّباب كان سوء تصرف مع الحجر أما ما صدر عن المسؤولين عن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، فكان سوء تصرف مع الفكر، من خلال اختصار القيمة الحضارية لرائد الإصلاح في الجزائر في كومة من الحجر، ويا ليتها نُحتت بطريقة فنية صحيحة، بل إن كل الانطباعات عن التمثال أكدت أنه لا يشبه ابن باديس على الإطلاق ويبدو شيخا هرما مع أن الصورة المشهورة عن ابن باديس عكس ذلك تماما فضلا على أن ابن باديس مات في سن الخمسين.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • yes

    التهكمات من طرف الشباب لم تكن على شخص ابن باديس بل كانت على التمثال في حد داته الدي لا يشبه ابن باديس لان صورة ابن باديس مصبوعة في عقول وصدور الجزائرين كبارا وضغارا ولا يمكن لشباب الجزائر او جيل الواي واي كما يسمي السخرية من علماء و شهداء الجزائر فمابالك سخرية ابناء قسنطينة من معلمهم الاول ابن باديس . تلك التصرفات هي الرفض القاطع لتمثال لا اكثر ولا اقل .

  • شيشناق

    ابن باديس ربَّى جيله و أنتم و جيل الواي واي كل يستحق الآخر فلا يلوم الابن الا أباه و لا يلوم الأب الا ابنه !

  • صمادي سفيان

    فإذا كان بعض الشباب تجاهلوه و الشاذ لا يقاس عليه فالعيب في من وضع العلماء و المفكرين في قاعة الإنتضار حتى يحين دورهم ليس رغبة في تلبية مسائلهم الخالية من حب الذات لكن رغبة في سد الثغرات على حسب الأحوال، تمثال بلا روح في سوق الأوهام لا يشبع و لا يسمن من جوع بل لا يغني من الفاقة الفراغ الروحي و العلمي، و كأنها نداء لكي يتعض الكاتب المثقف العالم ..أن في نهاية المطاف تمثال من حجر ذكرى لمسعاه و تركته في رفوف المكتبات غطاها الغبار و نسيت ،أي لا ينفع إلى تجول في الأسواق و كفى ، هل يتعض الحاضر و الغائب؟

  • فتحي السعيد

    لقد افسد هدا النحات صورة ابن باديس المشرقة في دهني من زمن الطفولة ووضع مكانها صورة عجوزة تشبه صور الساحرات في الثقافة الاوروبية هدا من حيث الشكل .اما من الناحية الفكرية فلا يعقل لاحد ان ينحث تمثال لشخص سلفي يعتقد ان التماثيل كفر فهاذا عمل لا اخلاقي

  • صمادي سفيان

    سيرة إبن باديس يعرفها العام و الخاص ، رجل متواضع ذات حسب و نسب خدم الدين في وقت الشدة و كان مسالما وسطيا يعمل بما تعلمه نابغة و معلم ، لا يبغي الإسراف و ذات عزم و إرادة عالج الأمراض التي هلكت الأمة بالحكمة و الحنكة لا يعرف الكلل و لا اليأس و الكسل فأين نحن من مناقب الرجل ؟ هل كانت ٱمنيته إحياء الأطلال و الصخور بتجسيد صورته في هيئة تمثال عرضة للصخرية من طرف بعض الشباب أم إحياء ما تركه من علوم و قيم ؟ هل كان المقصود وضعه في متحف و على أرصفة المارة أو نشر أبحاثه و ما ناضل من أجله بغية إصلاح الأمة ؟

  • مواطن

    لا أدري بما أبدأ تعليقي على المقال.إن قلت إن حضارتنا الإسلامية لا تسمح بإقامة التماثيل لرد علي البعض أني متخلف أو ذو أفكار رجعية.لكن إبعاد قصد الاستهتار عن فاعليه محاولة للهروب إلى الأمام.هذه وسيلة تعبير عن الانتقام بكل رموزنا الثقافية والسياسية الأحياء منهم والأموات نتيجة تدهور حالتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية.لا الأسرة قائمة على ضبط سلوك أبنائها ولا المدرسة تعلم أسس مواجهة مظاهر التخلف ولا الإعلام يساهم في تنوير الفكر ولا الدولة تقوم بواجباتها الاقتصادية والحضارية.فهي الفوضى مع فشل السلطة

  • علي

    جريمة في حق العلامة و اهانة لجمعية العلماء.