-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ابن عمنا عندنا؟ يا مرحبا!

عمار يزلي
  • 2357
  • 0
ابن عمنا عندنا؟ يا مرحبا!

زيارة قائد أركان الكيان الصهيوني للمغرب أياما بعد عيد النحر الذي كعهده، يتخلف النظامُ المغربي عن “الوقفة” بعرفات ويقيم عيد الأضحى يومين بعد الوقوف. جاءت الزيارة استجابة لنداء وصِلة الرحم بين النظامين المبنيين على السلالة الدينية والتوسُّع واحتلال أراضي “الأغيار” الغوييم: وافق شنٌّ طبقة. وغير مستبعد أن تكون للزيارة الاستفزازية ليس للجزائر فحسب، بل للشعب المغربي الرافض للتطبيع والانبطاح المذلّ والمخزي أمام عدو الأمة الإسلامية برمتها، حدود وأجندة مخفية، لكنها مرئية من دون مكبر للصورة. خذلان للأمة الإسلامية مع أنه يستحوذ على “رئاسة لجنة القدس”، كان من الأفضل أن تُسمى “لجنة أورشليم”.

يزور المجرم الذي لا تزال أصابعه تقطر دما لما حصل ويحصل يوميا في القدس ورام الله وجنين وغزة. ومسؤوليته المباشرة عن مقتل شيرين أبوعاقلة، يزور إخوته في البلاط المغربي ويستقبل كحليف استراتيجي يؤمِّن له البقاء كنظام متهالك ولو على حساب أصالة الشعب المغربي الرافض للإذلال والخنوع، للأسف لم تنأى بنفسها من هذا الفجور السياسي حتى الأحزاب المسماة “إسلامية” التي كانت أول من هللت وسايرت التطبيع.

يحلّ الضيف على شعب هم له كارهون وعلى نظام هو له نعم العون ونعم العبد الذليل.

بالتأكيد أنَّ تطوُّر الجزائر جيشا واقتصادا وبداية الخروج من الركود وأزمات السنوات العجاف، لم يعد أحدُ يستسيغه في الحلف المدنس، على الرغم من أن العلاقات بقيت لسنوات تحت الطاولة وتحت السجاد، لا يُستبعد أن الزمرة التي كانت تسيطر على دواليب الحكم السياسي والاقتصادي، كانت تعرف كل شيء، هذا إن لم تكن متواطئة ولو بالسكوت في تشكل نواة هذا التحالف المدنس. وقد كانت الإدارة السياسية الانتقالية بعد 2019، قد أشارت وقتها إلى التعاون الاستخباراتي العسكري والتجسسي المقام على حدودنا الغربية ليس بعيدا عن بركان ووجدة، مشروع كذَّبه المخزن وقتها بكذبة أكبر من ذنب عندما قال إنه لا يبني قاعدة عسكرية، بل مجرد سكنات للجيش المغربي، اتضح فيما بعد أنها تتجسس على الجزائر على أكثر من صعيد ومنذ سنوات بما في ذلك عبر شركة بيغاسوس التي فضحت النظام المغربي عالميا في مجال التجسس على الصحافيين والأحزاب والنقابات وحتى السياسيين.

ابن عمنا عندنا؟ يا مرحبا.. هكذا يكون قد استقبل القصر وقاصرو العقل في النظام الملكي المتهاوي، الزائر القاتل، غير أنه لم يكمل نص الحوار الذي ورد على لسان والد ليلى في أوبرت مجنون ليلى للشاعر أحمد شوقي وتلحين محمد عبد الوهاب.. لم يتابع ما قاله والد ليلى الغيور على سمعة ابنته وعائلته وشرفه: أمض قيس امض.. جئت تطلب نارا أم جئت تشعل الدار نارا؟

وهذا الجزء الثاني من الحوار هو ما يمثل الحقيقة ضمن الواقع المتدحرج نحو التخندق في معسكر الخيانة والتآمر وإشعال النار ضمانا للبقاء. جاء ليشعل نارا، في الوقت الذي يطلب فيه الأوروبيون النار.. للتسخين في عز شتاء قادم لن يكون المغرب في منأى عنه في ظل أزمة الغاز والوقود والغلاء والتذمر الشعبي العارم.. تآمر وخيانة وطعن في الظهر، ليس ضد دول الجوار فحسب، بل ضد القضية العربية والاسلامية برمَّتها وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي هي جوهر وجودنا كأمة وككيان عربي وإسلامي. غير أن الماضي في الخيانة منذ الماضي، وعبر التاريخ، لا يرعوِي ولا يتورَّع عن المضي قدما نحو خيانات ألعن إلى أن يأتي اليوم الذي تسقط فيه أوراق التوت عن النظام الوظيفي في هذا الجزء الغالي من بلاد الفاتحين من عرب وبربر لكل الشمال الإفريقي ووصولا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية ومنها هناك نحو”بواتي” بفرنسا.. نِعم السلف لبئس الخلف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!