رياضة
شهر ونصف شهر من الراحة في فترة الشتاء

اتحاد العاصمة يبصم على انهيار مستوى الدوري الجزائري

الشروق الرياضي
  • 2647
  • 11
ح.م

كل من شاهد أداء اتحاد العاصمة في الدار البيضاء أمام الوداد المحلي، ضمن الجولة الخامسة من رابطة أبطال إفريقيا، أحسّ بالخجل من المستوى الرديء الذي ظهر به الاتحاد والذي تشابه مع أداء الاتحاد منذ بداية الموسم الكروي وخاصة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، فالفريق الذي نعتبره من أحسن الفرق الجزائرية سافر إلى المغرب ليس من أجل الفوز أو حتى التعادل، وإنما من أجل التقليل من الأضرار، إلى درجة أن الشوط الأول عندما انتهى بثلاثية نظيفة لصالح الوداد، كان يبدو الارتياح على المدرب بلال دزيري الذي خاف فعلا من فضيحة تاريخية كانت ستسجل في تاريخ النادي، الذي خرج مبتهجا بعد نهاية المباراة بثلاثية مقابل واحد، وكأنه عاد بالتأهل وهو الذي ودّع المنافسة وأقصي منها قبل نهايتها، بعد أن بلغ في السنوات الأربع الأخيرة النهائي في مناسبة وخسره أمام مازامبي، وبلغ النصف النهائي مرة وخرج أمام نفس المنافس الوداد البيضاوي، لينهار مستواه إلى غاية الخروج من دور المجموعات وفي المركز الأخير رفقة أندية إفريقية هاوية.

كل المبررات التي قدمها بلال دزيري بعد إهانة الإقصاء، غير مقبولة، فقد تحدث بلال دزيري عن الأزمة المالية، وهو تبرير مرفوض لأن اللاعبين يمثلون الألوان الوطنية، وإن وجدوا أنفسهم غير قادرين معنويا فالأحسن لهم الانسحاب، وتحدث دزيري عن نقص خبرة لاعبيه في المنافسة وهو يضم الحارس أمين زماموش الذي شارك في مونديال البرازيل في 2014، والمدافع مفتاح اللاعب الدولي السابق ولاعب الوسط شيتة الذي استدعاه بلماضي للمنتخب الوطني، وغيرهم من اللاعبين الكبار في السن مثل كودري، كما تحدث المدرب عن ضغط المباريات، والدوري الجزائري حطم رقما قياسيا في الراحة الشتوية بلغ شهرا ونصف شهر، وهي فترة لم تحدث في أي بلد في العالم.

ما قدمه اتحاد العاصمة في رابطة أبطال إفريقيا أكد مستوى الدوري الجزائري المنهار في السنوات الأخيرة، وكل الأندية حاليا مهددة بالسقوط وكلها قادرة على التتويج باللقب، ولا يوجد أي فريق قدّم نفسه كقوة لا تقهر، ولا يزخر الدوري الجزائري بأي نجم خارق للعادة باستثناء اللاعب بوصوف نجم وفاق سطيف.

وعلى الفاف معاودة التفكير في قضية رفع عدد الأندية المنتمية إلى الدرجة الأولى، لأن ما حدث هذا الموسم من فوضى ومن سوء البرمجة أدخل الأندية الجزائرية في فراغ زادته الأزمة المالية التي تعانيها مختلف الأندية التي طالتها الاحتجاجات والإضرابات حتى صار اللاعبون يتعاملون مع الوضع كما يتعامل سكان المناطق النائية بالاحتجاجات، ومجرد قبول رؤساء الأندية بالدخول في راحة شتوية مدتها شهر ونصف شهر يتقاضى فيها اللاعبون الأموال ولا يلعبون، هو دليل على أن الفرق جميعها متورطة مع الاتحادية في انهيار الكرة الجزائرية، لأن الراحة الطويلة ستغير المعطيات، وحتى المناصرين فقدوا الرغبة في متابعة المباريات، لأنهم لا يعلمون حتى المرتبة التي يتواجد فيها فريقهم المحبوب.

عندما تأهل اتحاد العاصمة إلى دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، قال عديد لاعبيه بأن هدفهم هذا الموسم هو التتويج بهذا اللقب الذي مازال عصيا على الفريق من عهد اللاعب بلال دزيري إلى عهد المدرب بلال دزيري، لكن مع مرور المباريات تبيّن بأن المستوى الذي بلغته فرق شمال القارة وهي مصر وتونس والمغرب تجاوز كثيرا مستوى الأندية الجزائرية التي شكلت الاستثناء، مقارنة بالأندية العربية المشاركة في المنافسة القارية، بدليل أن حلم عشرات اللاعبين الجزائريين هو الاحتراف في الأندية التونسية التي لا أحد يفهم لماذا تتمكن أندية البلدان الجارة من توفير المال والتنظيم ولا تتمكن الفرق الجزائرية من السير على خطاها على الأقل.

يعود الآن اتحاد العاصمة صاحب المركز الثالث في الدوري الجزائري إلى المنافسة المحلية، بعد أن خرج يجرّ أذيال الخيبة من المنافسة الإفريقية، ولا شيء يوحي بأنه قادر على انتزاع لقب جديد أو الصعود على “البوديوم” في نهاية الموسم، فقد أبان المدرب دزيري عن محدوديته أمام المدربين الأفارقة، فكان يهندس رسومات تكتيكية فاشلة، كما أن فريق اتحاد العاصمة الذي عاش تحت مظلة حداد لعدة سنوات، فهم بأن التفوق والانتصارات لا تتحقق إلا بالأموال، فصار لاعبوه كلما قدموا عرضا سيئا وخسروا، إلا وتحجّجوا بنقص الأموال، وكانت النتيجة إقصاء ومستوى قارب الصفر.
ب. ع

مقالات ذات صلة