اتحاد شعب..

لقد هب َّ الجزائريون، من كل فج عميق، من ربوع هذا الوطن الجريح، بشاحنات إغاثة ومدد، لإخوانهم المحاصرين بنار ذات لهب، في أعالي جبال جرجرة والونشريس.. إنها صورة تليق أن تكون فيلما لقصة تضامن شعب تتدارسه الأجيال، وتفتخر به الرجال.

مرة أخرى، ينتصر الشعب على المصيدة التي شارك في نسجها الصهيوني فرحات مهني، ومن تبع نهجه من الانفصاليين، الذين رموا بأموالهم وأجسامهم في أحضان فرنسا وبريطانيا، ليكيدوا للوطن، الجزائر، ويزرعوا فيه الفتنة الطائفية والاقتتال..!

فهل سمعتم بأن فرنسيا هرب من فرنسا إلى دولة أخرى أو إلى الجزائر، ليسبها، أو فعل ذلك مواطن بريطاني.. لا، لم يحدث هذا إلا عندنا..

بصدق تحية تقدير لقوى الأمن، التي قبضت على عناصر “الماك”، في ظرف زمني سريع..

في الآونة الأخيرة، تفشى خطاب الكراهية والجهوية، في منطقة القبائل تحديدا، أكثر من غيرها، وإنه لمؤشر خطير جدا، يجب أن يزول من الوجود عندنا، فليس له مكان بيننا.

من كان يراهن على تمزيق نسيج المجتمع الجزائري، بتحريك نعرة الجهوية، فقد اصطدم بحقيقة شعب يتحد في الصعاب، ولا يقبل الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق..

وأمام هذه المشاهد، الدور القادم على مناطق أخرى، قد تخرج لنا فئة باغية بسموم لا يعلم مخرجها إلا الله، وعليه، فإن الأمر جلل، لا يقبل التماطل ولا الانتظار، للتذكير بكل ما هو قادم وإعداد العدة له.. فلحمة الداخل تحمي البلاد والعباد من تربص عدو الخارج