الجزائر
رفع تدريجي للعقوبات الدولية ابتداءً من 2016

اتفاقٌ تاريخي بين القوى الكبرى وإيران حول ملفها النووي

الشروق أونلاين
  • 5482
  • 0
ح.م
وزراء خارجية الغرب وايران

توصلت إيران والقوى الكبرى إلى اتفاق تاريخي حول الملف النووي الإيراني، في ختام مفاوضات ماراتونية في فيينا، الليلة قبل الماضية.

وتم التوصل إلى الاتفاق في ختام 21 شهرا من المفاوضات وجولة نهائية استمرت أكثر من 17 يوما في فيينا، لإغلاق هذا الملف الذي يثير توترا في العلاقات الدبلوماسية منذ 12   عاما.

ويهدف الاتفاق إلى ضمان عدم استخدام البرنامج النووي الإيراني لأغراضٍ عسكرية، لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد هذا البلد. 

ولم تبدأ المفاوضات فعليا إلا عام 2013 بعد انتخاب حسن روحاني رئيسا، وهو الذي وعد في برنامجه الانتخابي بالسعي إلى رفع العقوبات عن إيران. 

وفي أفريل الماضي توصل المفاوضون في لوزان إلىاتفاق إطارحدد المبادئ الأساسية للاتفاق النهائي. 

ووافقت إيران على الحدّ من عدد أجهزة الطرد المركزي ومخزونها من اليورانيوم المخصّب، الأمر الذي سيجعل من المستحيل عليها صنع قنبلة ذرية. 

ومُدِّدت المفاوضات مراراً بسبب خلافات تركّزت خصوصا على المدة للتوصل إلى اتفاق، وعلى وتيرة رفع العقوبات والدخول إلى المواقع العسكرية الإيرانية. 

وفي أولى ردود الفعل، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الاتفاق النووي يفتحآفاقا جديدةبعد حلهذه الأزمة غير الضرورية“. 

وفي تغريدة على تويتر، كتب روحاني، أن نجاح المحادثات دليل على أنالالتزام البنّاء يأتي ثماراًوأنه بات من الممكن الآنالتركيز على التحديات المشتركةفي إشارة إلى مكافحةداعش“. 

من جهته، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـالاتفاق التاريخيحول البرنامج النووي الإيراني، قائلا إنهيمكن أن يساعد على تحقيق السلام في الشرق الأوسط“. 

وأضاف أنه على هذا النحو، يمكن للاتفاق أن يكون بمثابة مساهمة حيوية للسلام والاستقرار في كل المنطقة وخارجها.

من جهته، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن الاتفاق النووي مع إيران يتيح الفرصة لاتّباع مسار جديد في العلاقات مع إيران لكنه وعد إسرائيل المشككة في الاتفاق بعدم التخلي عنها.

وأضافبفضل هذا الاتفاق سيكون المجتمع الدولي قادرا على ضمان عدم تطوير إيران السلاح النووي. تم قطع جميع الطرق المؤدية إلى السلاح النووي“.

ولكنه قال إنه إذا لم تحترم إيران التزاماتها فسيتم فرضكل العقوباتعليها مجددا.

وقال اوباماهذا الاتفاق ليس قائما على الثقة، إنه قائم على التحقق. المفتشون سيكونون قادرين على الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية 24 ساعة على 24   ساعة“.

كما أشاد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بما وصفه بـالاتفاق التاريخي، معتبرا أنه يشكلتغييرا مهمافي العلاقات بين إيران والدول المجاورة والأسرة الدولية.

وأضافنأمل، ونتوقع أن يؤدي هذا الاتفاق إلى تغيير كبير في العلاقات بين إيران وجيرانها والمجتمع الدولي، ونشجعها على لعب دور بنّاء وخصوصا في مجال مكافحة التطرف الإسلامي“.

 من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الاتفاق سيكونقويا بما يكفي لعشر سنوات على الأقل والقوى الكبرى ستتابع عن كثب كيف ستستخدم إيران أموالها بعد رفع العقوبات“.

وقال لصحيفةلوموندإنموقف فرنسا الحازم مكن من التوصل إلى اتفاق قوي بما يكفي للعشر سنوات الأولى على الأقل“.

وأعلن دبلوماسي فرنسي أن الاتفاق سيتيح رفع العقوبات المفروضة على طهران تدريجيا اعتبارا من مطلع 2016 لكنه ينص على إعادة فرضها في حال إخلال إيران بالتزاماتها.

ولن يكون بالإمكان رفع العقوبات الأولى إلا بعد اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرر في أواسط ديسمبر من أجل تقييم التزام إيران، بحسب المصدر نفسه.

بالمقابل، لا تنظر العديد من الدول العربية بارتياح إلى هذا الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى، لأنها تعتبر أنه سيطلق يدها في المنطقة بعد أن تتحرر من العقوبات.

والأمر سيان بالنسبة لإسرائيل التي يعارض رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بشدة هذا الاتفاق،   ووصفه بـالخطأ التاريخي، وقال إنهسيبذل قصارى جهده لعرقلة طموحات إيران النووية“.

وأضافستحصل إيران على مسار مؤكد صوب الأسلحة النووية. ستُرفع كثير من القيود التي من المفترض أن تمنعها من الوصول إلى ذلك.. ستحصل إيران على الجائزة الكبرى، جائزة حجمها مئات المليارات من الدولارات ستمكّنها من مواصلة متابعة عدوانها وإرهابها في المنطقة وفي العالم.. هذا خطأ سيئ له أبعاد تاريخية“.

 

 

المحلل السياسي الإيراني حسن هاني زاده لـالشروق“:

 حققنا إنجازا سياسيا واستراتيجيا كبيرا ومستعدون لمساعدة العرب في النووي

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي الإيراني حسن هاني زاده، أن بلاده حققت إنجازا كبيرا من الاتفاق الموقع، الليلة قبل الماضية، مع القوى العظمى حول ملفها النووي، والذي تم بعد تنازلات قدمتها طهران، ويؤكد لـالشروقأن إيران الآن بإمكانها تقديم المساعدة للعرب في مجال النووي.

 

 كيف تقرؤون الاتفاق الموقع بين إيران والغرب حول البرنامج النووي الإيراني؟

 تنظر إيران إلى ما حققته من الناحية السياسية والإستراتيجية على أنه إنجاز سياسي كبير لها، بحيث إنها حققت طموحاتها فيما يتعلق بأحقيتها في استعمال النووي، وهكذا فقد انتزعت هذا الحق لها، وثاني شيء تحقق لها هو أن الاتفاق سيرفع العقوبات الاقتصادية عنها.

 

 كيف أمكن الوصول إلى هذا التوافق بعد سنوات من الجفاء؟

إيران وبعد 12 سنة من المفاوضات والعقوبات التي واجهتها، قدّمت بعض التنازلات فيما يخص تخصيب اليورانيوم واستخدام بعض أجهزة الطرد المركزي وتفتيش المراكز والمنشآت، لكنها استطاعت فرض شروطها عل الطرف الآخر، حيث أفضى إلى رفع العقوبات وعدم السماح للمفتشين بالدخول إلى المواقع العسكرية.

 

أعلنت إسرائيل رفضها الاتفاق، هل تتوقع أن تضغط على حليفتها واشنطن ضد إيران؟

إسرائيل حاولت خلال الأشهر الأخيرة الضغط على الكونغرس الأمريكي، هذا الأخير ظل يمارس ضغوطا على أوباما، لكن الرئيس الأمريكي عمل من أجل الوصول إلى اتفاق أمريكي إيراني في فترة رئاسته وهذا الذي تحقق.

 

هل بالإمكان أن تتخلى إيران عن بعض حلفائها، تحديدا نظام الأسد وبعده حماس الفلسطينية؟

من خلال المفاوضات، إيران قدمت تنازلاتٍ كبيرة، لكنها بالمقابل حققت إنجازات، واحتفظت لنفسها بعدّة حقوق متعلقة بالطاقة النووية. إيران الآن لها مشروع يتعلق بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم أقل من 3 بالمائة، أعتقد أن إيران اليوم لها القوة والقدرة لتقديم كل إمكانياتها للدول العربية في هذا المجال، بالمقابل نلاحظ أن إسرائيل فشلت في استخدام أمريكا للضغط بها في بعض القضايا.

 

 الباحثة الأردنية في الشأن الإيراني فاطمة الصمادي لـالشروق“:

الاتفاق براغماتي.. وتخلي إيران عن الأسد وارد

 

تصف الباحثة الأردنية، المختصة في الشأن الإيراني فاطمة الصمادي، الاتفاق الموقع بين إيران والغرب بـأنهربحٌ لطهرانوتذكر لـالشروقأن الاتفاق تم على أسس براغماتية محضة، ولا تستبعد المعنية وجود بنود سرية في الاتفاق تجعل إيران تتخلى عن بعض قضاياها.

 

كيف تقرئين الاتفاق الموقع بين إيران والغرب؟

أعتقد أن الاتفاق يمثل ربحا استراتيجيا لإيران، على الصعيد الجيوسياسي أو الاقتصادي، وما لا شك فيه أن رفع العقوبات سيساهم في دفع الاقتصاد، حيث يشهد الاقتصاد الإيراني وضعا صعبا للغاية.

 

ما هي الأسباب التي سرّعت بتوقيع الاتفاق؟

لا أعتقد أنه كان هناك تسريع، لأن المفاوضات التي تمت بين الطرفيين ربما تكون أطول مفاوضات شهدها العالم، فجولات الحوار جرت أكثر من مرة من جنيف إلى لوزان، ثم إلى جنيف من جديد، لكن المسجل انه كانت هنالك إرادة لإنجاح الاتفاق، ولا أحد من الطرفين كانت له رغبة لإفشالها، كلا الطرفين كانا مصممين على إنجاحه.

 

هل يمكن أن يكون رضا الغرب عن إيران مقدمة لتخليها عن بعض قضاياها في المنطقة؟

بالمحصلة يمكن القول إن الأنانية والبراغماتية والمصلحة كان لها دور في إدارة التفاوض وفي إدارة الصراع، كما أنه وارد أن تتخلى إيران بشكل أو بآخر عن بعض مواقفها، في صورة التخلي عن بشار الأسد، لكن مما لا شك فيه أن مواقفها من القضية الفلسطينية قد تغيرت بشكل كبير ولم تعد لها أولوية، كما تغيّرت مواقفها منحماسومنالجهاد الإسلامي، بالمقابل عملت على إنشاء كيانات جديدة ونقصدحركة الصابرينوالتي حظرت حماس نشاطها، كما لا أستبعد وجود بنود سرية في الاتفاق بين أمريكا وإيران قد تنص على تخلي هذه الأخيرة عن بعض قضاياها كالعراق وسوريا واليمن.

 

هل يفتح الاتفاق الجديد شهية العرب لامتلاك النووي؟

القضية لا تعني السعي إلى شراء النووي، ولكن امتلاك تكنولوجيات كدولة قادرة حقا على إنتاج النووي، إيران سبقتنا إلى دخول هذا المجال، وهذا الأمر خلّف اختلالا في ميزان القوى بين إيران والعرب خاصة منذ سقوط العراق عام 2003، وعلى هذا الأساس لا يمكن إعادة الاعتبار دون معالجة قضايانا العربية، وأوّلها عودة العراق إلى الحاضنة العربية، لأن القوة الناعمة لإيران لم تتح إلا بتخلي العرب عن قضاياهم.

 

 تفاصيل الاتفاق بين إيران والقوى العظمى

أفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع القوى الست الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني يتضمن إلغاء جميع العقوبات المفروضة على إيران.

وأوضحت أن الاتفاق الذي أطلقت عليه اسم خطة العمل المشترك الشاملةيتضمن رفع جميع العقوبات، لكنه يتضمنبعض القيود المؤقتة التي سترفع بعد فترات معقولة ومحدودة“.

كما ذكرتإرناأن العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ستُرفع عندما يبدأ تطبيق الاتفاق، بينما سيتم رفع الحظر والقيود المفروضة على التعاون الاقتصادي مع إيران في جميع المجالات بما في ذلك الاستثمار في النفط والغاز.

كما لفتت إلى أنه سيجري الإفراج عن مليارات الدولارات من أرصدة إيران المجمدة، وسيتم رفع الحظر المفروض على الطيران الإيراني بعد ثلاثة عقود.

وبحسب الاتفاق أيضا، سيتم رفع الحظر المفروض على البنك المركزي الإيراني وشركة النفط الوطنية الإيرانية وخطوط الملاحة الإيرانية وإيران للطيران والكثير من المؤسسات الأخرى والأشخاص.

وسينتهي بموجب الاتفاق الحظر على شراء بعض التقنيات والآلات ذات الاستخدام المزدوج. كما ستتمكن إيران من الحصول على ما تحتاجه من خلال مفوضية مشتركة بينها وبين مجموعة “5+1”.

وسيرفع الحظر عن مبيعات الأسلحة لإيران، وسيتم إحلال بعض القيود الجديدة، وسيكون بإمكان إيران استيراد وتصدير السلاح حالة بحالة، وستكون مدة القيود الجديدة خمس سنوات فقط.

مقالات ذات صلة