رياضة

اتقوا الله في المناصر الجزائري

ياسين معلومي
  • 879
  • 4
ح.م
العنف في الملاعب.. إلى أين؟!

مازلت مندهشا من الأحداث المؤسفة والمؤلمة التي حدثت الأسبوع الماضي في قسنطينة ووهران، والتبريرات التي قدمتها الأطراف الفاعلة في الكرة الجزائرية، والقرارات التي صدرت في حق مولودية وهران، وترك ملف مباراة مولودية الجزائر أمام شبيبة القبائل مفتوحا إلى أجل غير مسمى، وتنصيب لجنة خاصة لمتابعة ما يحدث من عنف في بطولتنا المنحرفة، غير أني ومثل كل الجزائريين أضم صوتي إلى كل من يطالب بالضرب بيد من حديد، وفي مقدمة ذلك إبعاد كل المتطفلين وكم هم كثير في بطولتنا… غير أن ذلك يعتبر من سابع المستحيلات في الوقت الحالي لعدة اعتبارات، مادامت الرياضة الجزائرية عموما والكرة المستديرة على الخصوص بين أياد غير أمينة همها الوحيد المصلحة الشخصية التي تطغى على المحيط الرياضي منذ سنوات.
وبالعودة إلى ما حدث في نصف نهائي كأس الجمهورية بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر في ملعب حملاوي بقسنطينة، أجد نفسي مضطرا إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجه من سن قانون إجراء لقاءات ربع ونصف النهائي في ملاعب تفوق سعتها عشرين ألف متفرج، غير أن “العالم” والفقيه الذي أصدر هذا القانون الجائر يجهل أنه ما عدا أربعة أندية تنشط في القسم الأول المحترف تملك ملاعب بتلك السعة، فكل الأندية الأخرى لا تفوق سعتها عشرة آلاف متفرج، فلماذا إذن نتلاعب بالقوانين وبأبناء وطننا مناصري الأندية الذي يتنقلون لمناصرة أنديتهم ليجدوا الموت في انتظارهم، سواء في الطرقات أم في المدرجات؟ لماذا أيضا لا نضع الرجل المناسب في المكان المناسب ونزيح من لا يفقهون في علم الكرة، فتغيب عنهم أمور تجعلنا نقف على الأطلال بعد حدوث الكوارث.
كنت انتظر أن يطل علينا رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم ساعات بعد تلك الأحداث المؤسفة، للتنديد بما حدث في وهران وقسنطينة، غير أنه فضل الصمت أياما قبل أن يستفيق من غيبوبته ويستعيد وعيه، ويؤكد في تصريحات تلفزيونية “أنه كرئيس اتحادية ينتقد جميع أنواع العنف، والاتحاد يسعى لإيجاد الحلول لمحاربة هذه الظاهرة، التي لا تعتبر جديدة على الكرة الجزائرية”.
لست أدري إن كان رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي يعي ما يقوله حقا، أم إنه يتهرب لإيجاد الحلول اللازمة والضرورية للقضاء على العنف في الملاعب الجزائرية، باعتباره الرئيس المنتخب الذي سيقدم حصيلته الأولى أمام الجمعية العامة هذا الأسبوع، غير أني في قرارة نفسي متأكد مما أقوله من أن القضاء على العنف لن يكون أبدا في المكاتب مثلما يتخيله البعض، والنموذج الإنجليزي خير دليل على ذلك، فحينما أرادت بريطانيا القضاء على ظاهرة “الهوليغانيزم” كلّفت أحد القضاة المحنكين الذي قام بتجربته بسن قوانين أوصلت الكرة البريطانية إلى بر الأمان، فأصبح الكل يعتبر لقاء كرويا في بريطانيا يشبه حفلا غنائيا أو استعراضا مسرحيا وما شابه ذلك.
رجائي… ماذا لو تعود الكرة الجزائرية إلى عهد الستينيات والسبعينيات وحتى بداية الثمانينيات، وتصبح المدرجات الجزائرية مكانا ومجالا للمناصرة والفرجة والفرح، بعيدا عن كل أنواع العنف… لن يتحقق ذلك ما لم يُبعد أصحاب المصالح من المحيط الكروي… معادلة يصعب تحقيقها إذا لم تتدخل السلطات العليا للبلاد باعتبارها تملك مفاتيح الحل والربط.

مقالات ذات صلة