الشروق العربي
أخطاء الكنة في بيت العائلة

اتهامات بالكسل وسوء التربية وقلة الحياء

نسيبة علال
  • 4751
  • 11
بريشة: فاتح بارة

يقول المثل الصيني القديم: “تصيب المرأة في المطبخ مرة بعد أن تكون قد أخطأت سبعين مرة”، وقس على ذلك باقي مسؤولياتها.. فالمرأة، بتركيبتها واندفاعها إلى إنجاز الكثير من الأشغال، تكون معرضة للخطإ، قد تصوبه عندما تكون لوحدها، كما قد تصنف أخطاؤها في الطبخ، وتربية الأبناء والضيافة.. في خانة التربية الخاطئة والنشأة السيئة. تكبر الفتاة على نمط حياة محدد في بيت أهلها، وتتربى على عادات وسلوكيات كثيرة، تكتسبها من العائلة والمحيط، لكن القدر قد يضعها في بيئة مغايرة لبيئتها، وسط عادات لم تعتدها، وثقافة لم تألفها، فيبدو لمحيطها الجديد بعد الزواج، أن سلوكها غير قويم.

موضوع للثرثرة النسائية في التجمعات

يحدث أن نقص المواضيع الهادفة، التي تتحاور حولها السيدات في لقاءاتهن، يقودهن إلى البحث عن أي موضوع يشغل ألسنتهن بالثرثرة. وبما أن هناك صنفا من النساء همهن الوحيد اقتناص أخطاء نظيراتهن، وتحويلها إلى مسخرة، عابرة للبيوت والمناسبات، فإن أخطاء الكنة، أو بالأحرى هفواتها، وعدم تأقلمها مع حيطها الجديد بسرعة، هو المادة الدسمة التي تغذي هذه اللقاءات، وهو ما عانت أمينة كثيرا من تبعاته: “قادتني الأقدار إلى الزواج والانتقال للعيش بالعاصمة، عادات مختلفة تماما عن عاداتنا بالأغواط، تقاليد غريبة جدا عما اعتدت طوال حياتي على رؤيته والعمل به، فكان كل ما أقوم به خطأ في نظر العائلة الكبيرة..” لم يكن هذا الأمر سيئا بالنسبة إلى أمينة، بقدر ما أزعجها وأحرجها أن حماتها تنتهز كل المناسبات للتحدث عن أخطائها في إعداد طبق معين، أو ترتيب البيت، أو القيام بسلوكات قد تبدو للعاصميين غريبة.

اتهمني بالكسل واللامسؤولية

تحتفظ بعض العائلات الجزائرية بعادة أن تستيقظ النسوة في الصباح الباكر، قبل مدة من استفاقة الرجال، حتى يكون لهن متسع لإعداد الإفطار الصباحي وترتيب المنزل، وبما أن هذه العادة متجذرة لدى البعض، لا يصلح أن تخالفها الكنة، وإلا وقع عليها العتاب، وهو ما حدث مع سكينة، 26 سنة، التي تفضل الاستيقاظ براحتها في الصباح، والتمتع بفطورها بكل هدوء، بعد سهر طويل في الليلة الفارطة، تقول: “زوجي وعائلته يتهمونني بأنني كسولة، وغير منظمة، لأنني لا أتبع برنامجهم اليومي، رغم أدائي الممتاز في كل ما يخص شؤون البيت، وإعدادي لطاولة منوعة من الطعام في ظرف قياسي..”. وتعترف سكينة بأنها مثل فئة كبيرة من النساء، تعتبر التمتع بقسط وافر من النوم في الصباح من حقوقها، في حين تعتبره بعض العائلات خطأ، وضربا من اللامسؤولية، تقول: “حماتي تنعتني دائما بأنني زوجة كسولة ومهملة”.

سوء الضيافة من سوء الخلق

من الأخطاء الشائعة، التي تقع فيها حديثات الزواج، وينتقدها المجتمع الجزائري عليها بشدة، التعامل مع الضيوف، ففي كثير من الأحيان، تجد الكنة نفسها متهمة بسوء الخلق، وبقلة اللباقة، لأنها لم تتبع طقوس العائلة في استقبال ضيوفها. تقول جميلة، ممرضة بقسم الاستعجالات: “أقيم مع عائلة زوجي الكبيرة، لا يتوقف بابها عن الدق، يأتي الضيوف كل يوم، بحكم عراقة العائلة، وتفرعها في منطقة واحدة، ولكن مسؤولياتي الكثيرة، بين عملي المجهد في المشفى، وأشغال البيت، وتربية طفلين صغيرين، كل هذا يحرمني من تقاسم أوقات السمر مع الضيوف، ولا يغفر لي تقصيري في حسن ضيافتهم.. الكل ينظر إلي على أنني سيدة متكبرة، ولم أتلق تربية جيدة بهذا الخصوص”.

حسب محللين، فإن المجتمع الجزائري ورغم زخره الكبير بعادات مختلفة في نمط الحياة الروتينية، وفي الطبخ والمناسبات السعيدة أو الحزينة، ورغم الانفتاح اللامحدود على الثقافات، لايزال أفراده يجدون في الاختلاف خطأ، كثيرا ما يقود إلى مشاكل معقدة، وأحيانا إلى خراب البيوت.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!