رياضة

احتضنوا فرحات…

ياسين معلومي
  • 8442
  • 24

غضب شديد انتاب مسؤولي الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بعد خرجة الدولي الجزائري، زين الدين فرحات، وتنقله إلى فرنسا وإمضائه لعقد احترافي مع نادي لوهافر الفرنسي، مدته ثلاث سنوات دون إخطارهم.. فرحات أكد للجميع، وخاصة أعداء النجاح المحلي، أن المدرسة الجزائرية بإمكانها تصدير اللاعبين إلى الخارج، مثلما كانت عليه في بداية الثمانينات، بشرط عودة أنديتنا إلى رشدها، والاهتمام بتكوين اللاعبين، والكف عن صرف الملايير في أمور لا تخدم كرتنا، والغريب أن الجميع يبارك سياسة أنديتنا، ولا أحد من المسؤولين يتجرأ لإيقاف المهازل، التي وصل صيتها إلى شرقا وغربا، بداية من انتشار الكوكايين في بطولتنا إلى البيع والشراء أمام مرأى ومسمع الجميع، والعنف الذي انتشر في ملاعبنا، ولم تستطع كل الهيئات الرياضية أن تجد له حلا جذريا، لأن المهم والأهم في مختلف بطولاتنا منذ سنوات، هو البحث عن النتائج التقنية الفورية، بعيدا عن كرة القدم الحقيقية التي مهمتها الأولى التنافس بشرف وبروح رياضية، مثلما نشاهده هذه الأيام في كأس أوروبا للأمم وكوبا أمريكا، التي نحس من خلال متابعتها بمتعة وفرجة، يستحيل أن نشاهدها في كرتنا.

عندما اتخذ المكتب الفيدرالي منذ أيام قرارا بحرمان اللاعب فرحات من تقمص ألوان المنتخب الوطني مدى الحياة، كنت أظن أن اللاعب ارتكب خطأ جسيما لا يغتفر، غير أن الحقيقة هو أن ابن مدينة برج منايل، سرح رسميا من مدربه السويسري للتنقل إلى فرنسا، من أجل عقد احترافي قد يضيع منه ويجبره على البقاء في بطولتنا العقيمة.

المدرب السويسري المحترف بارك خطوة اللاعب وسرحه شفهيا، وهو ما لم يتقبله مسؤولونا، الذين ضغطوا على المدرب ليتراجع عن أقواله ليسهل معاقبة لاعب له إمكانات قد نستفيد منها يوما، وهو الذي اختار فريقا تخرج منه محرز، وأصبح أحسن لاعب في أحسن بطولة في العالم، كنت أتمنى لو أرسلت الفاف مبعوثها إلى فرنسا للحديث مع فرحات، مثلما فعلته مع أغلب اللاعبين الذين اختاروا الجزائر على فرنسا.. ألا يستحق هذا الشاب الجزائري أن نحتضنه ونبارك تنقله إلى فريق أوروبي، ونعيده إلى صوابه -إن أخطأ طبعا- ونستفيد منه إن كان حقا بإمكانه مساعدة الكرة الجزائرية.

أصبحنا لا نفهم ما يدور في كرتنا، ولا نجد جوابا لأسئلة عديدة تحير حتى المختصين في الميدان، فهل يعقل أن نحرم جزائريا من المنتخب الوطني، وهو الذي تحدثنا عنه مرارا أنه أمل الكرة الجزائرية ومستقبلها، وكان وراء التأهل التاريخي إلى أولمبياد البرازيل، أم إن تنقله إلى الخارج أزعج البعض، رغم أنه من الأجدر أن يباركوا له ذلك، ليكون خليفة لسوداني وسليماني اللذين حفظا ماء وجه اللاعب المحلي لسنوات، وأصبحا ماركة مسجلة، خاصة سليماني، الذي اقترن اسمه بأغلى وأحسن اللاعبين في العالم.

أعرف أن  اللاعب فرحات كان من الأجدر عليه أن يتنقل إلى فرنسا في ظروف أحسن، لكن أن يقصى مدى الحياة من المنتخب، فهذه عقوبة أراها مبالغا فيها قد تجعل اللاعب المحلي لا يفكر مستقبلا في العمل للتنقل إلى الاحتراف.. رسالتي إلى مسؤولي الكرة الجزائرية ونحن في الشهر الفضيل، أن يصفحوا عن اللاعب فرحات لأنه ابن الجزائر، وقد يكون قاطرة لاعبي بطولتنا للتنقل إلى الاحتراف، لأننا بحاجة إلى لاعبين محترفين وليس منحرفين.

مقالات ذات صلة