الجزائر
حوّلت ليل العاصمة إلى نهار على وقع الزغاريد والألعاب النارية

احتفالات “مجنونة” للمساجين المستفيدين من العفو الرئاسي

زهيرة مجراب
  • 4057
  • 16
أرشيف

شهدت العديد من الأحياء الشعبية بالعاصمة احتفالات “مجنونة” يوم الخميس المصادف لعيد الاستقلال، فعلى وقع منبهات السيارات وزغاريد النسوة والألعاب النارية، احتفلت العائلات بالعفو الرئاسي وخروج أبنائها من المؤسسات العقابية.

عاشت آلاف العائلات ساعات على الأعصاب عقب الإعلان عن العفو الرئاسي عن قرابة 5 آلاف سجين بمناسبة الذكرى 56 لعيد الاستقلال، حيث احتشدوا عند بوابات المؤسسات العقابية منذ الساعات الأولى من النهار، ليستقبل بعدها المساجين من قبل ذويهم وأصدقائهم بمواكب سيارات جابت بهم شوارع العاصمة، مطلقين العنان لأبواق مركباتهم وكأن الأمر يتعلق بحفل زفاف، فيما عبّرت النسوة عن فرحهن بالزغاريد، وتواصلت الاحتفالات طوال يوم الخميس، في الوقت الذي أضاءت فيه الألعاب النارية سماء الأحياء التي يقيم فيها المساجين وتحول ليل العديد منها إلى نهار.

ولم تقتصر الاحتفالات على الاستقبال فقط، بل أقيمت “وعدات” عشاء على شرف المساجين وتحديدا بيوت الحاصلين على شهادة التعليم الابتدائي والمتوسط وقد مسهم العفو، لتكون بذلك فرحة العائلة فرحتين، شارك فيها الأهل كل معارفهم وأقاربهم في الاحتفال بالنجاح والخروج من السجن في نفس الوقت.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” منذ الساعات الأولى من عيد الاستقلال، صورا وبثا مباشرا لأصدقاء المسجونين وهم يقفون عند أبواب المؤسسات العقابية ينتظرون خروج رفقائهم تحت أشعة الشمس، معبرين عن فرحتهم الكبيرة لتفوق حرارة اللقاء الكبيرة حرارة الجو عدة مرات.

وأضحت هذه العادة والاحتفالات جزءا من تقاليد العائلات تستعملها للتعبير عن فرحتها الشديدة بخروج أبنائها سالمين من المؤسسات العقابية، وقد كانت لسنوات خلت تعتبر الأمر عيبا وسلوكا مشينا فتتكتم عليه وتحاول تبريره بسفر ابنها إلى الخارج أو عند أحد أقاربه حتى لا ينظر للعائلة على أنّها منحرفة وذات سمعة سيئة، لكن في الوقت الراهن أصبح يجهر بالأمر ويحتفل بعودة المسجون على مرآى الجميع.

وفي الوقت الذي كانت فيه الأفراح تخترق الأجواء، استهجن العديد من المواطنين هذه التصرفات والاحتفالات المشجعة على تفشي الجريمة والسلوكيات المشينة حسبهم، خصوصا وأن قضايا المحاكم قد أثبتت أن غالبية الحاصلين على العفو الرئاسي يعودون لممارسة الجريمة وبث الرعب في الأحياء التي يقيمون بها في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز شهرا من خروجهم من السجون، وهو ما يعرف قانونيا بـ”العود”.

مقالات ذات صلة