الجزائر
أطباء.. أئمة ومختصون ينصحون المواطنين في ذكرى المولد:

احتفلوا في بيوتكم.. فـ “كورونا” لا يرحم

كريمة خلاص
  • 956
  • 8
أرشيف

تحل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام في ظروف صحية استثنائية بسبب وباء كورونا، ما يضاعف ويعقد عمل الفرق الطبية بمختلف المؤسسات الصحية عبر الوطن التي ستضطر إلى تحمل عبء إضافي ناجم عن ضحايا حروب المفرقعات الممكن تجنبها.
ودعا إلياس رحال المدير العام للمؤسسات الصحية بوزارة الصحة والسكان، في تصريح لـ”الشروق اليومي”، المواطنين الجزائريين إلى مساعدة الفرق المناوبة والتزام البقاء في البيوت وتجنب التجمعات العائلية مع الامتناع عن الألعاب النارية التي تزيد تبعاتها الكارثية من إرهاق الأطقم الصحية التي لم ترتح منذ أزيد من 10 أشهر كاملة وهي في وجه الوباء “حيث قال “ساعدونا بالبقاء في بيوتكم وجنبونا الضغط”.

وزارة الصحة: ساعدونا بالبقاء في بيوتكم

وقال رحال إن “الاحتفال بذكرى المولد لا يجب أن يكون بهذه الدرجة من الخطورة، فقد قضينا أعيادنا السابقة في أجواء استثنائية والمفرقعات ليست من عاداتنا ولا من عقيدتنا لما فيها من تخويف وترهيب”.
بدوره أفاد حاج معطي خالد المكلف ببرنامج الحوادث المنزلية، يوم أمس لدى تدخله في برنامج إذاعي بالقناة الثالثة، بأنّ مظاهر الاحتفالات تراجعت بشكل كبير وذلك بفضل حملات التوعية والتحسيس التي تحتاج إلى دفعها أكثر في هذا المنحى وانعكس ذلك على الحصيلة الإجمالية لعدد الضحايا الذين تم استقبالهم على مستوى عيادة الحروق “باستور” بالعاصمة البالغ 8 حالات فقط مقابل 67 حالة في سنوات قليلة سابقة.
وحذر المختص من بعض الأخطاء التي قد يقع فيها الأولياء في حال تسجيل حروق أو حوادث واستعمال معجون الأسنان أو القهوة على مكان الجرح، ناصحا باستعمال الماء الحنفيات لمدة 15 دقيقة.
وفسر المختص الأمر بأن الماء يحافظ على لون البشرة ولا يغيره وهو ما يمكن من تشخيص دقيق من قبل الأطباء، خاصة وأن تحديد درجة الحروق يعتمد على الرؤية بالعين المجردة.
ونهى حاج معطي الأولياء عن الانصياع لرغبات أبنائهم الذين يجهلون المخاطر الحقيقية لهذه الألعاب النارية وكذا الشموع والنوالات التي قد يعتبرها البعض بسيطة وغير خطيرة.

الحماية المدنية تتدخل وفق مخطط استراتيجي

سطّرت المديرية العامة للحماية المدنية مخطط عمل استراتيجي تزامنا وإحياء ذكرى المولد النبوي الذي يشهد بالعادة حوادث جمة تصل إلى المستشفيات.
ويتجنّد مختلف عناصر الحماية ابتداء من الساعة الثالثة بعد الظهر لاحتواء الأخطار التي قد تنجم عن الوضع مع تحديد بعض النقاط السوداء في البلديات والأحياء التي تعودت على “الاشتعال” في مثل هذه المناسبة.
ودعا الملازم الأول زهير بن أمزال على مستوى خلية الإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية إلى عدم خروج احتفالات المولد النبوي الشريف عن إطارها الديني مركزا على أهمية تجنب السلوكيات السلبية التي تؤذي المسنين والنساء والأطفال، خاصة بالقرب من محيط المؤسسات الاستشفائية التي يتواجد بها مرضى يعانون كثيرا.
وأوضح بن أمزال أن الألعاب النارية والمفرقعات تؤدي الى مآسي سنوية تدخل ضحاياها إلى المصالح الاستشفائية وهو ما تزيد خطورته هذا العام بالنظر إلى الظرف الصحي الاستثنائي جراء انتشار وباء كورونا.
وتطرق المتحدث إلى مختلف تدخلات الحماية المدنية لإجلاء أطفال ومراهقين أصيبوا على مستوى أياديهم فاضطروا إلى بتر أصابعهم كما أن منهم من فقعت أعينهم ومنهم كذلك من تعرضوا للحروق الخطيرة من الدرجة الثالثة.
وأوضح ممثل الحماية المدنية أن الاحتفالات لها ضوابطها الوقائية التي لا يجب إغفالها حتى الشموع التي قد تبدو للبعض بسيطة تسببت في وقت سابق في حرائق للمنازل امتدت إلى بيوت الجيران لسرعة التهابها مما يستلزم وضعها في دعائم ثابتة غير قابلة للاشتعال.وتسبب تأثيرات المفرقعات مشاكل في التنفس للمواطنين خاصة مرضى الربو.
وباشرت الحماية المدنية حسب محدثنا حملات توعوية وتحسيسية منذ بداية شهر أكتوبر بهدف غرس ثقافة مقاطعة المفرقعات وتجنب الحوادث، وهو الأمر الذي بدأ يعطي ثماره ميدانيا خاصة مع تكراره بقوة في السنوات الأخيرة، إضافة إلى الجانب الردعي الذي اتى اكله.
ويكشف ممثل الحماية المدنية أنّه ولأوّل مرة منذ سنوات لم نسجل أية حادثة وفاة بمناسبة المولد.
وذكر بن أمزال بحصيلة الموسم الفارط التي سجلت 3 حرائق خطيرة على مستوى الوطن وجروح خطيرة لسيّدتين.
واعتبر المتحدث أن الحصيلة العامة ايجابية كما أن الثقافة التوعوية بدأت تترسخ، خاصة وان المواطن له جانب كبير من المسؤولية في الأخطار الناجمة عن هذه الاحتفالات.

قسول: حروب المفرقعات أذيـّـة للنفس والغير

بدوره أفاد جلّول قسول إمام مسجد القدس بحيدرة، في تصريح لـ”الشروق”، أن حروب المفرقعات والألعاب النارية تراجعت بشكل كبير في الجزائر مقارنة مع السنوات الماضية حتى أنها انعدمت في بعض البيوت والأحياء.
ويرى الإمام قسول أن إحياء المولد النبوي يكون بإحياء سيرة الرسول وتذاكرها بين الأفراد والعمل بها من خلال إتباعه والاقتداء به ونشر الفضائل والتخلق بأخلاقه أما ما دون ذلك فهي كلها مظاهر دخيلة على المجتمع، خاصة في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الدين الإسلامي والإساءات المتكررة والمتواصلة التي اعتبرها فخاخا لإلهاء الأمة عن قضاياها المصيرية، مما يستوجب رد الأذى بأسلوب علمي وحضاري.
وتندرج المفرقعات في خانة الأذية لما تلحقه من أذية بالنفس وبالغير يوم المولد دوما كان يعتبر يوم استعجالات في تاريخ الجزائر.
ودعا الإمام إلى حسن التدبير في العائلات وعدم الإسراف في الإنفاق، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي نمر بها جراء الجائحة ما يتطلب تسيير الميزانية وضبطها وفق الأولويات.

مقالات ذات صلة