الجزائر
"الشروق" ترافق فرق الـ"BRI " وقمع الإجرام لأمن ولاية الجزائر:

احذروا.. “كوكو الضعيف” و”القرقوبي” يترصدان أبناءكم مقابل 800 دينار

نوارة باشوش
  • 18436
  • 7
ح.م

“بيري غابلين”.. “كوكو الضعيف”.. “القرقوبي”.. هي أخر صيحات المخدرات التي تستهدف المراهقين، الشباب والأطفال في الأحياء الشعبية، 800 دينار.. لشراء جرعة واحدة من أجل نشوة مؤقتة.. وبالمقابل مجرمون يستيقظون، عند منتصف الليل لممارسة إجرامهم إلى غاية بزوغ الفجر.. فبذاكرة تفك شفرات السيارات خاصة الآسياوية يتم سرقتها، ثم بيعها.. فالمركبة التي يتعدى سعرها 200 مليون.. لا تستغرب بأنها تباع بـ70 مليونا فقط.. لكن هيهات، فكل هذا يتم إحباطه من طرف فرق الـ”BRI ” وقمع الإجرام التي بدورها تخترق هذه الشبكات وتفشل مخططاتها.
في الوقت الذي تصفد فيه شياطين الجن في رمضان.. شياطين الإنس تضاعف حجم جرائمها وتنتهك حرمة هذا الشهر الفضيل.. وهذا بالضبط ما نقلت “الشروق” جزءا منه، في مرافقتها للفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر في مداهماتها طيلة ليلة الأحد الى الإثنين.

جنون وتهور.. والرادار يرصد 500 مخالفة في ساعة

الساعة السادسة مساء عندما وصلنا إلى أمن ولاية الجزائر، استقبلنا من طرف ملازم أول للشرطة مولود إبعذاتن رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة لأمن ولاية الجزائر وآخرين، وفي السادسة والنصف بدأت جولتنا، حيث وقفنا على التعزيزات الأمنية التي عرفتها العاصمة خلال الشهر الفضيل.
كالعادة، عشاق السرعة، دائما يصنعون الحدث، إذ ونحن متواجدين رفقة فرقة الرادار للمصلحة الولائية للأمن العمومي لأمن ولاية الجزائر، التي نصبت رادارا على الطريق في اتجاه الدار البيضاء، تم تسجيل أزيد من 500 مخالفة “السرعة المفرطة”، في ساعة واحدة، وكشف عون الشرطة عز الدين شعبان، أن مصالحهم ينصبون رادارات عبر 47 نقطة تابعة لاختصاصهم، وأن في 3 نقاط يتم رصد 1500 مخالفة في ظرف لا يتعدى 3 ساعات.
من جهته، أكد محافظ أول للشرطة عمر قصاب رئيس فرقة أمن الطرقات لأمن العاصمة، أن السيارات المموهة بدورها ترصد مخالفات بالجملة، خاصة السرعة المفرطة، المناورات والتجاوزات الخطيرة، ناهيك عن استعمال الهاتف النقال وعدم ارتداء الحزام الأمني، وكشف عن حالات محاولة الإفلات من العقوبة, وقال “هناك من يقتل والديه، وآخر يتذرع بموعد عمل أو امتحان.. أو الولادة أو دار شرع” للحفاظ على رخصة سياقته، فيما يضيف محدثنا توقيف العديد من الأشخاص وهو ينتهكون حرمة رمضان، إذ يسوقون وهم “مزطولين”، أو وكّالين لرمضان.
وبالمقابل، أوضح محافظ الشرطة يوسف عبد الكريم من مصلحة الأمن العمومي بالدار البيضاء عن طريقة عمل جهاز “PC”، الخاص برصد السيارات المسروقة، وقال أن هذا الجهاز الذي يرصد أزيد من 100 سيارة في ساعات قليلة فقط، مكن من استرجاع عدد من المركبات.

إفطار إجباري في حواجز الشرطة

شاركنا الإفطار وسر بأمان.. هو شعار أطلقه رجال الشرطة الذين خرجوا عن المألوف في تعاملهم مع السائقين من خلال إجبارهم على الإفطار في خيم أقيمت في عدد من الحواجز الأمنية، المنتشرة عبر التراب الوطني في هذا الشهر الفضيل، حيث أكد لنا ملازم أول للشرطة محمد بوعيشة رئيس خلية الإصغاء والنشاط الوقائي للمقاطعة الإدارية لأمن الحراش، أنه بدل من سحب رخص السياقة وتحرير الغرامات المالية أصبحنا ننافس مطاعم الرحمة في إفطار الصائمين المتأخرين عن الوصول إلى بيوتهم والذين غالبا ما يسيرون بسرعة جنونية مما يتسبب في مجازر رهيبة على الطرقات.

توقيف 50 مجرما يوميا.. والعصابات تتقاسم الزمن

بعد الإفطار وبعد 30 دقيقة فقط دخلنا عالم آخر.. إنه عالم الإجرام والمجرمين..، قبل أذان المغرب أي ما بين 4 مساء والسابعة قبل أذان المغرب يخرج الشباب المزطون لشراء “سلعتهم” من الكيف والمهلوسات، وبعد أذان المغرب، ينتشر تجار المخدرات لبيع سمومهم باستعمال الهواتف النقالة، وبعد الساعة الصفر يخرج المجرمون المختصون في سرقة المركبات، وهو ما كشف عنه محافظ الشرطة مراد أوأو، رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، الذي رافقنا بعد الإفطار إلى الأحياء الشعبية المعروفة بالتوافد الكبير للمواطنين.
فمن منطقة الكتاني بباب الوادي، إلى أحياء باش جراح مرورا بـ”الصابلات” و”ارديس” وصولا إلى الخروبة، رافقنا فرقه البحث والتدخل “BRI”، مع فرقة قمع الإجرام عبر السيارات الخاصة أو الدرجات التي أدخلت الخدمة، في مداهمات ساخنة، أين تمكنت من حجز عدد كبير جدا من الأسلحة البيضاء مما قلص نسبة المشاجرات والسرقات، إلا أن محافظ الشرطة مراد أكد لنا أنه منذ بداية رمضان يتم توقيف 50 شخصا أو أكثر يوميا، وأبرز أن عناصره تعمل سواء بالزي الرسمي أو المدني أو المتنقلة، لا تتوقف عن العمل في جميع الفترات الصباحية والمسائية والليلية.

الصاروخ والقرقوبي.. يذهب عقول الشباب و800 دينار للحبة الواحدة

الصاروخ.. “مصورخ”.. “كوكو الضعيف”.. “بورقيبة”.. “القرقوبي” كلها مخدرات دخلت عالم السوق الجزائرية، حيث تباع الحبة الواحدة من هذه المهلوسات بـ800 دينار، وحبة واحدة منها تجعلك في عالم آخر، فبعد أن شددت المصالح الأمنية الخناق على “الحشيش المغربي”، أصبحت مثل هذه المهلوسات التي يتم اقتناءها في بعض الأحيان من الصيادلة ومعظم الأحيان عن طريق تهريبها من المغرب أو تونس، حيث أكد لنا محافظ الشرطة مراد رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية، أن مصالحه بالمرصاد، حيث تحوز على خريطة شاملة والبطاقية الوطنية لهؤلاء المجرمين.

ساعة الصفر.. “أكسنت” والسيارات الآسيوية تحت قبضة المافيا

عند منتصف الليل.. هنا يبدأ عمل العصابات المختصة في سرقات المركبات حسب ما كشف عنه محافظ الشرطة مراد أوأو، حينما قال أن هذه العصابات تقوم باقتناء “بطاقة ذاكرة السيارات متعددة المقاسات ذات نموذج موحد” بمبلغ لا يتعدى 30 مليون سنتيم، وبهذا الجهاز يترصد أفراد هذه الشبكات السيارات الآسيوية وسيارات “أكسنت”، حيث يقومون بتنحية بطاقة ذاكرة السيارة المستهدفة وتعويضها ببطاقة ذاكرة ذات نموذج موحد وبهذا ينجحون في سرقتها وإعادة بيعها دون وثائق بمبالغ مالية تصل إلى 70 مليونا، وبالمقابل تحصي المصالح الأمنية سرقة 12 سيارة كل 24 ساعة وطنيا.

مقالات ذات صلة