اقتصاد
شاربات وأجبان مجهولة المصدر في المحلات دون رقابة

احذروا… 5 آلاف طن أغذية مغشوشة في الأسواق

الشروق أونلاين
  • 6740
  • 25
ح.م

يعرض بعض التجار في شهر رمضان مختلف السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية التي لم يبق على تاريخ صلاحيتها سوى أيام قليلة، وجد فيها ذوو الدخل المحدود ضالتهم في ظل تسجيل عجزهم عن اقتناء مواد غذائية ذات جودة عالية نتيجة ارتفاع القدرة المعيشية والتهاب الأسعار.

قادتنا جولتنا إلى الأسواق الشعبية بالعاصمة، أين يتم طرح مختلف المواد الاستهلاكية من أجبان وألبان ومشروبات منها “الشاربات” والمعروضة على قارعة الطريق وفوق الأرصفة بعيدا عن أعين الرقابة، لتكون السبب المباشر وراء حالات التسمم خاصة في فصل الصيف، حين يعتمد التجار ليس فقط على مخالفة شروط الحفظ والتبريد وطريقة عرض المنتوج بل حتى في عدم استجابة المواد إلى المقاييس المعتمدة في مجال التعليب والوسم وتركيبة المادة وتاريخ الصلاحية والصنع ونهاية الصلاحية، لذا ارتأت “الشروق” النزول إلى الشارع لاستطلاع آراء المواطنين حول خطورة الوضع فكانت الآراء متباينة.

عقارب الساعة كانت تشير إلى الرابعة زوالا، حين لمحنا طوابير لا منتهية على طاولة “الشاربات” التي تعرف رواجا كبيرا في الشهر الفضيل، بعد أن صار الكل يستثمر فيها، اقتربنا من السيد”م ياسين” الذي كان بصدد انتظار دوره للحصول على لتر من شاربات لمعرفة رأيه حول عدم استفاء المشروب للشروط القانونية الخاصة بحماية المستهلك كون كيس الشاربات لا يحتوي على الوسم من تاريخ الصلاحية والتركيبة ومصدر الصنع، فأكد لنا بثقة بعبارة “شوية قارص والماء والسكر، مشي لازم نديرولهم تيكي كامل نعرفوا كيفاش يتخدموا، أنا الشاربات في رمضان لازم تكون فوق الطاولة مهما كان مصدرها فهي لا تضرني” أما “سمير. ك” فأكد انه لا يضع الثقة في طريقة تحضير “الشاربات” المعروضة على الأرصفة والطاولات كونها مجهولة المصدر ومتواجدة على شكل أكياس بلاستيكية شفافة لا تحمل أي اسم أو طابع أو عنوان، بل يفضل شراء تلك المعروفة المصدر والتي تنتجها مصانع خاصة على شكل قارورة، دلو وحتى أكياس.

واصلنا جولتنا إلى احد الأسواق الشعبية بالعاصمة، أين كانت النسوة تلتف حول طاولة لبيع البيض والاجبان الذائبة جزئيا الموضوعة في علب تحت أشعة الشمس الحارقة، إلا أن الطلب كان متزايدا، فالحاجة “نورية” اقتنت 3 علب من الجبن الذي يباع بالميزان، في حين طلبت أخرى علبتين وحين استفسرنا عن مدة انتهاء صلاحيته والبلد المنتج كونه غير ظاهر على العلبة، أكد التاجر بعبارة “طازج هذا وين جبناه” لترد الحاجة “غير اشري يجي هايل في البوراك وزيد رخيس على المعروض في المحالات“.

الطاهر بولنوار: 5 آلاف طن من الأغذية الفاسدة تروج خلال شهر رمضان

شدد الحاج الطاهر بولنوار الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين، على ضرورة مراقبة السلع الاستهلاكية المجهولة المصدر، باعتبار أن نسبة 80 بالمائة من المنتوجات التي لا تحمل الوسم من حيث التعليب وتركيبة المادة وتاريخ الصلاحية والصنع ونهاية الصلاحية، السبب وراء حدوث تسممات في ظل غياب ثقافة الاستهلاك وعدم خضوعها للمراقبة، خاصة أن ثلثي الجزائريين يقتنون المواد الغذائية دون الاطلاع على مدة صلاحية المنتوج حتى، وإن وجد الوسم على العلب..

وأكد بولنوار في اتصال هاتفي بـ”الشروق” أن كثرة الأسواق الفوضوية والموازية تكون السبب الرئيس وراء تفشي ظاهرة عرض مواد غذائية لا تخضع للمراقبة، وتسوّيقها دون المقاييس المعتمدة، متخوفا في السياق ذاته من وصول معدل بيع الأغذية الفاسدة إلى 5 آلاف طن يتم تسجيلها خلال شهر رمضان ـ حسب ـ تقديرات ذات المتحدث.

مستشار وزير التجارة يصرح:

“سجلنا 10487 مخالفة على المنتوجات المستهلكة خلال الأسابيع الأولى”

كشف مستشار وزير التجارة والمكلف بالاتصال “تيفور فاروقأن مصالحه سجلت خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان 253 مخالفة خاصة بانعدام الوشم على مختلف المنتوجات الغذائية، وهذا من مجمل 10487 مخالفة عبر التراب الوطني منها 5771 مراقبة الممارسة التجارية و4416 متعلقة بالنوعية وقمع الغش، ليتم اتخاذ إجراءات تحفظية بسحب المنتوج واقتراح الغلق على الوالي أو تحرير محضر رسمي قضائي، وأكد ذات المتحدث أنه تم غلق 715 محل خلال الأسبوع الأول والثاني من شهر رمضان بعد تدخل 99 فرقة للوحدات الإنتاجية، خصصت من 14 فرقة تدخل للتوزيع بالجملة و554 فرقة تدخل بالتجزئة.

مقالات ذات صلة