ارحل... ارحل
ارحل من هوائنا ومن مائنا ومن جراحنا.. ارحل ايها المستبد.. ارحل، لا أحد يريدك حتى من وظفوك لتقتلنا وتغتال أحلامنا.. هذا هو لسان حال الشعب المصري.. ليس هنالك كلمة في مواجهة الطاغوت أبلغ من ارحل.. فهي كلمة السر التي التقى عليها الشعب في مواجهة الطاغوت الذي قتل الشباب وأذل الشيوخ وهتك الحرمات وباع شرف البلاد وتآمر على الأمة في العراق وفلسطين.. ارحل.. هي الإجماع المصري في كل مكان، وهي تعني ان الطاغوت ليس من الشعب وليس له مكان في الشعب.. ارحل يعني بوضوح أن الشعب لم يعد يحتمل بقاء الطاغوت، ومتى قبل الأحرار ببقاء الطاغوت.. ما أروع هذه الساعات وهي تسجل إرادة الله العزيز الجبار في قصم ظهر الجبارين المتكبرين.
- لقد صعدت الثورة من سقف مطالبها ووسعت دائرة فعالياتها لتتكشف طبيعتها أنها ثورة كاملة حقيقية تسير على صراط واضحة معالمه وبهدي رباني نحو تحقيق الغايات.. لقد كان تخويف الناس وقمعهم هو السلاح الأمثل بيد الطاغوت، ولهذا كان على الثورة أن تكسر حاجز الخوف وهو ما فعلته طيلة أسبوعين كاملين، إنها أخرجت الناس إلى الميادين ليصرخوا بما في قلوبهم ولتتحرر أرواحهم وليكتشف المصريون أنهم بشر كما هم كل البشر، لهم الحق أن يرفضوا حاكما يظلمهم ويذلهم.. يكتشف المصريون أن بأيديهم القيام بثورة من أعظم الثورات في التاريخ وأن مصر الكبيرة التي صغروها لها مكانة عظيمة في أمتها العربية والمنطقة والعالم وهم يكتشفون كم هي جريمة الجاني وما اقترفت يداه؟
- ارحل.. ارحل.. هي الكلمة الأكثر دويا في سماء مصر لتنظف هواء الوطن من الزيف والنفاق ولتحرر وتبلغ للعالم رسالة أن مصر تلفظ الطاغوت.. واليوم تتحول الى خطوات عملية بالتوجه الى محاصرة البرلمان ومجلس الوزراء ومنع أحمد شفيق من الوصول الى مقر رئاسة الوزراء..
- ارحل.. ارحل .. ليس فقط لحسني مبارك، بل لكل المنظومة السياسية والقيم السائدة.. ارحل للشرعية الدستورية، لأن لا شرعية إلا شرعية الشعب.. وكما أحب قادة ميدان التحرير أن يقولوا لا شرعية إلا الشرعية الثورية.
- في مصر كل شيء يصاغ من جديد، المشاعر والقيم والمفاهيم السياسية، ولم تفقد الثورة أعصابها أمام بلادة النظام ودناءته، واستمرت رابطة الجأش ومتحلية بالصبر الجميل والثبات على الأهداف.. وكل يوم جديد تظهر قوة الثورة في الأداء والقدرة والنجاعة،كما انه يبدو مع كل صبح أن هناك زحوفا جديدة تأتي من المترددين من قطاعات الشعب في أكثر من مجال وأكثر من شريحة لتصبح الثورة ثورة كل المصريين، مجمعة على هدف واضح واحد رحيل النظام.. من هنا وبدون تعقيدات وتعدد شعارات ليس في الميدان من موقف، إلا أن ارحل.. فلترحل أيها الذي سام شعبه سوء العذاب وتآمر على أمته مع الأعداء المجرمين، فليس لك إلا الرحيل، أما الشعب فله الأرض وسماؤها.