الجزائر
على خلفية التطورات الأخيرة لموقفها من النزاع الصحراوي

استدعاء سفير الجزائر بمدريد.. وانقسام الحكومة الإسبانية

عبد السلام سكية
  • 38722
  • 9
أرشيف

أعلنت وزارة الخارجية، استدعاء سفير الجزائر في مدريد فورا للتشاور. وقالت مصالح الخارجية، في بيان لها، السبت، إن السلطات الجزائرية “تفاجأت بشدة من التصريحات الأخيرة للسلطات العليا الإسبانية بشأن ملف الصحراء الغربية”.

وأضاف نفس البيان أن الجزائر تستغرب “الانقلاب” المفاجئ وتحول موقف إسبانيا تجاه القضية الصحراوية.

وتأتي الخطوة الجزائرية ضد مدريد ساعات فقط بعد إعلان الحكومة الإسبانية، الجمعة، “مرحلة جديدة” في “العلاقة مع المغرب” بعد نحو عام من نشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين مرتبطة بقضية الصحراء الغربية.

وصدر هذا الموقف الإسباني، بعد صدور بيان عن الديوان الملكي المغربي أشار فيه إلى رسالة وصلت من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز زعم فيها الأخير أن مبادرة “الحكم الذاتي” المغربية المقترحة للإقليم المتنازع عليه “بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”، ما يعني انقلابا على الشرعية الدولية التي لا تقر سيادة المغرب على الأراضي الصحراوية، والتأكيد أن الصحراء الغربية إقليم منفصل تماما عن التراب المغربي، كما أن خطوة مدريد تعني إسقاط حق الصحراويين في تقرير مصيرهم، وهو الخيار الذي تدعمه الأمم المتحدة، وعدد كبير من دول العالم.

وطيلة سنة كان هنالك خلاف دبلوماسي كبير بين مدريد والرباط، بسبب استقبال إسبانيا الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي للعلاج بعد إصابته بفيروس كوفيد-19، وتلا ذلك في ماي الماضي تسهيل الرباط وصول المئات من المهاجرين المغاربة إلى سبتة، وقد استدعى المغرب سفيرته في إسبانيا للتشاور، ولم تعد إلى مدريد حتى الآن.

وأدانت جبهة البوليساريو الانقلاب الإسباني في مواقف مدريد، فيما هونت مستشارة الرئيس الصحراوي نانا لبات الرشيد، من الموقف الإسباني الجديد، وقالت في تعليق نشرته على صفحتها في فايس بوك “لا جديد في رسالة رئيس الحكومة الإسبانية لملك المغرب، فقد عبثت إسبانيا بالصحراء الغربية حين دست اتفاقية مدريد، وأتاحت للاحتلال المغربي اجتياح الصحراء الغربية مقابل سكوته عن سبتة ومليلة واستمرار حصتها من نهب ثروات الشعب الصحراوي”.

وربطت المسؤولة الصحراوية ما قامت به إسبانيا كحل تتخلص به من معضلة المهاجرين الذين تلقي بهم الرباط في سبتة ومليلة، وذكرت “إسبانيا ضاقت ذرعا بآلاف الأفارقة المحتجزين بالمغرب، في انتظار إشارة إطلاقهم نحوها، فالمغرب يفتح في كل مرة السياج الفاصل بين مدنه ومدينتي سبتة ومليلة ليتدفق الأفارقة السمر ومن معهم من أطفال المغرب إلى المدينتين الإسبانيتين، نكاية بالمملكة التي لم تتبع تغريدة ترامب بأخرى مثلها، فاختارت إشهار دعمها مقترح الحكم الذاتي لعل صنبور الهجرة يغلق ولو إلى حين”.

وتوقعت لبات الرشيد، فشل الموقف الإسباني الجديد، وأن يحدث له ما حدث مع ترامب الذي اعترف “بمغربية الصحراء” لكن إدارة بايدن جمدت ما قام به سلفه، وأن رئيس الحكومة الإسبانية ستتم الإطاحة به، وأوردت في هذا الخصوص “على غرار تغريدة ترامب البائدة التي اشترى بها التطبيع المغربي مع إسرائيل، ورأينا كيف جمدت فحواها الإدارة الأمريكية الجديدة، ولم يعد من حديث أمريكي عن الصحراء الغربية إلا ما انسجم مع قرارات الأمم المتحدة، سيكون مصير رسالة سانشيز نفسه، فقد دخلت السياسة الإسبانية حالة الانقسام حول موقف سانشيز الأحادي، وغدا يقف أمام البرلمان للمحاسبة، وقد يطيح به تزلفه للمغرب”.

مقالات ذات صلة