جواهر
عجزن عن التوفيق بين العمل ورعاية الأطفال

استمرار غلق دور الحضانة يربك النساء العاملات

سمير مخربش
  • 2490
  • 11
ح.م

تعيش العديد من الأستاذات اللائي استأنفن عملهن هذه الأيام ظرفا صعبا للغاية، لعدم تمكنهن من إيجاد مكان لترك أبنائهن لأن رياض الأطفال كلها مغلقة ومازالت لم تخرج من دائرة الحظر الذي فرضه عليها وباء كوفيد 19. الأستاذات اللائي وقعن في ورطة بعد استئناف العمل في المتوسطات والثانويات للإشراف على عمليات المراجعة لامتحانات شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، وهي الفئة التي استأنفت العمل بالكمامات بعد عطلة دامت نحو 6 أشهر، فكانت عودة ثقيلة على العموم بعدما ألفوا وضعا معينا غلبت عليه الراحة والفزع من فيروس كورونا.

ورغم طول مدة العطلة إلا أن الأساتذة لم يظهر عليهم حماس العودة خاصة في فئة النساء اللواتي فزعن لهذا الرجوع الذي لم يكن في وقته حسب أغلبية الأستاذات اللواتي لهن أطفال صغار لا يمكن تركهم لوحدهم في المنزل، والعملية تعقدت لأن كل رياض الأطفال مغلقة. وحسب السيدة نادية وهي أستاذة في الطور المتوسط بسطيف فالعودة إلى المؤسسة كانت صعبة للغاية لأن لها طفلة لم تتجاوز عامها الثالث ولم تجد أين تتركها فاضطرت إلى الاستنجاد بوالدتها للاهتمام بها في فترة غيابها، وهي مضطرة كل يوم إلى الاستيقاظ باكرا لنقلها إلى بيت عائلتها الكبيرة قبل التحول إلى المتوسطة في عملية شاقة وغير مريحة لأن جدة الطفلة كبيرة في السن ومريضة ولا يمكنها التكفل بالبنت في أحسن الظروف.

وأما زميلتها في العمل فقد أرغمت زوجها على الدخول في عطلة للتكفل بابنهما البالغ من العمر 4 سنوات حيث تحول الوالد إلى متكفل بالأطفال داخل البيت ولا حق له في التمتع بالعطلة. وهي الوضعية التي تكاد تعمم على أغلبية الأستاذات الأمهات اللواتي وجدن صعوبة كبيرة في التأقلم مع الوضع. وحسب محدثينا من الأولياء، فإن الأمر جدير بالدراسة من طرف الجهات المعنية لأن الروضة لم تعد من الكماليات، بل فضاء ضروري للأطفال وأغلبية العائلات الجزائرية وجدت نفسها مضطرة إلى المرور عبر هذه المرحلة التي تعني بالدرجة الأولى إيجاد مكان آمن لترك الأطفال الصغار بحكم أن الأم تعمل وليس لها بديل واضح لحل هذا الإشكال، وكل المحاولات المتعلقة بالاستنجاد بأفراد العائلة والأقارب والجيران تبقى إجراءات غير مضمونة ومجهولة العواقب. ولذلك أضحت الروضة الفضاء المناسب للخروج من هذه الأزمة التي تلاحق الأولياء. ومثل هذه الدور وجدت أصلا من أجل هذا الغرض بغض النظر عن تعليم الأطفال بعض الأمور العلمية والتربوية.

من جهتهم، أبدى بعض أصحاب الرياض استعدادهم للتكفل بأبناء هذه الفئة ولو كظرف خاص يتم فيه احترام إجراءات الوقاية مع تقليص العدد إلى أقصى حد تقول صاحبة روضة بسطيف، وتضيف يمكن تقديم خدمة للأولياء وفق ما تقتضيه المرحلة وعلى السلطات المعنية أن تدرس هذه الحالات التي ستتعقد مع الدخول المدرسي القادم، لأنه من المفروض رياض الأطفال تعود إلى النشاط مع المؤسسات التربوية لأن هناك فئة عريضة من الأستاذات الأمهات الملزمات بإيجاد حل لأبنائهن وكل ما له علاقة بالوقاية يطبق على الجميع سواء في المدارس أو المتوسطات أو الثانويات وكذلك رياض الأطفال المطالبة هي الأخرى بالتأقلم مع الوضع.

مقالات ذات صلة