-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خبراء ينصحون بتوسيع الاستشارة ودراسة السوق

استيراد المشاريع الرقمية يهدد المؤسسات الناشئة

بلقاسم حوام
  • 840
  • 0
استيراد المشاريع الرقمية يهدد المؤسسات الناشئة
أرشيف

حذر خبراء في التكنولوجيا من ظاهرة استيراد المشاريع الرقمية وإسقاطها على الواقع الجزائري، ما تسبب حسبهم في تعثر الكثير من المؤسسات الناشئة، والتي تعول عليها الحكومة لتطوير الاستثمارات الرقمية، وتشجيع الشباب على خوض المشاريع المبتكرة التي خصصت لها أزيد من 100 مليار سنتيم، لتمويل 390 حامل مشروع رقمي.

مختصون: جزأرة المشاريع المستوردة لا ينجح دائما

وبعد عامين من استحداث أول وزارة منتدبة للحاضنات، وانتشار تجارب تجسيد المؤسسات الناشئة في مختلف الولايات، أين باتت كلمة “ستار توب” متداولة بكثرة في الأوساط الشبانية، يطالب خبراء بضرورة ترشيد ومرافقة العديد من المؤسسات الناشئة، التي وجدت صعوبات في تجسيد مشاريعها الرقمية على الواقع، والتي بقيت مجرد أفكار حبيسة الهواتف الذكية والعالم الافتراضي.

وفي هذا الإطار، قال الخبير في المعلوماتية، علي كحلان، إن جزأرة الأفكار الرقمية المستوردة لا ينجح دائما، وتسبب في صدمة وسط العديد من المؤسسات الناشئة التي تم المصادقة على مشاريعها الرقمية من طرف اللجان المنصبة من طرف وزارة الحاضنات، والتي خصصت فرق خبراء لمرافقة المؤسسات الناشئة التي تعرف حسبه انتشارا كبيرا في مختلف الولايات لسهولة تجسيدها، وعدم تطلبها وسائل مادية كبيرة، “فيكفي أن يتزود الشاب بفكرة جيدة وكمبيوتر وهاتف ذكي لينطلق في مشروعه”.

وقال كحلان إنه رغم فشل الكثير من الأفكار المستوردة، غير أن أصحاب المؤسسات الناشئة سرعان ما غيروا مشاريعهم وانطلقوا من جديد، لأن الفشل في هذه المؤسسات لا يتسبب في خسائر مادية كبيرة على غرار المؤسسات التجارية الأخرى.

وكشف محدثنا أنه كان حاضرا في الطبعة الثانية للمؤتمر الوطني للمؤسسات الناشئة “ألجيريا ديسروبت 2022″، حيث وقف على العديد من المشاريع الرقمية الناجحة التي تعثر أصحابها في البداية بسبب صعوبة في تجسيد الأفكار الرقمية على أرض الواقع، “خاصة أن أغلب المشاريع هي عبارة عن تطبيقات على الهواتف الذكية تتعلق بالتجارة الإلكترونية وتوصيل المواد الاستهلاكية إلى المنازل، وأخرى تتعلق باستشارات طبية وقانونية على النت، كما شهدت تطبيقات النقل رواجا كبيرا بسبب أزمة المواصلات في الجزائر..”.

ومن جهته، أكد الخبير في التكنولوجيا الرقمية والمستشار في المؤسسات الناشئة، يزيد أقدال، أن 80 بالمائة من المؤسسات الناشئة في العالم مصيرها الفشل، بسبب اعتمادها على أفكار جديدة ومبتكرة قلما تنجح في الأسواق، موضحا أن هذه التجربة في الجزائر لا تزال فتية وجديدة ويصعب الحكم عليها.

غير أن الواقع، حسبه، أكد تعثر الكثير من المؤسسات جراء سوء دراسة السوق واستيراد أفكار رقمية من الخارج لا تتناسب والواقع الجزائري، قائلا: “العديد من الشباب أصحاب الشركات الناشئة في الجزائر يطلق مشاريع مبنية على أفكار موجودة في بلدان أخرى، أو مبنية على ملاحظات في السوق المحلية، خلاصتها أن الفكرة مبتكرة أو أن هذا المشروع هو الأول من نوعه في الجزائر وأنه سينجح حتما، رأيت مشروعا لمجموعة من الشباب وصفوه بأنه أول منصة تقوم بكذا وكذا، وكنت شخصيا شاهدا على نفس الفكرة منذ ثلاث سنوات في مسابقة للشركات الناشئة، وكانت الخلاصة أن السوق الجزائرية وثقافة المواطن الجزائري لا تتوافق مع طبيعة الفكرة، ليأتي بعد ثلاث سنوات من يعتقد أنه أول من فكر بالأمر، ويستهلك وقتا ومالا لاعتقاده أنه في الطريق الصحيح، ثم يكون مصير هذه المشاريع التعثر والفشل”، على حد تعبيره.

وأضاف مصدرنا أن أغلب الشركات الناشئة في الجزائر اختارت الجانب الرقمي الخاص بتطوير التطبيقات والمنصات الإلكترونية، غير أن العديد من التخصصات على غرار الفلاحة والطاقات المتجددة والصناعة والنقل وغيرها يمكن توظيفها في المشاريع الرقيمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!