“اسرائيل” في حملة مضادة لعرقلة مسعى الجزائر
كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن جهود حثيثة تقوم بها دولة الكيان الصهيوني، من أجل الوقوف في وجه المسعى الذي باشرته الجزائر بمعية دولة جنوب إفريقيا، والهادف إلى طرد الدولة العبرية من مؤسسات الاتحاد الإفريقي، بصفتها عضو مراقب.
وقالت الصحيفة إن تل أبيب ضاعفت خلال الأسابيع الماضية من سرعتها لضمان بقائها داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، ولذلك الغرض، وفق “جيروزاليم بوست”، تحدث رئيس وزرائها، نفتالي بينيت، مع الرئيس السينغالي ماكي سال، في حين تحدث وزير خارجيتها، يائير لابيد، مع نظرائه في كل من جمهوريتي الطوغو وبوروندي.
وكانت الجزائر قد نجحت في مسعاها المتمثل في إدراج ملف طرد إسرائيل من عضوية الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب، على رأس لائحة الملفات التي ستناقش في قمة الرؤساء الأفارقة، المقرّرة في الخامس من شهر فيفري المقبل، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وذلك بدعم من عدد من الدول الأفريقية كجنوب أفريقيا، ودول عربية كمصر وتونس، باستثناء نظام المخزن المغربي الذي قرر الاصطفاف إلى جانب الدولة العبرية.
وذكرت الصحيفة العبرية أن الجزائر وجنوب إفريقيا تقودان حملة ضغط في إطار مسعى إبعاد إسرائيل عن الاتحاد الإفريقي، وإلى جانبهما توجد كل من زيمبابوي وناميبيا وبوتسوانا، وهو المسعى الذي يجد أيضا دعما من قبل جميع الدول العربية وذات الأغلبية المسلمة التي اعترضت على انضمام دولة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي خارج الأطر القانونية التي يقرها ميثاق الاتحاد الإفريقي.
وأكدت “جيروزاليم بوست” أن مصر التي تعتبر أول بلد عربي تربطه علاقات دبلوماسية مباشرة مع إسرائيل، وقعت رسالة احتجاج واحدة على الأقل ضد عودة تل أبيب إلى الاتحاد الإفريقي، وكان ذلك كرد فعل على عدم طرح الأمر على طاولة النقاش لاتخاذ القرار بالإجماع، وهو موقف له وزنه في مؤسسات الاتحاد الإفريقي بالنظر لثقل القاهرة على المسرح الإفريقي إلى جانب كل من الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا.
أما بخصوص الدول الإفريقية الداعمة لمحافظة تل أبيب على عضويتها في الاتحاد، فحددتها الصحيفة في كل من المغرب وتشاد اللتان تربطهما علاقات دبلوماسية علنية مع دولة الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى السودان، وهو أمر مشكوك فيه، لأن الخرطوم لم تبد أي موقف يؤشر على ذلك.
واعترفت الصحيفة العبرية بوجود رفض كبير لدى دول القارة السمراء لعضوية إسرائيل في الاتحاد الإفريقي، وقالت إنه منذ إعلان رئيس المفوضية الإفريقية، موسى فقي، عن منح صفة عضو مراقب لإسرائيل في شهر جويلية من العام الماضي، بدعم من رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والرئيس الحالي للمنظمة، فيليكس تشيكيدي، احتجت 21 دولة على هذه الخطوة، فيما أشارت إلى أن بعض هذه الدول احتجت لأن موسى فقي اتخذ القرار دون عرض الأمر على المناقشة، وفق ما ينص عليه ميثاق الاتحاد.
ويتطلب إلغاء قرار عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي تصويت ثلثي الأعضاء البالغ عددهم 54 دولة خلال عملية التصويت، وهو تحد بات ممكن إنجازه بالنظر لحالة الرفض التي رافقت قرار موسى فقي، المطعون فيه إجرائيا وقانونا، والمرفوض من قبل الكثير من الدول الإفريقية بسبب ممارسات الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطينيي.