الجزائر
زوجة البلتاجي‮ ‬وأم الشهيدة أسماء في‮ ‬حوار لـ"الشروق‮"‬:

اعتدوا عليّ‮ ‬في السجن وخلعوا حجابي‮ ‬ثم أصبحت متّهمة !

جواهر الشروق
  • 25611
  • 61
ح.م
عائلة البلتاجي قبل الإبتلاء والعذاب !

على عتبات بوابة القرن الواحد والعشرين،‮ ‬من كان‮ ‬يتصور أن البشرية ستنجب من رحمها نسخة أخرى طبق الأصل عن الخنساء التي‮ ‬تذكرها كتب التاريخ بأحرف من ذهب،‮ ‬هذا ما تجسد في‮ ‬السيدة سناء عبد الجواد،‮ ‬حرم الدكتور محمد البلتاجي،‮ ‬القيادي‮ ‬في‮ ‬جماعة‮ “‬الإخوان المسلمين‮”.‬

ومع أن السيدة سناء فقدت وحيدتها أسماء شهيدة خلال فض اعتصام‮ “‬رابعة‮” ‬في‮ ‬أوت‮ ‬2013،‮ ‬ومنذ ذلك التاريخ‮ ‬يقبع زوجها وابنها في‮ ‬زنازين الانقلابيين،‮ ‬إلاّ‮ ‬أنها تقف شامخة كالطود،‮ ‬عصيّة على الانكسار،‮ ‬بل أكثر من ذلك فهي‮ ‬تحمل لكل أولئك المؤمنين بثورة المصريين على الظلم والظالمين بشائر نصر قريب‮ ‬يكسّر شوكة الانقلابيين الذين سفكوا دماء الأبرياء ليحكموا بالرصاص والنار شعبا حرا خرج ليقول لا للاستعباد‮.‬

في‮ ‬هذا الحوار الذي‮ ‬خصت به السيدة سناء عبد الجواد‮ “‬الشروق اليومي‮” ‬تروي‮ ‬بألم تلك اللحظات الأخيرة في‮ ‬حياة ابنتها الشهيدة أسماء،‮ ‬والمعاناة والحيف الذي‮ ‬يتعرض له زوجُها المعتقَل في‮ ‬ظروف‮ ‬غير إنسانية‮.‬

‭‬ما الذي‮ ‬جعل الدكتور محمد البلتاجي‮ ‬يعتقد أن الانقلاب لن‮ ‬ينجح،‮ ‬وإن نجح لن‮ ‬يصمد؟

‭‬لأنه‮ ‬يرى أنه طالما هناك شعب حرّ‮ ‬أبيّ‮ ‬فلن‮ ‬يرضى بحكم العسكر وسيثور حتى إسقاط الانقلاب،‮ ‬وهذا ما‮ ‬يحدث الآن بالفعل،‮ ‬ولأن الانقلابات عمرها قصير مادام هناك شعوبٌ‮ ‬حرة‮.‬

‭‬ما حقيقة الضابطين اللذين اتُهم الدكتور البلتاجي‮ ‬بتعذيبهما؟

‭‬الضابطان دخلا الاعتصام فتعرّف المعتصمون على هويتهما وأرادوا الفتك بهما فأخذهما الدكتور البلتاجي‮ ‬ومنع المعتصمين من النيل منهما،‮ ‬واتصل بوزير الداخلية‮ ‬يخبره بوجودهما،‮ ‬وطلب منه أن‮ ‬يحضروا لأخذهما،‮ ‬وهذه المكالمة مسجّلة لو أرادوا تحري‮ ‬الحقائق،‮ ‬ولكنهم للأسف لفقوا للدكتور قضية تعذيبهما،‮ ‬وتمت إدانته بـ20‮ ‬سنة سجناً‮ ‬على هذه التهمة الملفقة‮.‬

‭‬لماذا كان زوجك‮ ‬يتصل بوزير الداخلية محمد إبراهيم أثناء الاعتصام؟

‭‬كانت هناك اتصالاتٌ‮ ‬أيضا بوزير الداخلية بعد مجزرة الحرس الجمهوري‮ ‬والمنصة‮ ‬يحمّله فيها المسؤولية الكاملة عن هذه الدماء التي‮ ‬أريقت،‮ ‬ويؤكد له أن الاعتصام سلمي‮ ‬ويرفع مطالب مشروعة،‮ ‬وكان الدكتور‮ ‬يقول لنا‮: ‬إن وزير الداخلية أداة منفذة فقط،‮ ‬وإن هناك من‮ ‬يدير هذه المجازر والمشهد كله‮.‬

‭‬تم تلفيق‮ ‬23‮ ‬قضية لزوجك،‮ ‬منها”الإرهاب‮” ‬و”القتل‮”‬،‮ ‬كيف تتوقعين أن‮ ‬يكون الحكم في‮ ‬ظل هذه التهم الثقيلة؟

‭‬بالفعل تم تلفيق أكثر من‮ ‬23‮ ‬قضية إلى الآن لزوجي،‮ ‬منها القتل وقطع الطريق والعنف وحرق منشآت وغيرها من القضايا الملفقة من أمن الدولة انتقاما من الدكتور،‮ ‬وكما قال لهم‮ “‬هل تحولتُ‮ ‬في‮ ‬بضعة أيام من أستاذ جامعي‮ ‬وطبيب‮ ‬يحرص مرضاه على الحجز عنده،‮ ‬ومن برلماني‮ ‬وحقوقي‮ ‬وعضو اللجنة التأسيسية لوضع دستور مصر،‮ ‬إلى مجرم‮ ‬يقوم بالقتل والعنف والحرق في‮ ‬طول البلاد وعرضها؟‮”. ‬

وحُكم على زوجي‮ ‬الدكتور محمد البلتاجي‮ ‬بأحكام وصلت حتى الآن إلى‮ ‬120‮ ‬سنة في‮  ‬5‮ ‬قضايا فقط،‮ ‬وفي‮ ‬انتظار الباقي،‮ ‬أي‮ ‬18قضية أخرى،‮ ‬يظل زوجي‮ ‬متماسكا،‮ ‬وكما قال لنا مرة أثناء المحاكمة من وراء الحائل الزجاجي‮ ‬في‮ ‬ورقة صغيرة‮ “‬120‮ ‬سنة ومكمّلين ولن ترهبنا أحكامهم،‮ ‬تستوي‮ ‬عندنا البراءة والإعدام طالما نحن على طريق الحق وليس الضلال،‮ ‬الحمد لله تاريخنا ناصع البياض لخدمة ديننا وبلدنا‮”.‬

‭‬قلتِ‮ ‬في‮ ‬حديث صحفي‮ ‬سابق إن زوجك الدكتور محمد البلتاجي‮ ‬يتنفس من خلال فتحة الباب في‮ ‬زنزانته الانفرادية،‮ ‬حدثينا عن ظروف حبسه؟‮‬

‭‬بالفعل،‮ ‬خلال نقل الدكتور إلى العنبر الانفرادي‮ ‬بسبب الرسائل التي‮ ‬كان‮ ‬يبعث بها ليبثّ‮ ‬روح الثورة والحماسة لدى الثوار حتى وهو خلف القضبان،‮ ‬ما دفع إلى نقله إلى هذا العنبر الانفرادي‮ ‬المسمى”عنبر الموت‮”‬،‮ ‬وهي‮ ‬زنزانة مظلمِة ليس بها‮ ‬1‮ ‬سنتيمتر لدخول الهواء،‮ ‬كان بالفعل‮ ‬يتنفس من تحت الباب،‮ ‬وليس عنده‮ ‬غطاء أو أي‮ ‬شيء آخر،‮ ‬فدخل في‮ ‬إضراب عن الطعام،‮ ‬حيث لم‮ ‬يكن‮ ‬يتناول سوى شربة ماء واحدة في‮ ‬اليوم لمدة‮  ‬24‮ ‬يوما،‮ ‬حتى سمحوا لنا برؤيته في‮ ‬إحدى الزيارات كي‮ ‬نضغط عليه للتوقف عن الإضراب،‮ ‬وفي‮ ‬هذا اليوم عندما رأيناه أنا وابني‮ ‬أنس،‮ ‬وهو الابن الثاني‮ ‬المعتقل الآن،‮ ‬إنهرنا من شدة الصدمة،‮ ‬بسبب وضعه الصحي‮ ‬غير المحتمل،‮ ‬وصحنا فيهم‮: “‬لماذا هذا الظلم الذي‮ ‬تمارسونه عليه؟ ارفعوا الظلم عن هذا الرجل الشريف المناضل،‮ ‬إنه القويّ‮ ‬وأنتم الضعفاء،‮ ‬هو الكبير وأنتم الصغار،‮ ‬لن تكسروا إرادته بما تفعلونه،‮ ‬اسألوا أنفسكم لماذا تخافون منه؟‮”‬،‮ ‬ولذلك لفقوا لنا قضية وقتها بحجّة أننا اعتدينا أنا وأنس عليهم في‮ ‬السجن،‮ ‬وأرغموني‮ ‬على الخروج،‮ ‬بعد أن اعتقلوا ابني،‮ ‬فصمّمت على البقاء معه،‮ ‬فاعتدوا علينا ثانية بالضرب وخلعوا حجابي‮ ‬أمام كل ضباط السجن والحرّاس،‮ ‬ثم لفقوا لنا تهمة الاعتداء عليهم،‮ ‬وحرّروا لنا محضرا واعتقلونا وأخذونا إلى النيابة وأجروا معنا تحقيقات حتى الواحدة صباحا،‮ ‬ثم أخلوا سبيلنا على ذمة القضية بعد دفع كفالة قدرها10‭ ‬آلاف جنيه،‮ ‬وإلى الآن مازالت القضية قيد التحقيق،‮ ‬وسيفصل فيها في‮ ‬29‮ ‬من شهر مارس‮.‬

‭ ‬من أقنع زوجك بالتوقف عن الإضراب عن الطعام؟‮‬

‭‬بعد إلحاح كل الثوار على الدكتور،‮ ‬ومناشدات من الداخل والخارج بالتوقف عن الإضراب حفاظا على حياته حتى‮ ‬يستطيع استكمال مسيرته من أجل الوطن الحبيب،‮ ‬نزل عند رغبتهم وقام بالتوقف عن الإضراب،‮ ‬طبعا كان هناك تخوّف شديد على حياته،‮ ‬وكنا نخشى أن‮ ‬يكون مصيره مثل مصير سليمان خاطر‮.‬

‭‬من خلال زيارتك إليه،‮ ‬ما هي‮ ‬الرسائل التي‮ ‬يحاول زوجك أن‮ ‬ينقلها للعالم الخارجي؟

‭‬يحاول زوجي‮ ‬إرسال رسائل لرفع الهمم والثبات،‮ ‬والتصميم على مواصلة طريق الثورة المبارَكة،‮ ‬مع التأكيد أن الجميع قد أخطأ في‮ ‬حقها،‮ ‬وعلى الجميع الاستفادة وتقييم ومراجعة ما‮ ‬يخص الثورة المصرية،‮ ‬مع بثّ‮ ‬روح الثقة العالية ورفع الروح المعنوية للثوار،‮ ‬وأن الله اختارنا في‮ ‬هذه الحقبة لأمر جلل حتى‮ ‬يغيّر تاريخ الأمة إلى الأفضل‮.‬

‭‬أسماء البلتاجي‮ ‬توضّأت قبل أن تستشهد،‮ ‬صِفي‮ ‬لنا اللحظات الأخيرة قبل أن تصاب بطلق ناري‮ ‬وتغادر الحياة؟

‭‬يبدو أن أسماء الشهيدة كانت تُعِدّ‮ ‬نفسها للشهادة،‮ ‬طلبت مني‮ ‬أن أصبّ‮ ‬عليها الماء لكي‮ ‬تتوضأ،‮ ‬بعد دخولهم الميدان وقيام الشرطة والعساكر بإطلاق الرصاص الحي‮ ‬وقنابل الغاز المميتة،‮ ‬استجبت لها وصببت عليها من زجاجة صغيرة كانت معها،‮ ‬ثم ألحّت عليّ‮ ‬بعدها أن تذهب إلى المستشفى الميداني،‮ ‬فرفضت وطلبت منها أن تبقى معي‮ ‬أمام المنصّة،‮ ‬وبعد وقت ليس بطويل،‮ ‬وفي‮ ‬خضم ما كنا فيه من تدافع بسبب الاختناق بالغاز وصعوبة التنفس،‮ ‬كانت تعطيني‮ ‬الخلّ‮ ‬المضاد للغاز،‮ ‬وتمسح على عينيّ،‮ ‬وأنا كذلك كنت أناولها الخل وأمسح على عينيها،‮ ‬حتى وجدتها تقبّلني،‮ ‬فاستغربت في‮ ‬هذا الجو المشحون من تصرفها،‮ ‬وبدا لي‮ ‬وكأنها كانت تودّعني،‮ ‬واختفت عن ناظري،‮ ‬وذهبت إلى المستشفى تجمع الحجر من على الأرض،‮ ‬وفي‮ ‬يدها مصحفها الشريف تتلو منه الآيات بصوت مرتفع،‮ ‬وأثناء ذلك اخترقت رصاصة الغدر صدرها،‮ ‬لقد تم قنصها من على طائرة في‮ ‬الصدر،‮ ‬وطلقات خرطوش كثيرة أصابت وجهها وأجزاء متفرقة من جسدها‮. ‬في‮ ‬هذا الوقت كنت أبحث عنها ولم تكن هناك شبكة اتصالات بعدما قاموا بقطعها،‮ ‬حُملت الشهيدة إلى داخل المستشفى وهي‮ ‬تنزف،‮ ‬ثم جاءني‮ ‬أخوها الصغير خالد الذي‮ ‬كان‮ ‬يقوم بتقديم‮ ‬يد المساعدة داخل المستشفى‮ ‬يبحث عني‮ ‬ويخبرني‮ ‬بما حدث لأسماء،‮ ‬لكنهم قالوا لي‮ ‬إنه خرطوش‮ (‬رصاص صيد الطيور‮)‬،‮ ‬فقلت الحمد لله،‮ ‬ثم صُدمت بعدما رأيت تدهور حالتها أمامي،‮ ‬فنقلت حبيبتي‮ ‬إلى المستشفى لإجراء عملية مستعجلة،‮ ‬ولكنهم لم‮ ‬يستطيعوا عمل أي‮ ‬شيء،‮ ‬لأنهم فجّروا كل أكياس الدم،‮ ‬وحطّموا كل المعدات الطبية،‮ ‬فلاقت ابنتي‮ ‬الوحيدة الله شهيدة،‮ ‬تشكو إليه ظلم الانقلابيين المجرمين القاتلين،‮ ‬وكانت آخر ما قالت‮ “‬يا الله‮ ‬يا الله‮” ‬فقد عاشت حياتها مع الله ولقيت الشهادة وهي‮ ‬ترددها‮.‬

‭‬ادّعت الأبواق الإعلامية المصرية المؤيّدة للانقلاب أن أسماء لا تزال على قيد الحياة وهي‮ ‬موجودة في‮ ‬تركيا،‮ ‬ما الهدف من وراء هذه الفبركة الإعلامية؟

‭‬لقد ادّعوا أننا قمنا بتهريب أسماء إلى الخارج ونزعم قتلها،‮ ‬وقد جاؤوا بصوت فتاة على شاشة التلفاز تدّعي‮ ‬أنها أسماء البلتاجي،‮ ‬وأنها لم تُقتل،‮ ‬وأن أباها‮ ‬يتاجر بدمها،‮ ‬لأن أسماء التي‮ ‬أصبحت أيقونة الثورة المصرية‮ ‬يذكرها العالم كله؛ لقد فضحتهم،‮ ‬اغتالوا البراءة والجمال والصفاء،‮ ‬فهم بادعاءاتهم الكاذبة‮ ‬يريدون أن‮ ‬يتنصلوا من جريمتهم النكراء،‮ ‬ولكنهم لن‮ ‬يستطيعوا ذلك،‮ ‬وقد رأى العالم كله لحظة اغتيال أسماء واحتضارها،‮ ‬وهم إلى الآن لم‮ ‬يفتحوا تحقيقا في‮ ‬مقتلها،‮ ‬ولكن لن‮ ‬يفلتوا من تقرير الطب الشرعي‮ ‬الذي‮ ‬يثبت كيف قُتلت والأدلة كلها موجودة،‮ ‬وسيأتي‮ ‬حتما اليوم الذي‮ ‬يُحاكَمون فيه جميعا على الدماء الطاهرة التي‮ ‬سالت وروت الأرض،‮ ‬كي‮ ‬نحصد نحن الحرية،‮ ‬حتما سيأتي‮ ‬هذا اليوم وإن طال الزمن‮.‬

‭‬كيف كان ردّك على هذه الإدعاءات؟‮‬

‭‬أقول والله إنني‮ ‬لست أنا فقط من حُرمت من ابنتي،‮ ‬ولكن حُرمتْ‮ ‬منها مصر أيضا،‮ ‬كم كان اهتمامها بتنمية بلدها وإعداد مشاريع مرحلية وطويلة المدى،‮ ‬كما كان اهتمامها بقضية سوريا،‮ ‬وكان دأبها أن تبعث بمقترحات لمحللين سوريين تتواصل معهم،‮ ‬كما كانت تتواصل مع أحبائنا في‮ ‬غزة،‮ ‬لقد كانت لها رؤية حكيمة وعملية في‮ ‬كل القضايا بالرغم من صغر سنها،‮ ‬حافظة للقرآن،‮ ‬بل ومعلّمة له،‮ ‬تدرس اللغة العربية جيّدا لكي‮ ‬تعلّمها لغير العرب الموجودين في‮ ‬بلدنا،‮ ‬كما كانت تمثل البساطة والتواضع والفهم العالي‮ ‬لما‮ ‬يدور من حولها،‮ ‬كانت بالفعل أستاذة لنا،‮ ‬والحمد لله إلى الآن لا‮ ‬يزال لها دورٌ‮ ‬مع الجميع،‮ ‬وخاصة بناتنا الحرائر اللواتي‮ ‬جعلن من أسماء أيقونة الثورة وقدوة لهن،‮ ‬كانت لأسماء كتاباتٌ‮ ‬كثيرة‮ ‬يستفيد منها الجميع،‮ ‬فاللهم اجعل ذلك كله في‮ ‬ميزان حسناتها،‮ ‬وبلغها به الفردوس الأعلى وارزقها النظر إلى وجهك الكريم كما كانت تتمنى وتدعو بذلك‮.‬

‬أنت أمّ‮ ‬لأسماء الشهيدة وأنس المعتقل بتهمة‮ “‬التحريض على العنف‮”‬،‮ ‬وزوجة قيادي‮ ‬بالإخوان معتقل على ذمة اتهامات خطيرة‮.. ‬كيف تعيشين حياتك وسط هذا الفقد الموجع؟

‭‬أعيش حياتي‮ ‬بعيدا عن زوجي‮ ‬الذي‮ ‬يرزح تحت الاعتقال،‮ ‬وابني‮ ‬الأكبر عمّار بعد خروجه من المعتقل ومطاردته أمنياً‮ ‬اضطر للسفر إلى الخارج،‮ ‬وابني‮ ‬أنس معتقل إلى جانب والده،‮ ‬كل هذا لم‮ ‬يكفِ‮ ‬الانقلابيين الذين اعتقلوا ابني‮ ‬خالد أيضا،‮ ‬والذي‮ ‬يبلغ‮ ‬من العمر‮ ‬16عاما،‮ ‬وقد تم إخلاء سبيله منذ أيام قليلة على ذمة قضية،‮ ‬غير أن أشدّ‮ ‬ما‮ ‬يؤلمني‮ ‬هو حرماني‮ ‬من ابنتي‮ ‬الوحيدة الجميلة،‮ ‬ولكني‮ ‬بفضل الله لديّ‮ ‬ثقة ويقين شديد في‮ ‬أن الله ناصرنا ومؤيدنا،‮ ‬وأنه قد اختارنا في‮ ‬هذا الوقت لنقدّم لديننا وبلدنا بالفعل ليس بالكلام،‮ ‬وسيثبّتنا الله على طريق الحق الذي‮ ‬اخترناه لكي‮ ‬نعطي‮ ‬درسا للإنقلابيين حتى لا‮ ‬يعيدوا هذه التجربة مرة ثانية،‮ ‬بل وأن نعطي‮ ‬درسا للعسكر في‮ ‬كل بلاد العالم حتى لا‮ ‬يفكّروا في‮ ‬مثل ما وقع به عسكر مصر،‮ ‬إن شاء الله صامدون،‮ ‬ثابتون،‮ ‬مصرّون على كسر الانقلاب‮.‬

نعم فقدٌ‮ ‬وحرمان موجع،‮ ‬ولكني‮ ‬أستمدّ‮ ‬من الله العون والتأييد والنصرة،‮ ‬ولديّ‮ ‬ثقة أن الله لن‮ ‬يضيّعنا في‮ ‬الدنيا والآخرة حتى نلحق بالشهيدة أسماء في‮ ‬الدرجات العلى من الجنة،‮ ‬حياتنا وأرواحنا رخيصة في‮ ‬سبيل ما نطمح إليه‮.‬

‭‬برأيك،‮ ‬ما هو المصير الذي‮ ‬ينتظر الرئيس المنقلب عليه محمد مرسي؟‮ ‬

‭‬إن شاء الله لن‮ ‬يتمكنوا من الرئيس الشرعي‮ ‬للبلاد،‮ ‬سيسقط هذا الانقلاب،‮ ‬وأظن أن سقوطه سيكون وشيكاً‮ ‬بهذه الأفعال الحمقاء التي‮ ‬تهوي‮ ‬بهم‮ ‬يوما بعد‮ ‬يوم‮.‬

‭‬تم تتويجك من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي‮”‬الأم المثالية‮” ‬لمصر لهذا العام،‮ ‬كيف استقبلت هذا التتويج؟

‭‬طبعا كل التقدير لمن قام بذلك،‮ ‬هم جميعا أبنائي‮ ‬بعد أولادي‮ ‬الذين حُرمت منهم،‮ ‬وأنا أفتخر بكل شاب حر،‮ ‬وكل فتاة حرة‮. ‬كل الثوار الأحرار في‮ ‬الشوارع والميادين هم في‮ ‬قلبي‮ ‬وعلى رأسي،‮ ‬دائما أقول لهم وبصدق‮: ‬أنتم المستقبل المشرق،‮ ‬أنتم من ستحملون الراية،‮ ‬ونحن وراءكم،‮ ‬أودّ‮ ‬أن أقبّل رأس كل واحد منكم،‮ ‬وأقول لهم دائما أنني‮ ‬حُرمت من أسرتي‮ ‬الصغيرة،‮ ‬ولكن الله أبدلني‮ ‬بأسرة كبيرة هي‮ ‬كل الأحرار في‮ ‬مصر،‮ ‬لذلك أشكرهم،‮ ‬وهناك أمهاتٌ‮ ‬مصريات فضليات مثلي‮ ‬كثير‮ ‬يستحقن أن‮ ‬يكنّ‮ ‬أمهات مثاليات بحق‮.‬

مقالات ذات صلة