اقترحت لبطولة العمل انطلاقا من مهرجان وهران

تشارك موني بوعلام في المسلسل السوري “نبض”، الذي يجمع بين عدد من الفنانين العرب ويعرض على أكثر من قناة عربية. عن هذه التجربة، التي تعتبر الثانية في مسارها خارج الجزائر، بعد ذاكرة الجسد. تعود موني بوعلام في هذا الحوار إلى كواليس اختيارها في المشروع والدور الذي أسند إليها.

تشاركين في المسلسل السوري “نبض” الذي يعرض هذه الأيام على أكثر من قناة عربية، هل يمكن أن تعودي بنا إلى كواليس هذه التجربة؟

يعتبر مسلسل “نبض” ثاني تجربة لي في العالم العربي، بعد ذاكرة الجسد، الذي قدمني للجمهور العربي في بداياتي، ولكن تجربة مسلسل نبض مختلفة، وتعتبر تجربة مهمة في مساري، أتمنى أن تدخلني إلى الدراما العربية من الباب الواسع، لأنه منحني دورا من أدوار البطولة من خلال شخصية منار، وهي فتاة جزائرية تدرس في سوريا الأدب العربي، وتقع في حب ابن مدير شركة تشتغل بها. المسلسل يعالج العلاقات بين العائلات والتأثر والتجارة بالبشر ويشارك فيه نخبة من الممثلين من سوريا والعراق وتونس وغيرها، ويعرض تقريبا في كل القنوات العربية باستثناء الجزائر، ولا أدري لماذا رغم أن العمل يقدم وجها جزائريا، فتقريبا كل قنوات الدول التي شارك فيها ممثلوها عرضت العمل، بما في ذلك تونس والعراق إلا الجزائر.

وكيف تم اختيارك لهذا الدور؟

اقترح علي الدور في مهرجان وهران في طبعة 2018، حيث كان المنتج والمخرج موجودين، واقترح لي المشروع، أعجبتني الشخصية، واقتنعت بها. والتجربة، ككل والحمد الله كانت موفقة ومفيدة وشكلت لي إضافة.

مقابل حضورك على الشاشة العربية تغيب موني بوعلام عن الشاشة الجزائرية لماذا؟

رفضت ثلاثة أعمال جزائرية في هذا الموسم، رغم أنني لم أكن متأكدة من عرض مسلسل “نبض”، ويعود سبب الرفض إلى كوني لم أقتنع بالأدوار التي اقترحت علي.. بعض الأعمال أخجل من ذكرها، يعني هي أدوار أي شي وأخلاص.. للأسف، صار مجال الإنتاج والإخراج عندنا مفتوحا لكل من هب ودب، يمنحون الأدوار لدخلاء، بينما يبقى الفنان الحقيق مهمشا وغير معترف به، ويقال عنه متطلب ويتشرط عندما يطالب بحقه ولا يتنازل عنه.
أنا لا أشترط أدوار البطولة أو الأدوار الكبيرة للظهور، بل أشترط أن يكون الدور مقنعا لي وأحس بأنه يضيف لي، ومقتنعة بالعمل ككل، وقد ظهرت في أدوار ثانوية لكني اقتنعت بها.
رفضت دور فتيحة في مسلسل “يما” وأثني هنا على نادية لعريني، فقد أبدعت في الدور، وسبب رفضي رغم احترامي وتقديري للمنتج عامر بهلول والمخرج مديح بلعيد، لكني أعتقد أن الشخصية غير مناسبة لي، وهناك تقارب السن بيني وبين البطل الرئيسي والشخصية التي اقترحت علي هي شخصية مركبة تتطلب وقتا لدراستها والإحاطة بجوانبها وتقمصها، ولم يكن ثمة وقت كاف، وخفت أن يؤثر هذا على صورتي أمام الجمهور فرفضت.

من خلال تجربتك في “نبض” ما هو انطباع الفنانين العرب عن الإنتاج الجزائري؟

الممثلون والفنانون العرب يحترمون كثيرا الجزائر، ويعرفون أنها تملك تجربة مميزة في السينما تختلف عن باقي الدول العربية، خاصة من ناحية التتويج في المهرجانات الدولية، لكن للأسف، لا يعرفونها، لأن السينما الجزائرية لا تصلهم وأفلامنا لا تسوق عندهم. وهذا خطأنا نحن لا نسوق لأنفسنا. من ناحية أخرى لا يمكن أن نقارب بين بلد ينتج 50 مسلسلا في السنة وبلد ينتج فقط في رمضان. في “نبض”، كنا نصور خمسين مشهدا في اليوم، والممثلون يصورن مشهد ولا يعدونه، التقني يعرف دوره والمخرج يتقن دوره والممثل كذلك، لأنهم محترفون وخريجو المعاهد المتخصصة. الجزائر تملك تاريخا وماضيا مشرفا سواء في السينما أم الدراما، لكن ما يبث اليوم لا يشرف ذلك الماضي.

على ذكر التكوين، هل تعتبرين أن تجربتك في المسرح قد أفادتك في التلفزيون؟

المسرح مدرسة، ضروري أن يمر منها أي ممثل. بدأت المسرح وعمري 14 سنة. المسرح يمنحك الذكاء ويتيح لك فنون التعامل مع الشخصيات وطبيعتها. المسرح في اعتقادي هو حجر الزاوية في أي تجربة ويعلمك الوقوف والحديث والتركيز.

في الأخير هل يمكن أن نعرف كيف تتطور شخصية منار في المسلسل؟

شخصية منار سترافق العمال إلى النهاية، وسيكون لها دور محرك للأحداث، بحيث تتطور العلاقة بينها وبين ابن العائلة الغنية، وتساعدهم على الإطاحة بالشبكة التي تتاجر بالبشر، لكنها تقرر العودة إلى بلادها وتكلل تجربتها بالزواج.
حاولت من خلال مسلسل “نبض” أن أسوق الثقافة الجزائرية واللهجة الجزائرية، وقد انبهر الممثلون وفريق العمل باللباس التقليدي الجزائري، الذي صورت به مشاهد عرس شخصية منار.