الجزائر
الحملة تشتد في أسبوعها الثاني

الأسواق والدورات الرياضية والمآتم.. قبلة المترشحين للانتخابات

ب. يعقوب
  • 165
  • 1
أرشيف

باتت الأسواق التجارية والجنائز والدورات الرياضية في الجزائر، تشكل أبرز المواقع ذات الاهتمام الخاص لدى المرشحين في الانتخابات التشريعية المقررة في 12 جوان، سواء منهم الممثلين للأحزاب السياسية أو الأحرار.

فقد اختارت الغالبية العظمى للمرشحين الأسواق الأسبوعية والشواطئ في المدة الأخيرة لسخونة الجو، لتمرير خطابها الانتخابي والتواصل والاتصال بالمواطنين واستمالتهم للتصويت عليهم، نظرا لاستقطاب هذه المواقع عددا هائلا من الزوار من أجل التسوق وقضاء المآرب الخاصة والاستجمام والاسترخاء.

فقد شوهدت مع الأسبوع الثاني للحملة الدعائية مجموعات تنتمي إلى مختلف الأحزاب السياسية في جولات خاصة ببعض الأسواق، في الشلف، البليدة، وهران، مستغانم، عين الدفلى وغيرها من المدن الجزائرية، تقدم برامجها في مطبوعات خاصة وصور المرشحين، وتحث على التصويت لصالح مرشحيها، في وقت راهنت مجموعات أخرى تنتمي إلى قوائم الأحرار، على جمهور الدورات الرياضية الشعبية والشواطئ، لاسيما في غرب الوطن، للتواصل معهم والتعريف ببرامجها وأهدافها من الترشح للانتخابات التشريعية ورغباتها في إحداث التغيير ومحاربة المال السياسي القذر ونبذ كل ما له صلة بعهد “الشكارة” .

واعتبر بعض مسؤولي الحملات الانتخابية أن اختيار فضاءات الأسواق وولائم الجنائز والشواطئ “استراتيجي ومدروس” نظرا لما تستقطبه من أعداد كبيرة للمواطنين، في مكان وزمان واحد، وتزامن الحملة الانتخابية مع العطلة الدراسية لمدة أسبوع التي حصلت عليها أعداد كبيرة من تلاميذ الطور الابتدائي، وما نتج عنها من حركية بالشارع، واستعداد المواطنين في المقابل للاستماع إلى شروح ممثلي المرشحين والأحزاب خاصة دون أن تقيدهم مواعيد خاصة .

وأضافوا أن الأسواق توفر على المرشحين عناء الانتقال عبر الأرياف والقرى خاصة منها النائية، مع تميز بعض الولايات بتشتت مواقع السكن في البادية وصعوبة التضاريس وهشاشة البنيات التحتية “الطرقات” في بعض المناطق، مؤكدين أن هذه الاختيار يستند إلى تجارب إيجابية سابقة راكمتها الأحزاب السياسية في التعاطي مع الريف خلال فترة الانتخابات، والتي حصل العديد منها على نتائج طيبة خلال استحقاق 2017، خاصة أن هذه الأسواق تلتئم بشكل منتظم طيلة أيام الأسبوع ولا محيد لسكان الريف عنها .

وأبرزوا أن رواد الأسواق هم أيضا “سفراء غير مباشرين” للمرشحين في أماكن سكناهم القارة لتبليغ برامجهم واستقطاب معارفهم وأسرهم للتصويت على هذا المرشح أو ذاك.

كما اعتبروا أن تخصيص حملات انتخابية يومية على الدورات الكروية الشعبية التي تنتظم هنا وهناك “يمكن من حصاد طيب للنتائج”، مؤكدين أنه رغم تطور وسائل الاتصال والتواصل، تبقى الأسواق والساحات الكبرى التي تستقطب أعدادا هائلة من الجمهور، وسيلة ناجعة للمرشحين لاختصار زمن الحملة، وتوفير الجهد لبلوغ آفاق جغرافية أخرى قد تبقى عصية في غالبية الأحيان على غالبية المرشحين.

أما بخصوص الحملة الانتخابية التي أتمت يومها الحادي عشر، يرى بلجودي حسين أستاذ القانون العام بجامعة وهران، أن نسقها مرشح للارتفاع مع اقتراب انتهائها، وربط بلجودي في حديث لـ”الشروق” بين المشاركة الواسعة في عملية التصويت والحملة الانتخابية الجيدة، قائلا “الحملات الانتخابية لها تأثير مباشر على المشاركة، فبقدر ما راهنت الدولة والأحزاب السياسية على حملة انتخابية موضوعية وجذابة ونظيفة، كلما أثر ذلك إيجابا على نسبة المشاركة، وكلما كانت الحملة سيئة كلما كانت نسبة المشاركة محتشمة”.

وأردف محدثنا قائلا، إن الحملة الانتخابية الحالية، وإن كانت مختلفة عن سابقاتها، بإقحام الأحزاب لوسائط الاتصال الحديثة للتواصل مع المواطنين، إلّا أن بعض المرشحين ما زالوا يلجؤون إلى أساليب خطابية وإلى وسائل بدائية للتواصل مع الناخبين.

مقالات ذات صلة