الجزائر
رئيس الاتحاد الوطني للتقنيين والمهندسين الفلاحين لـ "الشروق":

الأمطار الطوفانية “تنسف” المنتج الفلاحي الذي استبشرنا به

رضا ملاح / راضية مرباح
  • 4690
  • 13
ح.م

دق الاتحاد الوطني للتقنيين والمهندسين الفلاحين، ناقوس خطر الأمطار الطوفانية المتساقطة بعدة مناطق من البلاد، لاسيما بالجهة الشرقية التي تعرف بإنتاج الحبوب ومشتقاتها، وأكد أن تساقط الأمطار بهذه الكميات سينسف من دون شك تقديرات وزارة الفلاحة بالنسبة إلى الإنتاج الفلاحي للموسم الحالي، فيما سيتكبد الفلاحون خسائر معتبرة.
أوضح رئيس الاتحاد الوطني للتقنيين والمهندسين الفلاحين، يحيى زان، في تصريحات إلى “الشروق”، أن الأمطار المتساقطة وبكميات كبيرة منذ عشية أول أيام رمضان، ستؤثر سلبا على المنتج الفلاحي لهذه السنة، وذلك بعد أن استبشر الفلاحون بكميات الأمطار المسجلة خلال شهري مارس وأفريل، التي ساعدت على نمو ونضج مختلف المنتجات، لاسيما الحبوب، وواصل قائلا: “هاهي الأمطار المتأخرة تتساقط أواخر شهر ماي، ونتمنى ألا تطول أكثر، لأنها ستتسبب في إفساد الموسم الفلاحي وتكبيد الفلاحين خسائر معتبرة”.
وتوقع المصدر تسجيل الجهة الشرقية من الوطن المعروفة بإنتاج مختلف أنواع الحبوب ومشتقاتها نسبة كبيرة من الخسائر، على اعتبار أن المنتج نهاية شهر ماي لا يحتاج إلى مياه لأنه بلغ مرحلة الجني، وهو ما يحدث حاليا، فعادة يبدأ موسم الحصاد والجني منتصف الشهر الحالي بالمناطق الشمالية، وهو ما تزامن مع سقوط أمطار طوفانية بشرق البلاد ستتسبب في إتلاف نسبة كبيرة من المنتج، خاصة إذا تواصلت خلال الأسبوع الحالي .
وواصل محدث “الشروق”: الجزائر تسجل نحو 3 ملايين هكتار كمساحة فلاحية مخصصة لزرع الحبوب كالقمح والشعير، أغلبها في الجهة الشرقية من الوطن، ومع كميات الأمطار المتساقطة خلال أربعة الأيام الماضية، ستتبلل الحبوب وتبدأ بالتساقط تدريجيا إلى حد عدم التمكن من حصدها، وهذه خسائر كبيرة ستصيب أغلب الفلاحين بالمناطق الشرقية وحتى الوسطى، وأضاف قائلا: “كمية الأمطار المتساقطة ستنسف تقديرات مصالح وزارة الفلاحة التي توقعت لهذه السنة جني نحو 70 مليون قنطار من الحبوب”. وذكر المصدر أن الأمطار الأخيرة ستؤثر أيضا على وفرة وكمية المنتجات في السوق، وهو ما يتسبب في الندرة وارتفاع الأسعار.

عودة الاستقرار ابتداء من اليوم..
مختصون: هذه حلول إنقاذ المنتج الفلاحي من أضرار الأمطار

أثارت الأمطار الأخيرة التي تباينت في الكمية من منطقة إلى أخرى، خلال اليومين الأخيرين، الكثير من التساؤلات حول مصير المنتج الفلاحي لهذا الموسم الذي اتصف إلى غاية بداية ماي بالغزير والوفير مقارنة بالسنوات التي مضت، نظير الأجواء المناخية الملائمة مع امتداد فصل الربيع الذي وصف بالأطول منذ سنوات، يحدث هذا واقتران الفترة وشهر رمضان الذي يعرف منذ بداياته ارتفاعا فاحشا في أسعار مختلف الخضر والفواكه.
في هذا الصدد طمأن مختصون في الفلاحة من إمكانية بقاء بعض المنتجات الفلاحية بعيدا عن التلف في حالة عدم استمرار التهاطل بالكمية والشكل الذي عرفته الفترة الماضية، حيث أكد في هذا الشأن، التقني في الفلاحة ومستشار لدى مؤسسة فلاحة للابتكار حاج هني في تصريح إلى “الشروق”، أن منتج هذا الموسم جيد غير أن الخوف يكمن في الأمراض الطفيلية والجراثيم في حال استمرار تساقط الأمطار بنفس النسب، أما بالنسبة إلى الأعلاف فمصيرها التعرض للرطوبة والتفتت في حالة هطول أمطار مماثلة، مشيرا إلى أن أمطار الربيع عادية وهو الفصل الذي طالت مدته هذا الموسم ويمكن أن يشهد امتدادا للتساقط حتى أواخر شهر ماي في الغالب.
من جهته، أكد نائب رئيس جمعية الخضر والفواكه لسوق الجملة بالكاليتوس فضلا عن امتهانه الفلاحة، عمار غربي لـ”الشروق”، أن الأمطار الأخيرة، يمكن أن تعطل جني بعض المنتجات الفلاحية وعلى رأسها تلك المزروعة بالبيوت البلاستيكية كالطماطم والقرعة والفلفل الحلو والحار وغيرها، مشيرا إلى أن هذه المحاصيل لن توجد في وقتها.
وأضاف المتحدث أن الأمطار الأخيرة التي وصفها بأنها نعمة من الله، فبقدر ما هي نافعة يمكن أن تؤثر على القمح والشعير الذي يمكن أن يأخذ اللون الأسود أو الرمادي نتيجة الرطوبة كما قد تتضرر بعض الفواكه مثل الخوخ والمشمش لكن يستطيع الفلاح مواجهة كل هذه المشاكل- يقول باستعمال المبيدات والأدوية.
إلى ذلك، تتوقع مصالح الأرصاد الجوية عودة الاستقرار إلى الطقس بشكل تدريجي من الغرب إلى الوسط ابتداء من اليوم ثم الشرق مع ارتفاع محسوس في درجات الحرارة انطلاقا من الأربعاء حيث ينتظر أن تسجل ما بين 22 إلى 26 درجة مئوية على أن تعرف ارتفاعا آخر يوم الخميس تلامس 30 درجة بالشمال ويمكن أن تصل 28 درجة مئوية بالسواحل.. والله أعلم.

مقالات ذات صلة