الشروق العربي
متاعب واحتجاجات ومسيرات تطالب بمؤسسات وطنية

الأندية المحترفة على فوهة بركان بسبب أزمة المال والرجال

الشروق العربي
  • 754
  • 2
ح.م

شهدت الكثيرة من أندية الرابطة المحترفة صائفة ساخنة، تعكس المشاكل العميقة التي تعانيها من الناحية المالية والتسييرية، حيث أجمع الكثير على أن المشكل لا يكمن في المال فحسب، بل الأزمة أيضا في غياب الرجال القادرين على تسيير الأندية إلى بر الأمان، بدليل أن أموالا ضخمة تصرف بصورة عشوائية، في الوقت الذي لا تزال أغلب الفرق تفتقد تقاليد واضحة في مجال التسيير، وهذا دون الحديث عن التكوين الذي بات من آخر الاهتمامات والالتزامات.

واجهت العديد من أندية الرابطة المحترفة متاعب بالجملة، منذ نهاية الموسم المنقضي، وهو الأمر الذي حال دون مباشرة التحضير في الوقت المناسب، تحسبا للموسم الكروي الجديد، وهذا بسبب غياب سياسة واضحة في التسيير، وافتقاد رؤساء الأندية برنامج عمل مضبوط، على المديين المتوسط والبعيد، ما يجعل همهم الوحيد هو جني الأموال والعبث “فسادا” في كرة القدم المحلية، ما زاد في فشل مشروع “الاحتراف” للموسم التاسع على التوالي.

لازمو والحمراوة.. جيران في وضعية حمراء

تتخبط العديد من الأندية المحترفة، قبل انطلاق الموسم الجديد بنحو شهرين، في أزمة مالية خانقة، تهدد مستقبلها، وقد تعصف بها إلى حد الاندثار، في حال ما إذا لم يتحرك الغيورون على ألوانها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، على غرار فريق جمعية وهران.. هذا الفريق المدرسة، الذي تخرج منه العديد من اللاعبين الممتازين على مر السنين، يمر بأصعب فترة في تاريخه، في ظل تمسك المساهمين بخيار الانسحاب دفعة واحدة خلال الاجتماع المنعقد يوم 16 جوان الماضي، في الوقت الذي لا يلوح في الأفق أي مشروع لشراء أسهم الشركة المفلسة، ما جعل عشاق الفريق يدقون ناقوس الخطر، ويناشدون الوالي، مولود شريفي، ومدير الشباب والرياضة بالولاية، ضرورة التدخل لإيجاد الحلول وإنقاذ النادي. وبنفس الولاية، يعيش الجار مولودية وهران في مفترق الطرق، بعد أن تلاشت آمال هذا الفريق في الدخول تحت قبعة شركة “هيبروك” للنقل البحري للمحروقات، ما حتم البحث عن رئيس جديد لخلافة أحمد بلحاج، المدعو “بابا”، المستقيل من منصبه.. وفي ظل هذه المستجدات، كان لزاما على المساهمين في الشركة الرياضية لمولودية وهران تعيين رئيس جديد لقيادة سفينة النادي، في الوقت الذي يزداد فيه ضغط الشارع الوهراني المطالب برحيل كل المساهمين.

الصاعدون لم يفرحوا وأزمات بلعباس وعنابة والحراش والنصرية تتواصل

والواضح، أن المسيرات والخروج إلى الشارع ليس حكرا على “أبناء الباهية” فقط، فأنصار فرق اتحاد بلعباس واتحاد عنابة واتحاد الحراش ونصر حسين داي، بدورهم نظموا وقفات احتجاجية في الأيام الماضية، وحتى إن اختلفت الشعارات في أوساطهم، إلا أن المطلب واحد هو “رحيل المسيرين الحاليين وقدوم شركة وطنية لشراء أغلب أسهم الشركة الرياضية”، مشيرين إلى ضرورة “العدل” بين الأندية وعدم التفريق بين أبناء البلد الواحد، في الوقت الذي لم تفرح الأندية الصاعدة إلى حظيرة الكبار بهذا الإنجاز، والكلام ينطبق على اتحاد بسكرة، الذي واجه متاعب بالجملة، ما جعل الأنصار ينظمون وقفة سلمية يدعون فيها إلى ضرورة التعاقد مع شركة وطنية لمساعدة خضراء الزيبان، وبالمرة التخفيف من أزمة الديون التي تخنق النادي، في الوقت الذي يبدو فيه أن وضعية جمعية الشلف ليست أفضل حالا، بدليل عدم مواكبة سوق الانتدابات في الوقت المناسب، والكلام ينطبق على الصاعد الآخر نجم مقرة، الذي يواجه متاعب بالجملة من الناحية المالية والتمويلية، فضلا عن مشكل الملعب، ما جعل رئيس الفريق، بن ناصر، يعلن استقالته مع نهاية الموسم، داعيا جميع الأطراف إلى التدخل لمساعدة الفريق في تحدياته الجديدة ضمن حظيرة الكبار.

الشركات الوطنية سهلت مهمة السنافر والساورة والمولودية وعدة أندية

وبالموازاة مع معاناة الأندية المذكورة آنفا، فإن فرقا أخرى تعيش في “النعيم”، وباشرت من الآن عملية الاستقدامات، تحسبا للموسم الجديد في أجواء مريحة، على غرار شباب قسنطينة وشبيبة الساورة ومولودية الجزائر، وهي الفرق التي كان لها الحظ في الاستفادة من “الريع” ودعم المؤسسة الوطنية للمحروقات “سوناطراك” وبعض فروعها، وحتى شباب بلوزداد، المملوك من طرف شركة “مادار”، المتوج بلقب كأس الجمهورية، مرشح لدخول “الميركاتو” الصيفي بقوة وخطف أفضل العناصر في البطولة. في حين، واجهت بعض الأندية، المسماة بالكبيرة، مشاكل تسييرية حادة، وفي مقدمة ذلك وفاق سطيف الذي فقد بريقه خلال الموسم المنصرم، وهذا بسبب الأخطاء التسييرية التي وقعت فيها إدارة حسان حمار، الذي يواجه عدة قضايا في محكمة سطيف، ما جعل النسر الأسود يدخل في نفق مظلم، وقد كان إلى وقت غير بعيد مثالا في التألق وحسن التسيير.

مقالات ذات صلة