رياضة

الأهلي فوق الرأس.. والوفاق مرفوع الرأس

ياسين معلومي
  • 1755
  • 3

تمتّع الجمهور العربي في أمسية كروية تدخل في إطار نصف نهائي إياب بين الوفاق السطايفي وضيفه الأهلي المصري، بمباراة تبقى راسخة في أذهان كل محبي الكرة، الذين شاهدوا مباراة تمتعت بالإثارة، واللعب الجيد والنظيف، وتشجيعات أنصار الفريقين طيلة اللقاء الذي عرف تأهل الأهلي المصري لنهائي رابطة الأبطال حيث سيواجه الترجي في لقاء “ناري”، سيعرف بقاء التاج الإفريقي في شمال إفريقيا.
وبعيدا عن اللقاء الذي جرى في روح رياضية عالية، فإن الجمهور السطايفي الذي وقف إلى جانب فريقيه إلى غاية آخر دقيقة من اللقاء، صفق على النادي الأهلي في نهاية المباراة، وهي رسالة مشفرة مفادها أن العلاقة بين الشعبين الجزائري والمصري وطيدة، وما حدث في السابق لم يكن إلا سحابة عابرة… فعندما وقف أنصار وفاق سطيف عند نهاية اللقاء كرجل واحد، وصفقوا على الأداء البطولي للاعبي للوفاق، وحيوا لاعبي النادي الأهلي المصري، أثبتوا للجميع أن هذا النادي الكبير يستحق التأهل لنهائي رابطة الأبطال، رغم أن الوفاق السطايفي كان بإمكانه افتكاك تأشيرة التأهل، لو عرف كيف يفك شيفرة نادي القرن.
عندما سمعت مدرب وفاق سطيف رشيد الطاوسي يصرح بعد اللقاء بأنه يجب التفكير في المستقبل، لأنه تنتظره الكثير من الاستحقاقات، من بينها البطولة العربية والدوري وكأس الجزائر، أدركت أن الوفاق قد طوى نهائيا ملف رابطة الأبطال، ويفكر في مستقبل النادي، خاصة أنه لعب في مجموعة الموت، والإقصاء ما هو إلا سحابة عابرة… أدركت أيضا أن الوفاق “العالمي” لم يتحجج لا بالتحكيم، ولا بأمور أخرى غير رياضية، وتقبل الإقصاء رغم مراراته، لأنه جاء من فريق كبير اسمه الأهلي المصري، وأن الوصول إلى هذا الدور المتقدم يعتبر في حد ذاته نتيجة إيجابية، لا يستطيع أي أحد أن ينكرها.
ورغم إقصاء الوفاق من نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، إلا أنه خرج من المنافسة مرفوع الرأس، حيث أدى مباراة في المستوى، وأبدى لاعبوه شراسة كبيرة في اللعب، إلا أن تجربة وحكمة وحنكة لاعبي الأهلي، مكنتهم من عبور هذا الدور، والمشاركة في النهائي الإفريقي.
استوقفني تصريح نائب رئيس النادي الأهلي رئيس بعثة الفريق بالجزائر العامري فاروق، الذي “شكر الجزائريين على حسن الاستقبال والضيافة، والجماهير الجزائرية التي صفقت للاعبين عقب نهاية المباراة، وهذه العلاقات المحترمة والطيبة المطلوبة في ملاعبنا العربية”، تصريح يدل على أن الأهلي المصري ومنذ وصوله إلى الجزائر لم تواجهه أي مشاكل، وهذا دليل على المحبة والأخوة بين شعبين يملكان تاريخا مشتركا.
رسالتي إلى جميع الأندية الجزائرية والمصرية المواصلة في المحبة والتآخي، ومحو آثار الخلاف الذي وقع منذ سنوات، لأن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة ما هي إلا وسائل محبة وأخوة، فهنيئا للأهلي المتأهل للنهائي، وحظ أوفر للتشكيلة السطايفية التي أدت مباراة بطولية وعليها مضاعفة العمل لتجديد العهد مع التألق.

مقالات ذات صلة