الجزائر
اضطر الكثير إلى أخذ عطلة والتفرغ لتدريس أبنائهم

الأولياء.. استنفارٌ وتوتر طيلة أيام البكالوريا

نادية سليماني
  • 3263
  • 3
أرشيف

أحمد خالد: الضغط المبالغ فيه قد يتسبب في رسوب الطلبة
روينة: علينا ترك مساحة حرية لأبنائنا المترشحين لـ “الباك”

يراجعون معهم، ينامون ويستيقظون على توقيتهم، يحضُرون دروس الدّعم ويركّزون.. وينتظرون أبناءهم بالسّاعات أمام بوابات المؤسسات التعليمية… إنها حالة الأولياء أيام امتحانات البكالوريا.. لدرجة أن كثيرا منهم باتوا يفضلون أخذ عطلتهم السنوية، تزامنا مع امتحانات البكالوريا لمرافقة أبنائهم دقيقة بدقيقة.

في سنوات خلت، كان امتحان نهاية الطور الثانوي “الباك”، يمرّ مرور الكرام على العائلة والوالدين خصوصا، فلا دروس خصوصية يضيعون عليها أموالهم، ولا لباس جديد لأولادهم الممتحنين، فكل ما كان يفعله الآباء والأمهات، هو تشجيع أبنائهم بالدّعوات وبتوفير جو المراجعة المناسب، وإقامة احتفال بسيط في حال نجح الابن في نيل شهادة البكالوريا.

أما اليوم، فامتحان “الباك” أضحى يلقب بالامتحان المصيري، وكأن الحياة تتوقف عليه. وفيه يدخل الوالدين في عزلة عن العالم، ويبقى الشغل الشاغل لهما هو مرافقة أبنائهم الممتحنين دقيقة بدقيقة، إلى غاية يوم إعلان النتيجة، والتي قد تتحول الى يوم حداد في حال فشل الابن في نيل “الباك”.

مُرافقة لصيقة.. وانتظار بالسّاعات أمام الثانويات

وأكدت كثير من الأمهات، تحدثنا معهن في موضوع مرافقة أبنائهن في التحضير لامتحانات شهادة البكالوريا، بأنهن يعلن حالة تأهب واستنفار في منازلهن، طيلة سنة كاملة، أي قبل امتحان البكالوريا بأشهر. وتزداد الضغوط عليهن، خلال أيام الامتحان.

“مليكة”، سيدة من العاصمة، فضّلت هذه السنة نيل عطلتها السنوية تزامنا مع امتحان البكالوريا، لتكون بجنب ابنتها التي ستجتاز الشهادة في شعبة الرياضيات، ومع أن ابنتها نجيبة في الدراسة، لكن عين الأم لا تغفل عنها أبدا. لدرجة أكّدت لنا بأنها تحضر معها فيديوهات لدروس الدعم على الإنترنت.

أما “نجية”، فهي تقوم بتهيئة كل الظروف المناسبة لمراجعة ابنها، من اعداد اطباق خاصة له، وضبط توقيت مناسب لمراجعته، والنهوض معه في الصباح الباكر للمراجعة. وذكرت لأنها ضبطت جدول حياتها حسب توقيت مراجعة ابنها لدروسه ؟؟

الضغط الكبير يفقد الطالب المعلومات التي خزنها في المراجعة

وفي الموضوع، أكد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد لـ ” الشروق”، أن اهتمام الوالدين بدراسة أبنائهما، هو في الحقيقة دلالة على الاهتمام النفسي والحرص على مستقبل الأطفال. ولكن يضيف: “بعض العائلات تبالغ في اهتمامها وتضغط على أولادها الممتحنين، وتحاصرهم من كل جهة. والظاهرة تعطي نتائج سلبية، لأن المترشح يفقد تركيزه بسب الضغط الزائد، ويتذبذب استقراره النفسي، ويفقد المعلومات التي خزّنها، وفي الأخير قد يفشل في نيل شهادة البكالوريا”.

ويؤكد مُحدثنا أن الأمهات هن أكثر ضغطا على أبنائهن من الآباء، واصفا ما تقوم به كثير من الأمّهات، بـ “الإرهاب النفسي على الأطفال”. لأنهنّ يعتبرن أن “الباك” هو ما يضمن مستقبل الأطفال. وبعض الأمهات يحرصن على “الباك” حتى لا يشمت فيهم الأقارب والجيران لا غير !! .
ونضح خالد الوالدين، بتوفير الظروف الملائمة والراحة النفسية، أثناء أيام الامتحان، والابتعاد عن الضغوط.

وبدوره، اعتبر الأمين الوطني لمجلس الثانويات الجزائرية، زوبير روينة لـ ” الشروق”، بأن بعض الآباء يساهمون وبطريقة لا شعورية في رسوب أبنائهم، عن طريق الضغوطات المبالغ فيها، والحرص على نجاحهم ولو بالقوة.

وقال: “الضغط المبالغ فيه، يضع التلميذ في وضع غير مريح، لان المُمتحن يفضل الدراسة والمراجعة بكامل رغبته وحريته، بعيدا عن الضغوطات“.

مقالات ذات صلة